د.طلعت الخضيري
موعظه الفيلسوف سقراط وهو يتناول كأس السم.
ألمقدمه
سقراط فيلسوف وحكيم أغريقي(يوناني)عاش (470 ق م-399 ق م) يعتبرأحد مؤسسي الفلسفه الغربيه ،لم يترك كتابات ، وما نعرفه عنه مستقى من خلال روايات تلامذته عنه، في حياه السياسي بركليس كان في أمان ولكن بعد وفاته شرع أعداء سقراط في الضغط عليه لكي يتنصل عن كل مواعظه وأفكاره ،ولكنه أصر على موقفه السابق بالمناداه بحقوق الشعب وتحقيق حلمه أي الديمقراطيه ،وأخيرا تمكن منه أعدائه وحوكم بتهمه إفساد الشباب فتم إصدار الحكم عليه بالموت وكرم بأن يكون موته بتجرع سم الشوكران القاتل ، خلافا لطرق الإعدام المتبعه الأخرى ، وتم ذلك وهو في سجنه وتلت ذالك روايات عن تجرعه السم وهو يعظ تلامذته ، مما أوحى لمخيلتي أن أكتب ذلك فيما سيقرأه القارىء الكريم وأدع له المقارنه بين وقائع الماضي وحقائق الحاضر.
مسرحيه ذات فصل واحد تسلي الأحمق وتفيد العاقل
جلس سقراط على كرسيه الخشبي وهو موشح بوشاح أبيض يلقي درسا كعادته على طلابه وهم يفترشون الأرض أمامه ينصتون إلى فلسفته ووعظه فبدأ بمدح آلهتهم ألإغريقيه المتعدده والتي شابهت آلهه السومريون والبابليون ثم أردف بفلسفته عن ما يظنه سيكون مستقبل بلاده ومستقبل العالم فقال:
أحبائي طلابي الأعزاء أودعكم وقد أرتني الآلهه مستقبلكم وما سيعاصره أجدادكم ، فأما ما يخص بلدكم فإن فتوحات جدكم ألإسكندر ألأكبر وانتصاراته في مصر وبلاد الشام و وادي الرافدين والهند ، ستكون منسيه وغير واقعيه من قبلهم ، وستتدهور أحوالهم الإقتصاديه لتصبح عملتهم الدرخم لا تساوي الورق التي طبعت عليه ، وستجرهم حكوماتهم إلى ديون خارجيه تثقل كاهلهم وتجعلهم عبيدا لدائنون في جوارهم أوعبر المحيط الواسع ، سيطالبوهم فيما بعد إسترجاع أموالهم مما سيزيدهم ذالك فقرا وبلاء ، وسينزح أجدادكم إلى أرا ض عبر البحار غربا فيجدون أرض خصبه سيزرعونها ويبنون بها حضارة وقوه ستسود على عالمنا لحقبه من الزمن قد تتبعها حضارات أخرى تنافسها من مشارق أرضنا الإغريقيه ، وسيستبدل التعامل عن الدرخم الذهبي إلى ورقه لونها خضراء ستكون سيده التعامل في عالمهم القادم.
وستتقاتل الأمم حامله شعاراتها الدينيه والفلسفيه وإن كانت الحقيقه هي ألأطماع في أراضي الغير وخيراتها.
سيهاجر العقلاء والعلماء تاركين بلدهم ليبنون حضارات أخرى في بلدان بعيده يصلون إليها ممتطين مايشبه نسور اليوم وفي أعالي الغيوم المرتفعه أوزوارق باليه ستؤدي إلى غرقهم بين أمواج البحار العاتيه ، وبناء عليه سأتجرع كأس السم ألذي أرسل لي من قبل حكام ظالمون بكل سرور وانشراح ، فغنوا وأنشدوا فيما بعدي أنشودة مات سقراط سعيدا ولينعم الجهله في وطنه))
926 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع