د.طلعت الخضيري
كشكول الذكريات -ح٤
صخره الملايين
مذا أظنك فاعلا أيها القارىء الكريم لو أتيحت لك الفرصه للحصول على ملايين الفرنكات السويسريه أو تم تكريمك من قبل السلطات السويسريه لأنك أتحت لهم الحصول على ذلك الكنز؟
قصه واقعيه حدثت لي منذ ستون سنه ،نعم تعلمون الآن أسعار اللوحات الفنيه لكبار الرسامين وأخص منهم بيكاسو ، ألذي يراد لفهم لوحاته (فتاح فال) من وجوه إنسانيه عجيبه ، وخطوط متقاطعه يراد أن (تحزر) معناها ومدلولها.
وتتفاخر متاحف العالم باقتناء أحد تلك اللوحات وقيمه كل منها عشرات الملايين ، فماذا سيكون مردود فكرك إذا أتيحت لك الفرصه باقتناء إحداها مجانا أوأن تنال تكريما ممن تدله عليها؟
وإليك تلك القصه العجيبه التي حصلت لي ولم أعرها إهتماما في تلك الأيام ، ويصيبني الندم اليوم لأنني لم أخبر عنها سلطات مدينه لوزان وحصولها على تلك الهديه الثمينه.
في أحد أيام ربيع بدايه ستينيات القرن الماضي ، كنت أتنزه على ممشى أسمه (أوشي) محاذي لبحيره ليمان وتسمى أيضا بحيره جنيف قرب مرسى الزوارق ، ويمتد هناك لسان صخري يتألف من صخور رماديه اللون تمتد من الساحل نحو بعد قليل من ساحل البحيره وهناك ممشى ضيق بجانب الصخور ، وكان المنظر خلابا فجلست على صخره في منتصفه أتأمل ما حولي ، وإذا بي أرى أمامي صخره عرضها تقريب نصف المتر وقد رسم عليها رسم بالألوان الزيتيه السوداء والصفراء والزرقاء بشكل مربع , طول أضلاعه لا يتعدى ألعشره سنتمترات وبتوقيع بيكاسو المعروف.
ومن المحتمل أنه كان يسكن إحدى الفنادق الفخمه المطله على الساحل ، وكانت خاطره فنان متأثرا بذلك المنظر الجميل.
لا أدري حتى اليوم إذا كان أحد غيري قد لاحظ تلك الصخره مابين مئات الصخور الأخرى وما حل بها؟؟.
أتمنى اليوم لو كنت قد أخبرت سلطات المدينه عن ذلك والحفاظ على تلك التحفه الفنيه.
1011 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع