ذكرى محمد نادر
الفساد أقل مما يتكشف في العراق كل يوم، تسقط حكومات ويقدم المسؤول عنها الى القانون لينال جزاءه المستحق .
ولعمليات أرهابية أقل من هذه التي تحصل يوميا في العراق يشعر اي مسؤول يحترم نفسه, بالخزي من تقصيره ويقدم بنفسه استقالته معترفا بعجزه عن حفظ دماء مواطنيه !
الحقيقة الثابتة: ان الشعب غير طائفي, ولم ينجر حتى الان لما يخطط له من مهاوي الانجرار لهذه المحرقة, وبالمقابل اثبتت الحكومة لالف مرة انها طائفية بامتياز وفاسدة لا ينفع معها اي ترقيع او تزويق .
الصراع الذي تحاول حكومة الخضراء ان تروج له بأنه طائفي, هو في حقيقة الامر : صراع وطني.. بين مشروع وطني يحاول الحفاظ على كرامة وطن وحياة مواطن, ومشروع رسمي ينزع حثيثا لنزع هوية العراق ويشوهها بجعلها تابع كضيعة ايرانية لا غير !
فمن يصطف الى جانب المالكي يشبهونه بالتوجه والنوايا والاداء من كل الاطياف ففي مشروعه الذي يراد ان يروج له انه طائفيا لمن يخالفه بالمذهب , يجد له من يوافقه بالاداء, ولعل سعدون الدليمي وغيره من الشخصيات السنية المنخرطة بمشروعه الدموي ,خير دليل وشاهد موضوعي على ماهية الصراع.. وهم حجة واضحة في ان الخلاف ليس طائفيا وانما خلاف وطني يتمثل بالنقطة الفاصلة , ما بين مشروع وطني واخر فاسد وخاضع وذليل وفاسد.. فالضرر الحاصل على اهل الجنوب والاضطهاد والتفقير والامية المهولة والاهمال تصرخ بوجه المتابع لتعلن: أن حكومة المالكي , لم تقدم ادنى خدمة تصب في تحسين احوال الانسان العراقي.. وفحوى الحال في العراق يمكن اجماله : ان غربه ثائر بحثا عن الكرامة, وجنوبه غائر بالاهمال ,ووسطه حائر !
الحراك الشعبي تجاوز شهره الخامس وظل محافظا على سلميته رغم كل محاولات جره لساحة التخندق الطائفي, ورحلة قوافل المساعدات نحو الجنوب لاعانة أخوة الدم والمحنة, خير دليل على نفي تهمة التخندق الطائفي, كما هو موقف اخلاقي وطني صفع الحكومة على وجهها بعنف.. وكشف عورة ادعاءها
ولا ريب ان هناك اصواتا نشاز تعالت من داخل ساحات الاعتصام بأتفاق مسبق مع ما يتوافق وتوجهات الحكومة , ورغم التأثير السلبي الذي القته على تماسك ساحات الاعتصام الا انها حافظت على اهدافها الكبرى وثباتها على وطنيتها ودافعت بقوة للجلم الاصوات النشاز التي تحاول اختراقها .
ما الذي وفرته الحكومة من تصرفات عدوانية تجاه الاهالي المنتفضين في المحافظات الغربية, دون ان تجربه وتمارسه عليهم؟ فقد حاولت بكل جهدها أرتكاب جرائم فظيعة بحق من يفترض بهم انهم مواطنيها, وكي تغطي على جرائمها كانت تفتعل جرائم اخرى لتبعد الانظار عما ارتكبته, ومجزرة الحويجة , التي حاولت التغطية عليها بجريمة أخرى, بحق جنود عراقيين يرى كثيرون انها جريمة مفبركة" ما زال مشكوكا فيها حتى الان "!
اتساءل مثل غيري: لو ان الحكومة مارست نشاطا يضاهي, نشاطها المحموم بصناعة الازمات وغيرت ووجهته لصالح حل الازمات هل كان يمكن لمن تسميه " الارهاب" ان يتجول بحرية طول العراق وعرضه بجرائم يومية يذهب جرائها الابرياء ممن لا ناقة لهم ولا جمل بصراع الكراسي ؟
وهل ان الارهاب الذي تحصره النظرة الرسمية بطيف مذهبي واحد هو من يحصد مصلي جوامعه وهو حاضنته المفترضة حكوميا؟؟
سواء كانت حكومة المالكي طائفية ام لا, يبقى المثبت عمليا وبشكل يومي: انها فاشلة بكل المعاني والمقاييس الاخلاقية والسياسية والمهنية, ولا اجد سببا واحدا لبقاء مثل هذه الزمرة لتجز رؤوس مواطنيها, وكأنهم خراف في حقل ذئاب !!
أن الصراع لم يكن يوما طائفيا, ولن يكون , وقد اسقطنا فحشه نحن العراقيون رغم تضحياتنا الكبيرة في احبتنا, انه صراع وطني بأمتياز, صراع من يريد ان يكون له وطن وسيادة, وبين من يريد للوطن ان يكون ضيعة تصلح للفاسدين والقتلة وبائعي الذمم.
931 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع