تأليف د. عامر حنا فتوحي
حاوره الدكتور نزار عيسى مَلاخا
أضواء على كتاب (مآثر الكلدان) باللغة الأنكلزية
د. عامر فتوحي شخصية كلدانية غنية عن التعريف فهو فنان تشكيلي وكاتب محترف وأكاديمي مختص في تاريخ وحضارة وادي الرافدين. عُرف في العراق في الساحة الثقافية منذ مطلع عقد ثمانينات القرن المنصرم وفي الولايات المتحدة منذ منتصف عقد التسعينات، له العديد من المؤلفات المنشورة عن التاريخ الرافدي وسكان العراق الأصليين الكلدان منذ كتابه لعام 1988م الموسوم (أور الكلدان ... رؤية عراقية) ... بمناسبة قرب موعد صدور كتابه الجديد (مآثر الكلدان) باللغة الإنكليزية كان لنا معه الحوار التالي:
- لماذا كتاب (مآثر الكلدان) ولماذا في هذا الوقت؟
- كما تعلم أخي د. نزار بصفتك مؤرخ وأكاديمي بأن كل كتاب أكاديمي هو عبارة عن دراسة متخصصة في حقل ما أو في جزء من ذلك الحقل.لقد كان الهدف من نشر كتابي عام 2004م و2012م هو تفنيد إدعاءات باطلة أختلقتها الأحزاب المتأشورة للإستفراد بالأمة الكلدانية وإستخدام النسبة العددية الهائلة للكلدان لدعم أجنداتها السياسية الإنفصالية. كما أن كتبي السابقة أكدت من خلال الوثائق العلمية والمادية وبما لا يقبل الشك حقيقة أن الكلدان هم (سكان العراق الأصليين) وليس من أحد غيرهم. أما لماذا أسعى لأن أصدره في هذا الوقت فهذا ما سأبينه لاحقاً.
- بماذ يتميز كتابك الجديد هذا عن كتابك لعام 2004م الموسوم (الكلدان منذ بدء الزمان) وكتابك لعام 2012م باللغة الإنكليزية (القصة اللا مروية عن سكان العراق الأصليين / الكلدان) المتوفر على الرابط أدناه ؟
The Untold Story of Native Iraqis; www.NativeIraqis-Story.com
كتابي الجديد (مآثر الكلدان) يتميز كتابي الجديد الذي سيكون بحجم 200 صفحة من القطع الدولي بتجاوزه حدود التعريف بالكلدان (سكان العراق الأصليين) التي أصبحت حقيقة مفروغ منها إلى التأكيد على طرح حقائق يجهلها عامة القراء بل أن بعض ثقاة المتخصصين لا يلمون بمعظمها. للعلم، فإن بعضاً من هذه الحقائق دعت الأكاديميين إلى تعريف وادي الرافدين بأنه (مهد الحضارة البشرية) كما أن بعض المنجزات التي أشار إليها عدد من الباحثين ومنهم كريمر دعت المؤسسات الأكاديمية إلى إطلاق صفة (بلد أولى الأشياء) فما بالك إذا ما أطلع العالم اليوم على منجزات ومآثر الكلدان التي لا يلم بها الغالب الأعم من المتخصصين، ذلك أن نسبة أكثر من 80% من الكتاب تحتوي على معلومات نادرة أو غير معروفة لغير ثقاة المتخصصين، كما يحتوي الكتاب الجديد على رسوم ومصورات لم يسبق لأحد أن أطلع عليها، لأنها من تصميمي بعد دراسة وتمحيص لمدة سنوات طويلة زاخرة بالبحث والتنقيب.
- د. عامر منذ عامين ونحن نسمع عن كتاب (مآثر الكلدان) الذي كان ينبغي أن يصدر بين أواخر عام 2018 ومنتصف عام 2019م فما هو سبب تأخر الكتاب عن الصدور؟
- أخي د. نزار، كما ألمحت في إجابتي الأولى، فأن مبرر نشري للكتاب الآن وليس قبل سنتين هو أنني قد أنجزت النسخة الأولى من الكتاب في عام 2018م وبعد مراجعتها وجدت أنها ستكون مجرد كتاب مضاف إلى المكتبة الرافدية قد ترضي محتوياته البعض ولكنها لم ترضيني، لأنني لا أسعى إلى نشر كتاب تقليدي وإنما هدفي هو نشر كتاباً يمثل تحدياً ثقافياً للقراء ويثير في الوقت ذاته حفيظة المؤلفين التقليديين من خلال ما يحتويه من حقائق تنسف قناعاتهم العتيقة ، لاسيما الإستعارة التقليدية للنصوص والإستشهادات التي أكل الدهر عليها وشرب، بخاصة من كتب تتناول حضارة وادي الرافدين كانت قد نشرت قبل خمسين أو مائة عام، ولم يلم أصحابها بحكم المنطق التاريخي بنتائج المستجدات التي حصلت في عصر التنقيبات الجديد الذي أزدهر في عقدي السبعينات والثمانينات من القرن المنصرم.
هذا ناهيك عن عدد من العوامل الشخصية التي عملت على إرجاء نشر الكتاب ومنها إنشغالي بإستكمال إطروحة الدكتوراه علاوة على عوامل تقنية أخرى مثل طبيعة عملي التي تتطلب تواجدي خارج الولايات المتحدة.
- د. عامر متى تأمل نشر الكتاب وما هو في تصورك الموعد المناسب لصدوره؟
- كما تعلم أخي د. نزار، أنا أعمل منذ حوالي نصف عام لما يقرب من 16 إلى 18 ساعة في اليوم من أجل إستكمال النسخة الجديدة من كتاب (مآثر الكلدان) باللغة الإنكليزية، وكنت أتوقع صدوره بحسب إتفاقي مع شركة النشر الأمريكية ما بين الأول من أيلول (يوم بابل) والخامس عشر من أيلول (يوم التجدد الكلداني)، ولكن إنعكاسات وباء الكورونا على جدولة آليات النشر وتحجيمها بل ربما تعطيلها لمسألة إقامة إحتفاليات توقيع الكتاب في الولايات المتحدة، ناهيك عن أسباب تقنية أخرى، منها تأخر مطالعة الكتاب (بوك ريفيو) من قبل خبيرين أكاديميين أحدهما من الولايات المتحدة والآخر من جامعة معروفة في الشرق الأوسط ومسائل تقنية أخرى متعلقة بالنشر، فأنني آمل إذا ما جرت الأمور وفق ما هو مخطط لها أن يصدر الكتاب في منتصف شهر تشرين الثاني (نوفمبر) من هذا العام 2020م والموافق لعام 7320 كلدانية.
- هل من كلمة أخيرة د. عامر؟
- بمنتهى المحبة والإمتنان أشكرك أخي د. نزار شخصياً على إهتمامك الأخوي ودوافعك القومية الكلدانية التي دعتك لإطلاع الأحبة الكلدان وأصدقاء الكلدان عن آخر المستجدات المتعلقة بهذا الكتاب الذي سيشكل إنعطافة كبيرة في فهم مبرر الإعتزاز بالأمة الكلدانية، كما آمل أن يدفع هذا الكتاب القوى السياسية في العراق إلى الإعتراف دستورياً بالكلدان بصفتنا (سكان العراق الأصليين) دون أن يعني ذلك بأننا أقل أو أفضل من المكونات العراقية الجميلة الأخرى، ولكن الحقائق الدامغة لا ينبغي تجاهلها إلى الأبد، وكما يقال في اللغة الأنكليزية (العدل عدل).
28/06/2020
1065 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع