نور عبدالله
موجة غضب تجتاح الولايات المتحده بسبب العنصريه ...
تشهد الولايات المتحدة الأمريكية موجة احتجاجات غاضبة غير مسبوقة منذ عقود, أشعلت على خلفية مقتل مواطن أمريكي من الأصول الأفريقية جورج فلويد في مينيابوليس بولاية مينيسوتا في 25 مايو 2020، حيث قتل خنقا عندما ضغط شرطي "أبيض" بركبته على عنقه حتى الموت بعدما احتجزه مع زملائه وكبّلوا يديه إلى الخلف وثبّتوه أرضا، وقد أثارت تلك الواقعة موجة غضب عارمه في الولايات المتحدة امتدّت إلى عشرات المدن الأمريكية وخروج مئات الآلاف إلى الشوارع يوميا تنديدا بالعنصرية والعنف، الذي تمارسه الشرطة وغياب المساواة في المجتمع الأمريكي
. وتم تداول شريط فيديو يوثق للجريمة على مدار واسع، وقد ألقي القبض لاحقاً على الضابط ويواجه اتهام بجريمة قتل من الدرجة الثالثة..
مما ادى لخروج مئات الالف المتظاهرين للشارع ليعبّروا عن موقفهم الاحتجاجي بطريقة سلمية في سائر أنحاء البلاد، ولكن بعض هذه المظاهرات سادتها أعمال شغب وعمليات نهب مما اثار غضب تيرانس فلويد شقيق جورج فلويد، الذي اعرب عن غضبه تجاه ما يقوم به بعض المحتجين ضد "وحشية" الشرطة في أمريكا من تخريب، قائلا إن "هذا لن يعيد لي أخي"..
العنصريه بالولايات المتحده منتشره منذ فترة حتى بعد الغاء قانون التفرقه العرقيه خلال سنوات ال٦٠ . خلال ال٥٠ سنه الماضيه كانت هناك عنصريه شبه مخفيه ،وفق الاحصائيات الاحتمال لوصول رجل اسود الي السجون الامريكيه هو ١/٥ مع انهم اقليه لا تتعدى ال١٠٪ من الشعب الامريكي والاحتمالية أعتقال رجل اسود هو ٨ مرات اكتر من اي فئة اخرى بالولايات المتحده، بالاونه الاخيره نشهد نوع من التساهل مع العنصريه ليس فقط اتجاه الاشخاص اصحاب البشره السمراء بل ايضا اتجاه كل من هو مختلف تحت شعار امريكا للامريكين واهم شي هو مصلحة الولايات المتحده التي ربما تخلق نوع من التصنيف لمن هو امريكي ومن هو اقل ...
برأي هناك عدة اسباب غير مباشره جعلت من هذا الصراع يتصاعد الي هذه المستويات :
اولا الاوضاع الاقتصاديه السيئة وزيادة نسبة الباطله التي تعبتر الاعلى منذ الانهيار الاقتصادي سنة ١٩٢٩ وعدم الاستقرار التي خلقه الوضع الصحي للولايات المتحده بسبب فايروس الكورونا وموت اكتر من ١٠٠ الف مواطن امريكي فنحن نشهد مشاهد غضب جامعي جامح ممكن ان يكون ناتج عن الكبث الذي ولده الحجر الصحي والضغوطات الكبيره الناجمه عنه .
ثانيا هناك ابعاد سياسيه تلعب دور اساسي حيث ان الانتخابات الامريكيه باتت عل الابواب وكل الاطراف تحاول ان تستفيد من الاحداث لمصالحها .
الغضب الذي اثارته هذه الحادثه مختلف وموجه الي السلطات الحكوميه ولذالك فقد شهدنا عمليات شغب وتخريب ونهب للممتلكات الخاصه
وكان ترامب قد اتهم مجموعة من المتظاهرين بالوقوف وراء الاضطرابات التي أثارها مقتل فلويد بأنهم "مجرمين يساريين متطرفين"، متهماً شبكة "أنتيفا" وهي مجموعة تحرض للفوضى المسلحة،.
بدوره أدان المرشح الديموقراطي للرئاسة الأميركية جو بايدن الأحد العنف في الاحتجاجات التي تشهدها الولايات المتحدة، مشدداً في الوقت نفسه على حق الأميركيين في التظاهر. وقال بايدن في بيان إن "الاحتجاج على هذه الوحشية حق وضرورة. إنه رد فعل أمريكي خالص". لكنه أضاف أن الأمر لا ينطبق على "إحراق مدن وتدمير مباني".
وأكد أن "العنف الذي يعرض حياة الناس للخطر ليس كذلك. العنف الذي يطال الأعمال التي تخدم المجتمع ويغلقها ليس كذلك".
اضافه لذالك تميزت هذه المظاهرات بالعنف المفرط من قبل رجال الشرطة والسلطات الامريكيه
وحسب شبكة سي أن أن، فقد تمّ إعلان حظر التجوال في 25 مدينة بـ 16 ولاية، ومن أبرز هذه المدن سان فرانسيسكوو أتلانتا وشيكاغو وفيلاديليفيا وكولومبيا وناشفيل وسياتل، كما فُرض حظر تجوّل ليلي في ولاية كنتاكي.مما ادى الي ازدياد ردات الفعل السلبيه لفرض هذه التشديدات وهناك من يطعن ان معالجة الاحداث بهذه الشدة من قبل السلطات والجهات الرسميه بقيادة ترامب قد تسبب له ضرر كبير بالانتخابات المقبله وجاء هذا كأمتداد للنقد ضد رئيس الولايات المتحده لمعالجة الاضرار بعد انتشار فايروس الكورونا ايضا .
فقد كانت حادثة جورج هي مثال لوضع عود ثيقاب بحقل من الوقود لاشعال النيران بالمجتمع الامريكي بكل فئاته حتى بصفوف الشرطه كانت هناك انقسامات وانتقادات
فالعديد من الاصوات من داخل الشرطه رفضت القوه المفرطه من قبل زملائهم لوقف المظاهرات مثلا على ذالك
تعرض رجل يبلغ من العمر 75 عاما إلى الدفع على يد الشرطة فى نيويورك ، احتج عشرات الضباط من مدينة بوفالو التابعة لولاية نيويورك على معاقبة اثنين من زملائهم على خلفية الواقعة، حيث قدم 57 ضابطا استقالتهم من شرطة المدينة على خلفية الواقعة التى أدت إلى إصابات خطيرة فى رأس الرجل المسن.وكذالك استجاب شرطيون أمريكيون في لوس أنجلس لهتافات المتظاهرين بالتعبير عن تضامنهم معهم عبر حركة الركوع، التي تحولت إلى رمز للتنديد بعنف الشرطة في الولايات المتحدة. ولقيت الحركة استحسانا من قبل الرأي العام الأمريكي. وتعود هذه الحركة إلى 2016 إذ قام بها لاعب كرة القدم الأمريكي كولين كوبيرنيك، للاحتجاج بدوره على العنف المسلط على الأمريكيين من ذوي البشرة السوداء.
واختلفت ردود الفعل كذالك على صعيد السلطه فكما نرى تضامنا مع رسالة المتظاهرين الرافضين للعنصرية ضد اصحاب البشرة الداكنه قرر عمدة مدينة "واشنطن" الأمريكية موريل باوزر، أعادت الشارع المواجه للبيت الأبيض، حيث أصبح اسم الشارع رسميا " Black Lives Matter Plaza " ويعني الاسم باللغة العربية "حياة السود مهمة".
كما قررت عمدة واشنطن أيضا كتابة شعار "حياة السود مهمة " بالألوان على أرضية الطريق الرئيسي المؤدي إلى البيت الأبيض، إضافة إلى كتابة الشعار ذاته إلى جانب علم واشنطن، مطالبة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بسرعة سحب قوات الأمن والشرطة من المدينة.
وانضم الكثير من النجوم والمشاهير العالميين لتلك الاحتجاجات مطالبين القصاص من قاتل جورج فلويد والتوقف عن الأفعال العنصرية من قبل الضباط وقوات الامن تجاه أصحاب البشرة السمراء، ومن ضمن المتضامنين نجمة تلفزيون الواقع كيم كاردشيان وشقيقها كايلي جينر والنجمة العالمية سيلينا جوميز والنجمة العالمية ريهانا والنجم العالمي كريس هيمسورث
واخيرا فان هذه الحادثه قد ايقظت المارد وفرضت الواقع وطرحت الاسئله بصراحه لتضع كل المجتمع الامريكي والدولي امام السؤال الاهم كيف يمكن التغلب على العنصريه والتفرقه على اساس عرق دين او وانتماء !؟ .. هل ستحدث هذه المظاهرات التغير بالعلاقات الاجتماعيه وتستطيع كسر الحواجز لتخلق واقع جديد يعتمد على التعايش والتكامل والسلام بدون تفرقه .
1074 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع