د.طلعت الخضيري
كشكول الذكريات -ح٣
بدرشاكر السياب
شاهدت اليوم عرض تلفزيوني عن دار الشاعر الكبير في جيكور وأرجعني ذلك إلى ذكريات قديمه في أربعينيات القرن الماضي أتمنى أن يطلع عليها محبوا وعشاق الشاعر الكبير وإن كنت لا أفهم ولا أستذوق شعره او من سار على دربه في الشعر .
بدر كان طالبا في ثانويه العشارفي تلك الحقبه وكنت أنا وقريبه عبد اللطيف السياب في الصف الخامس وكان بدر في صف أدنى ، وأتذكره دوما كشاب هزيل الجسم قصير القامه ذو أذنين بارزتين ،كان يقف إلى جنبنا ينصت إلى محادثتنا باحترام وصمت ،إنها ذكرى والحق جميله تعبر عن أدب التربيه ألتي عاهدناها في تلك الحقبه من الزمن.
وكان عبد اللطيف وبدر يسكنان في بيت قريبهم الحاج عامر الكامل ألواقع في شارع الإستقلال وقرب جسر الخوره ، وكانت شقيقتي صديقه لتلك العائله وأخبرتني في حينه نقلا عن إحدى سيدات الدار ، أن عبد اللطيف كان الولد المدلل في مسكنه بينما كان بدر يعامل بأقل من ذلك بكثير ، ودار الزمن ووصل إليه بدر إلى ماوصل إليه من عبقريه وبقت تلك الصوره الجميله في مخيلتي وبعد ما يقارب الثمانون عاما تبرز أمامي صوره ذلك الفتى الوديع تشع عيناه الذكاء والبرائه وقد شاء القدر أن أعالج طفلته له في عيادتي في الستينيات من القرن الماضي ، وستبقى ذكراه وذكرى صديقي عبد اللطيف معي دوما.
وإنني أسائل نفسي لماذا لا تسمى مدرسه ثانويه العشار بإسم هذا الشاعر الخالد أو في أقل الأحوال أن توضع لوحه تذكاريه في جدارها تذكر المار أن المدرسه كان لها الفخر بأحد أبنائها الطلبه كما يفعلون في بلدان العالم لعظمائهم ويجعلون من دورهم متاحف وليس دار جيكور أو سكنه في ذلك المبنى أو نصبه من يخلد فقط ذكرى بدرالسياب.
1026 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع