منى سالم الجبوري
من البصرة الى بيروت والجرائم المستمرة
لم تکن عملية توجيه أصابع التهم لحزب الله اللبناني وولي نعمته النظام الايراني على خلفية حادثة إنفجار بيروت المروع، عبثا ومن دون طائل، ولاسيما عندما إنفردت صحيفة Die Welt الألمانية، بنشر معلومات"مصدرها استخبارات غربية" عن إن النظام الايراني قد زود حزب الله في عامي 2013 و2014 بكميات كبيرة من "نيترات الأمونيوم" عبر مرفأ بيروت، والمطار، أو برا من سوريا، وزن 3 منها بين 630 إلى 670 طنا، ومعدل سعرها 381.340 يورو. وهذا مايعطي دليلا عمليا على إن هذا الحزب والنظام الايراني لهما خلفية في هذا الامر مما يٶکد ويوثق أکثر ضلوعهما في الجريمة. خصوصا وإنه من المسلم به إن الدور والنفوذ المشبوه للنظام الايراني من خلال حزب الله على لبنان هو الاقوى والاکبر.
الدور السلبي لحزب الله في لبنان بشکل خاص والمنطقة بشکل عام، هو جهد تقوم به من أجل تنفيذ مخططات النظام الايراني، تماما مثل جماعة الحوثي في اليمن وکذلك الميليشيات العميلة التابعة للنظام الايراني في العراق، ومن دون شك فإن حملات تصفية وإغتيال ناشطين وناشطات في العراق ليست ببعيدة أبدا عن النظام الايراني، ولاسيما مع إطلاق مسلحين النار على الطبيبة والناشطة ريهام يعقوب، التي كانت برفقة 3 سيدات أخريات في سيارتها، وسط البصرة، بالإضافة إلى تعرض المتظاهر والناشط فلاح الحسناوي الرسام وخطيبته لمحاولة اغتيال، إثر إطلاق نار من مجهولين يستقلون مركبة من نوع تويوتا، ما أدى إلى وفاة الفتاة وإصابة الحسناوي بسبع طلقات مازالت مستقرة في جسده، ارتفعت أصوات الغضب في المدينة مطالبة بمعاقبة القتلة. وعند مراجعة السجلات السابقة لما جرى من حملات قتل وتصفية للناشطين والناشطات في العراق فإن الجميع يعلمون جيدا بأن أذرع النظام الايراني وعملائه هم من يقفون وراء ذلك خصوصا وإن الناشطين رکزوا ويرکزون على الدور السلبي لنفوذ النظام الايراني ومشبوهية الدور الذي تضطلع به أذرعه العميلة، بل وإن عملية إغتيال رفيق الحريري بحد ذاتها والتي يعلم القاصي قبل الداني بأن النظام الايراني وحليفه حزب الله من يقفان ورائها، وقد کانت لجنة الشٶون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية واضحا جدا عندما أکد في بيان خاص له بمناسبة إعلان نتائج المحکمة الخاصة بإغتيال الحريري بأن" الحقيقة واضحة أن اغتيال رفيق الحريري رئيس الوزراء الأسبق اللبناني تم بأمر من خامنئي نفسه وخطط له قاسم سليماني وكان جزءا من الخطة الشاملة لنظام الملالي لممارسة السيطرة الكاملة على لبنان."، ومن دون شك فإنه لا النظام الايراني ولا حزب الله اللبناني يتمکنان من درأ هذه التهمة عن نفسيهما فهي ثابتة عليها من کل النواحي.
من البصرة الى بيروت ووصولا الى صنعاء، فإن الجرائم المستمرة يقف خلفها دائما عملاء النظام الايراني دون غيرهم، وهم من يلعبون بالنار من أجل ضمان بقاء وإستمرار الدور والنفوذ المشبوه لهذا النظام حتى لو کان على حساب أمن وإستقرار والمصالح العليا لشعوب المنطقة، ومن دون شك فإن التحذير من الدور السلبي المشبوه للنظام الايراني في المنطقة من خلال أذرعه العميلة أمر لابد أن تکون لشعوب ودول المنطقة من موقف حاسم وحدي حياله.
1025 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع