د. مؤيد عبد الستار
ينتقل المواطن بحذر شديد بين نقاط السيطرة العسكرية ، نقاط مراقبة يمسك فيها العسكري بالة السونار الكاشفة عن الاسلحة ،
آلة صغيرة بحجم لعبة اطفال يحملها العسكري بطريقة مسرحية تنم عن الحرص على محسوبة بدقة كي لا تفلت اية عبوة بارود او سي فور او غيرها من متفجرات، ولكن الحقيقة ان المواطنين يعرفون هذه اللعب السوداء التي لا تكشف اكثر من حشوة الاسنان او العطور والمكياج ، ورغم ذلك تجد نقاط السيطرة تحبس السيارات في صف طويل لكي تتفحصها دون فائدة في لعبة يشارك فيها مجموعة من المحتالين الذين اتخذوا من هذه الالعاب وسيلة لسرقة واختلاس ملايين الدولارات وليذهب المواطن الى الجحيم بتفجيرات تستهزئ بالجنود والشرطة الذين يسهرون دون جدوى على امن المواطنين.
ان العقلية التي تدار بها شؤون البلاد ، سواء الامنية او الادارية الاخرى ، تعتمد على ركيزة واحدة ،هي الفساد التي تتمثل بالرشوة المتفشية في كافة القطاعات العسكرية والمدنية، لذلك لايمكن استثناء لوازم المراقبة والفحص العسكرية من الفساد، فهي مثل غيرها من السلع والبضائع والعقود التي لا يمكن الاعتماد على سلامتها لانها نظمت بايدي ادارة فاسدة يعرف بها القاصي والداني ، حتى العقود التي عقدتها الحكومة مؤخرا مع روسيا بشأن التسليح العسكري دار حولها لغط كبير اطاحت بالناطق الرسمي باسم الحكومة ولم يسلم البعض من شرار اللهب الذي كشفه الرئيس الروسي بوتين .
لا احد يستطيع تنظيف الادارة العراقية من ادران الفساد الا اذا استطاع الشعب العراقي النهوض من سباته وثار ثورة عارمة تاتي على رؤوس الفساد التي خطفت المجتمع وأخضعته لعملية غسل دماغ شاملة وحكمته وفق ادواتها التي تتميز بالفساد والرشوة .
بغداد 22 مايس 2013
876 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع