شعــر
عبـد السـلام مصباح
زيارات
1 -
كَانَـتْ تَأْتِينِـي
في لَيْـلاتِ الصَّيْـفِ القَمَرِيَّـة
وَعَلَـى شَفَتَيْهَـا سَيْـلُ رُؤَى
أَوْ طُوفَـانُ قُبَـل،
تَنْثُرُهَـا بَيْنَ يَديَّ
بَيَـاضَ قَصِيدَة
مُتْرَعَـةً
بِالْحَـرْفِ الْمُثْقَـلِ بِالتَّمْـرِ
وَبِالْجَمْـرِ...
وَحيـنَ نُحَلِّـقُ بَيـنَ الأَفـلاكِ القُصْـوى
وَيَسيـلُ النَّبْـضُ
جَـداوِلَ شَـوْقٍ
وَيُفَجِّـرُ في جَسَديْنـا بُرْكانـهُ
َترْْحَـل .
2 -
كَانَـتْ تَأْتِينِـي فِي شَغَـبِ الْيَقَظَـة
مُذْهِلَـةً
وَخُرَافِيَّـة
فِي عَيْنَيْهَـا أَلَـقُ اْلَحْقـلِ،
خَبَايَـا الْغَابَـاتِ
وَعُمْـقُ الْبَحْرِ...
وَتَجْلِسُ فِي أَبْهَاءِ الْحَرْفِ
وَفـي لَحْظَـةِ عِشـقٍ مَجْنـونٍ
تَتَسَـلَّلُ أَحْرُفُهـا
مِنْ قَافِيَةِ الأَرْضِ
وَتَجْتَاحُ شَرايينـي
تَلْبَسُني
تَتَوَغَّلُ فِي وَجَعـي
فَيَهيـجُ النَّبْـضُ
يَهيـجُ الشَّـوِقُ
فَأَشْهـى ثَمْرَتَهـا الْعَـذْراء
وَحِيـنَ أَمُدُّ يَدِي كَـيْ أَقْطِفَـها
تَفْتَحُ نافِـذَةً في الْحَـرْفِ الْمَنْـذُورِ
وَُتُغَافِلُنِـي
تُشْعِـلُ قِنْدِيـلَ الْحُـبِّ
وَتَخْطِـفُ أَحْـزَانَ الصَّـدْرِ...
وَفِـي رَمْشَـةِ عَيْـنٍ
تَرْحَـل.
3 -
كَانَـتْ تَأْتِينـي فِي عِـزِّ الْحُلْـمِ
مُسَرْبَلَـةً بِالنَّـزَوَاتِ
وَبِالطَّيْـشِ
وَبِالـدِّفْءِ
وَبِاللَّهْفَـةِ
تُطْلِقُهـا في المَلَكُـوتِ
وَفي مِـرْآةِ الّليْـلٍ
وَفي الكَلِمـاتِ العادِيَـةِ
نَخْـلاً
قَمَـراً
وَبَشائِـرَ
مُمْتَلِئَـةً بْمَعاني الحـاءِ
فَتُبَعْثِرُهَـا
بَيْـنَ الصَّمْـتِ الْمُلْتَـفِّ
هَمْسـاً
آهـاً
فَرحـاً
أَوْ بَعْضَ نُثـارِ اللَّحْـنِ...
وَتَرْحَل.
4 -
كَانَـتْ تَأْتِينِـي قَبْـلَ صَـلاَةِ الصُّبْحِ
مُهَفْهَفَـةً
تَجْلِـسُ فِـي كَفِّـي
أَوْ بَيْـنَ جِرَاحِـي
تَسْبُـلُ جَفْنَيْهَـا
وَتُلَمْلِـمُ أَوْرَاقَ التُّـوتِ
تَفُـكُّ إِزَارَ قَصِيدَة،
في غَفْلَـه
تَحْتَوينـي بَيـنَ ذِراعَيْهـا
تَسْقينـي كَأْسـاً
تُبَعْثِـرُ أَشْلائـي
فَتُداهِمُنـي الأَحْـرْفُ
تُشْعِلُنـي
تَكْتُبُنـي
تَرْسُمُنـي
تَزْرَعُنـي فـي غَيْمـاتٍ مُثْقَلَـةِ
بِاللَّحْـنِ الْمَكْنُـونِ
وَبِالـزَّادِ
وَبِاَلفَـرَحِ...
وَتُوَسِّدُنـي
أَزْمِنَةً خَضْـرَاءَ
تُتَـواءَمُ قَافِلَـةَ الشُّعَـرَاءِ
وَتَسْقيهـا مِنْ أَخْبَـارَ الْعُشَّـاقِ
وَأَخْبَـارِ الأَزْمِنَةِ الْمَسْرُوقَـةِ
وَالزَّمَـنِ المُتَأَلِّـقِ
وَالزَّمَـنِ الْمُوغِـلِ
فِي أَحْضَـانِ الْغَيْـمِ
وَبَيْـنَ الْمَاءَيْـنِ،
وَحِيـنَ يَمُـسُّ النُّـورُ الْوَاعِـدُ دَاخِلِنَـا
تَرْحَـل.
5 -
كَانَتْ تَأْتِينِـي فِي غَيْـرِ مَوَاعِدِهَـا
تَمْتَطِـي مُهْـراً
تَتَنَاثَـرُ تَحْـتَ حَوَافِرِهَـا
سُنْبُلَـةُ الْحُــبِ
لِتُـورِقَ فِي أَعْطَـافِ الْقَلْـبِ
تَوَاشِيـحَ
وَأَشْعَـاراً...
تَتَفَيَّأُهَـا النَّبَضَـاتُ الشـّـَارِدَةُ
وَالنَّـوْرَسُ
وَالْحُلْـمُ...
وَحِيـنَ أَمِيـلُ إلِـَى عَيْنَيْهَـا
لأُِعَانِقَهَـا
وَأُبَـارِكَ فِعْلَتَهَـا
تُسْرِجُ خَيْـلَ الْبَـرْقِ
وَتَرْحَـل.
*فازت بجائزة ناجي نعمان/ لبنان 2005
*فازت بجائزة مجلة "هايhi" / أمريكا2006
1118 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع