علاء کامل شبيب
مع ان العديد من اوساط المحللين السياسيين و المختصين بالشأن الايراني يميلون الى الاعتقاد بأن الصراع المحتدم المتفاقم بين أجنحة النظام الايراني، سيکون من شأنه في نهاية المطاف حسم الموقف و تحديد بداية نهاية هذا النظام، لکن عودة جيش التحرير الوطني الايراني الى الساحة مجددا و تشکيل وحدات له في مختلف المدن الايرانية، قد أعطى للمشهد الايراني إتجاها و سياقا آخرا مختلفا تمام الاختلاف عن ما هو سائد و رائج حاليا بخصوص الاوضاع بالنسبة للنظام الايراني.
صراع الاجنحة داخل النظام يهدف في خطه العام الى بذل المساعي الممکنة قدر المستطاع من أجل إلقاء طوف النجاة للنظام و تخليصه من أزمته الخانقة و المميتة الحالية کما أن بعضا من الاجنحة تريد إجراء ماتسميه إصلاحات في بنية النظام و إجراء عمليات تجميل لوجهه البشع، لکن معظم الاجنحة متفقة في الخط العام في نهاية الامر على إبقاء النظام مع او بدون التعديلات و التحسينات، ومن المؤکد بأن الشعب الايراني قد سأم تماما من هذا النظام و لم يعد يثق به مهما زعم و إدعى، بل و الاهم من ذلك أن الشعب لم يعد يثق بالنظام مثلما أن النظام بات يتخوف و يتوجس ريبة من الشعب، وفي هکذا موقف حرج فإن عودة جيش التحرير الوطني الايراني الى الساحة و تأکيد عزمه الراسخ على العمل الى جانب الشعب کتفا لکتف من أجل التغيير الجذري في إيران عبر إسقاط النظام و إنهاء هذه الفترة المظلمة في إيران الى الابد، يمثل منعطفا بالغ الاهمية و جدير بالملاحظة الخاصة بالنسبة لإيران و الشعب الايراني.
جيش التحرير الوطني الايراني الذي سبق لنظام الملالي أن ذاق کؤوس الهزيمة المرة على يده، يمکن إعتبار عودته الى الساحة و في ظل الظروف و الاوضاع بالغة الحساسية و الخطورة في إيران بمثابة العامل الاکثر فعالية و ديناميکية في حسم الموقف النهائي مع النظام الايراني و تحديد مصيره بالسقوط الذي لابديل عنه بالنسبة لهذا الجيش، إذ أن هذا الجيش الذي کاد أن يحرر إيران کلها من ربقة هذا النظام في عام 1988، وحتى أن طلائعه قد وصلت الى مشارف مدينة کرمانشاه الاستراتيجية، مصمم على إسقاط النظام ولئن کانت الظروف و الاوضاع الاقليمية و الدولية لصالحه تماما لکن اليوم يبدو نظام الملالي في وضعية بائسة و وخيمة ويعاني الکثير من الازمات و المشاکل المستعصية التي لاحل جذري لها أبدا إلا بإزالة النظام و إسقاطه.
الاوضاع المزرية التي آل إليها النظام الايراني بعد ثلاثة عقود من حکمه الاستبدادي، تضعه في موقف حرج جدا لايحتمل المزيد من المماطلة و التسويف مع الشعب عبر الوعود المعسولة التي لا يکون لها وجود على أرض الواقع، وان الشعب کله في إنتظار التغيير الجذري و إزالة هذا النظام من اساسه الى قمته وان هکذا مهمة هي في عهدة جيش التحرير الوطني الايراني وانه قادم ولامحال من ذلك أبدا.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
830 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع