د. صباح جمال الدين
قلبي في بغداد
احبتي ،
هي بغداد التي عشتها شاباً ، واعيش اليوم شاباً على ذكراها !
بغداد قلبي... اغـــــــار عليكِ
أَبغدادُ مـالي سواكِ وطرْ ومــــــا من هواكِ وحبي مَفَرْ
أَبغداد إِني أَغـــــارُ عليكِ من الشمسِ لـو طلعتْ والقمرْ
أَغـــــارُ إِذا هبَّت النسمـــــاتُ بـدربكِ قبلَ نـمومِ السحـرْ
أَغــــــارُ إِذا الفجرُ مــدّ يديـهِ وغـــازلَ في غنجٍ وانحسرْ
أَغــــارُ إِذا عطرتكِ الرياحُ مســاءً وعطرُ الورودِ انتشرْ
أَغارُ ، بلحنِ الهوى الفاختاتُ كقلبي تنـوحُ فتبكي الشجـرْ
أَغــــــــــارُ غيـومُكِ تدنـو اليكِ دُنُـوَ عشيـقٍ بليلِ السمـرْ
فيُغرقُ واديكِ ماءُ الحيـــاةِ وهمِّي على القلبِ يهمي مطرْ
شقيتُ بلنـــدنَ أَبكي عليكِ فهل من جديـــدٍ وهل من خبرْ
كـأنَّ جهنمَ بين الضلوعِ بنــــــــــارِ الفراقِ فؤادي استعرْ
فبُعدي أَبعدَ عني الرُقــــــــادَ كـأنَّ غطــائي وفرشي إبرْ!
وزادَ بهجركِ من لوعتي بــــــــــأن الغريبَ عليَّ أبـرْ!!!
فملءُ الفؤاد زرعتُ الوفـــاءَ لاهليكِ من صِغـري للكِبـرْ
ولدتُ بقـــــافيتي في حِمـــاكِ فمــا لوعتي هذه عـن بطرْ
فمنكِ القرينُ وفيكِ الهــوى وشِعـريَ منـــــهُ وفيـكِ هـدرْ
فأسمعَ صُمّـــاً قريني القوافي وأَرجَعَ للعُمي نـورَ البصرْ
وأَنتِ سمعتِ وجيبَ فـــؤادي بلحنٍ جديـدٍ لـــــــهُ مُبتكـرْ
وأَنتِ رأيتِ الجراحَ بقلبي ودمعِي الدمـاءُ وجسمي العِبرْ
أَتيتُ اليكِ مليءَ الفـؤادِ ببــــاقــــــاتِ شـوقٍ و شِعرٍ دُررْ
وعدتُ حسيراً ، وكانَ فؤادي يمني حياتي بأحلى الصورْ
أَصيحُ :"أَبغدادُ ردي السلام" فيصدحُ بـالقافيـاتِ الوترْ
"اذا غبتِ عني يغيبُ الفؤادُ وإِن غبتُ عنكِ يغيبُ النظرْ
اطـلُّ بقلبي المُعنى عليكِ إِذا اشتقـتُ للحُــورِ او للحَـــوَرْ
تفـوقين حُسنـــاً بديعَ الجِنـــــانِ وأَيُ غريـبٍ رآكِ انبهـرْ
امرُّ بحُلمي شتـــاءً وصيفـاً وهلْ يُسكِتُ الحُبَّ بردٌ وحَرْ
تركتُ الرُقـــــــادَ وفتّ البـــلادَ فطيبُ هواكِ لقلبـي أَسَـرْ
ركبتُ القــوافي خيــولاً اليكِ فَحَجَّ فؤادي هــوىً واعتمرْ
وبينَ يديكِ كشوقِ الحَجِيجِ أَطوفُ وأَسعي ودمعي انهمرْ
فصلى لســـــــــاني ولبى لديكِ صـلاةَ مُحِبٍّ بكلِ السِـوَرْ
ومـــــا أَن رآكِ على وجنتيكِ مــــلايينَ من قُبُــلاتي نثـرْ
وإِنّي فرشتُ الفـــؤادَ قـــوافٍ ولسـتُ أَرى لِـــودادي أَثـرْ
فحــــــارَ فـؤاديَ ممـــا يرى أأُخلصُ حُبَّــاً وحِبي هجرْ؟
فمعــدنُ قلبيَ محـضُ غـرامٍ ! أَمعـدنُ قلبِ حبيبي حَجَرْ؟
أَتيتُ وهــذا وداعي الاخيـرُ فمـــــــا من ليــالٍ لقلبي أُخرْ
شرِقتُ بـدمعيَ عنـدَ الـوداعِ شـراعي غـرامٌ وحظي سفرْ
جفتني الحيــــاةُ جفتني البلادُ جفتني القصورُ واهلُ الوبَرْ
توسمتُ فيكِ لروحي البقــــاءَ ولحـداً لجسميَ يومَ القــدرْ
وكــــايدني جـــاهلٌ بـالهوى يقولُ:"زمـانَ الغرامِ اندثرْ"
فحـــارَ الفـؤادُ وأَعيى اللســانُ فلمـــا شرِقتُ بدمعي عذرْ
وقالَ : تصبّرْ لكيدِ الزمـانِ فقلتُ : انتظاري وصبري أَمَرْ
أَتيتُ وقلبيَ محضُ وفــــــاءٍ يطـــاوعُ في حبِّها مـا أَمَرْ
ولستُ بطمّـــــاعِ مــــالٍ وجــاهٍ فكفــايَ تِبرٌ وأَهلي غُرَرْ
أتبخلُ أَرضي ودهري وأَهلــي بلحدٍ لجسمي إِذا مـا انقبرْ
أَصرتُ (كسِنمَــارَ)أبني البيوتَ وآخذُ من ساكنيهـا الحذرْ
فحظي اذاً كخيـــــالِ السرابِ تراءى لظمـــــآنَ ثم استترْ
أَبغدادُ قلبي أَغـــــــارُ عليكِ وفـــــاقَ غراميَ كلَّ البشرْ
أَغــــارُ إِذا طــارَ سربُ الحمامِ وخـافَ البِعادَ فعـادَ وقـرّْ
أَغارُ إِذا النخلُ يدعوا الريــــاحَ يراقصُهَـا بحفيفِ الشجرْ
أَغارُ اذا المُزنُ مَرَّتْ عليكِ وقطرُ الغمــــامِ عليكِ انهمرْ
أَغارُ لو الوردُ مسَّ الخدودَ وحانَ القِطافُ وغيري حَضَرْ
أَغـــــــارُ وكلُ محِبٍ يغـــارُ هواكِ ضَبــابٌ وحُبِّي مطرْ
فـــــإن كانَ كفراً هوايَ لديكِ أمَـــــا غفـرَ اللهُ عَمَّن كفـرْ
*********
ولدت بها ، وعشت بها طفولتي المبكرة ، ثم اعوام الكلية الستة ، فعشقتها ولا ازال !
984 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع