هناء الداغستاني
يتزوج الرجل والمرأة لتكوين اسرة حيث تكتمل سعادتهما بما يرزقهما الله عز وجل من ابناء ليكونوا قرة اعينهما ولتكتمل سعادتهما ..بسم الله الرحمن الرحيم..المال والبنون زينة الحياة الدنيا..صدق الله العظيم..
ولكن في احيان كثيرة تنقلب هذة السعادة الى حزن وهم واذى عندما يبدأ الوالدان او احدهما بالتفرقة او بالتمييز بين اولادهم بدراية بما يفعلان او من دونها ليمتلىء البيت حقدا وكرها وليعلو صوت الشجار بين اخوة من دم واحد وربما يحدث ما لا يحمد عقباه والسبب في ذلك هو التربية الخاطئة التي يمارسها الاب والام او احدهما في بث التفرقة بين الابناء منذ الصغر مما يساعد على تغذية الغل ونموه بتقادم السنين ليترك اثارا مؤلمة وفظيعة في داخل نفوسهم تتضح نتائجها مستقبلا والمصيبة ان هذة الامور كثيرا ما تحدث في عائلات يتمتع فيها الابوان بشهادة عليا ويتبجحان بالثقافة التي تنتفض غضبا عندما ترى ما يفعلان لان واقع الحال يشير الى جهلهما واميتهما من دون نقاش بالاستمرار في الخطأ الى ما لا نهاية وعدم الانتباه الى مايجري او التغاضي عنه لسبب او لاخر مما يؤدي الى تفاقم المشاكل بين الاخوة وربما تتحول الى غيرة قاتلة وعداوة سامة تنتظر الوقت المناسب لنفث سمها وقتل الجميع بما في ذلك الام والاب اللذين سيكونان اول من يدفع الثمن سواء في حياتهما او بعد ان يتوفاهما الله لانهما لم يتقيا الله في ابنائهم ولا مدا جسور المحبة والود والاحترام بينهم كاخوة ولم يلتزما الحذر في تصرفاتهما معهم بغض النظر عن الجنس و الجمال و الذكاء وووووو ولم يوزعا حبهما وحنانهما بينهم بالتساوي وهذا ما يجعل الاخ يكره اخته او اخاه وينظر اليه كعدو يتربص للايقاع به متى ما سنحت له الفرصة بذلك فكم من ام فرقت بين ابنتيها فقط لانها ترى..حبيبة قلبها..اجمل من اختها او اغدقت حبها كله على اصغر ابنائها..بزر الكعدة وبزر الشيب ولو دللته ما هو عيب..الامثال تضرب ولا تقاس ونست او تناست ان له اخوة واخوات لهم حق في حبها وكم من اب فضل ابنا على اخر وكم من ام او اب فضلا الولد على البنت وتركوه يظلمها مثلما ظلماهما والقصص والروايات عن هذة الامور كثيرة ونهاياتها حزينة ومفجعة وغالبا ماتنعكس سلبا على الابوين اللذين قد يدركان سوء ما فعلا ولكن بعد فوات الاوان ونراهما يذرفان دموع الندم والحسرة على العائلة التي كان من الممكن ان تنشأ قوية ومتماسكة لو انهما بسطا العدل والمساواة ونثرا الحب والود والحنان على الجميع وطبقا العقاب والثواب بحق لا بمزاجية وابتعدا عن التصرف بغباء احمق مؤلم نهايته كارثية وسيترك بصمة لن تمحو ابدا ولهذا فان على الوالدين ان يتجنبا كل مايثير الحقد او الضغينة بين اولادهم الذين من ابسط حقوقهم ان يعاملوا معاملة ترضي الله وان تكون ضمن المعقول والواقع الاسري الذي تعيشه العائلة لا ان يجرحا احساس اطفالهم الذين هم اكثر ذكاءا مما يتصوران ويجعلونهم يشعرون بالغربة والضياع وهم في وسط العائلة وليجد الحقد والكراهية مرتعا خصبا وسهلا للتغلغل والنمو لايغار صدورهم واشباعها قسوة وهم لم يشبعوا بعد من حليب امهاتهم.
999 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع