بيلسان قيصر
سرقة الإختراعات من قبل الصين وايران
المحور الايراني الصيني فيه قاسم مشترك يثير الحيرة، فالصين كما هو معروف تأتي في المرتبة الأولى في العالم من حيث سرقة الإختراعات الامريكية والأوربية وتصنيعها داخل البلاد وتصديرها للخارج، بما فيها للدول صاحبة براءة الإختراع نفسها، وسبق أن نوه وهدد الرئيس ترامب الصين بسبب سرقة الإختراعات، ولكن الصين أعطته الإذن الطرشاء وإستمرت على هذا المنوال، لإن اقتصادها وتجارتها مبنية على السرقة والتحايل، وسلعها على الرغم من ردائتها إلا انها رخيصة الثمن فتشجع الدول على إستيرادها، كما ان الفساد الحكومي منتشر في الصين، لذا غالبا ما تقوم الدول المتخلفة وذات الفساد الحكومي المهول كالعراق وايران وسوريا وغيرها بالإستيراد منها وفق صفقات فاسدة، يستفيد منها المسؤولون الحكوميون في هذه الدول.
وفي الوقت الذي تغاضت فيه الدول الأوربية عن سرقات الصين لبراءات الإختراع، والتحايل كما جرى في تصدير الإختبارات المتعلقة بالكورونا الى لندن ومدريد وروما، وتبين عدم صلاحيتها، لكن تفشي الوباء في العالم، وضع النقاط على الحروف، فتوقفت معظم الواردات من الصين، وتوقفت عشرات الآلاف من المعامل الصينية عن الإنتاج بسبب ذلك. الصين اليوم أمام موقف صعب للغاية، سيما إذا أثبتت التحقيقات انها المسؤولة عن تصدير الكورونا الى دول العالم، فأمامها تعويضات وعقوبات رادعة من شأنها ان تعيدها الى خانة الدول المتخلفة.
وهذا ما يقال عن ايران فيما يتعلق بالكذب والتحايل من قبل الحكومة والحرس الثوري، كما ثبت في تحوير طائرة (أب 5) وغيرها من الأسلحة والصواريخ والرادارات والغواصات وزعمها إنها من إنتاج وطني خالص، لكن الدوائر الأمريكية والأوربية أثبتت التحايل، وانها صناعة محورة وليست أصلية. مع ان الدروس كانت قاسية على النظام، لكنه إستمر على الكذب والغش، مستعرضا عضلات كاذبة كأننا نرى افلام كارتون (بباي والسبانخ المقوي لعضلاته). فالكثير من الصواريخ البالستية التي بالغ بها النظام الايراني بقوتها ودقتها، تبين فشلها او عدم دقة الإصابة، كما جرى في الصواريخ التي أطلقت على قاعدة عين الأسد وسقط اثنان منها في غرب العراق (مدينة حديثة)، وهذا ما يقال عن عمليات اطلاق الأقمار الصناعية التي سقطت فور إطلاقها الى الفضاء.
في الوقت الذي تعاني فيه ايران من وباء الكورونا، وانخفاض اسعار النفط، والحصار الاقتصادي المفروض عليها، ومعاناة الشعب الايراني بسبب الفقر والبطالة والجوع والمرض، زعم النظام بأنه أنتج غواصة جديدة بمواصفات وكفاءة عالية، وفي نفس الوقت يستجدي النظام من صندوق النقد الدولي خمسة مليار دولار بحجة مكافحة الفيروس!! اليس من الأجدى بدلا من الإنفاق العسكري التوجه الى سد حاجات الشعب الإيراني الأساسية؟ او تخصيص المبالغ التي صرفت على الغواصة الجديدة لمكافحة الكورونا؟
من جهة أخرى اليس صندوق النقد الدولي (آي أم أف) أداة من أدوات الإستكبار العالمي والإمبريالية الامريكية وهو يفرض شروط مجحفة بحق الدول التي تقترض منه؟ بل ان نائب حزب الله اللبناني الشيخ نعيم قاسم وهو من ذيول ايران رفض خضوع لبنان لأداة إستكبارية لمعالجة الوضع الإقتصادي المتردي وإدارة الأزمة اللبنانية. طالما ان المرشد الأعلى يمتلك حوالي (200) مليار دولار، فلماذا لا يسد حاجة بلادة (5) مليار دولار بدلا من الخضوع للإستكبار العالمي؟ وهذا الخبر مصدره ليست السفارة الامريكية في بغداد فقط، وانما الرئيس الايراني السابق أحمدي نجاد حيث صرح به الى موقع (دولتي بهار)، وأنه أرسل رسالتين الى الخامنئي متهما اياه بالإستحواذ على (190) مليار دولار امريكي بطرق غير مشروعة، ولا تخضع لأي رقابة مالية. بل ان الخامنئي سحب مليار يورو من الصندوق السيادي للبلاد بحجة مكافحة الكورونا.
يزعم النظام الايراني ان العقوبات الامريكية تمنعه من استيراد الادوية واجهزة التنفس وغيرها من وسائل الوقاية من الكورونا، وهذا كذب وافتراء، لأن المواد الغذائية والأدوية معفاة من الحظر، كما ان روحاني خاطب شعبه بالقول (( لا داعي للقلق، فالحمد لله، لدينا من الامكانات الكافية والمعدات الطبية)). إذن لماذا القرض من الصندوق؟ لكن كالعادة هناك تناقضات بين أركان النظام، فقد صرح وزير الخارجة محمد جواد ظريف (( ان العقوبات المفروضة علينا ظالمة، والكورونا كشفت حقيقة هذا الظلم للعالم بأسره، فالعقوبات سلبت حق الشعب الايراني من الوصول الى الأدوية والمواد الغذائية، مما وضعته في موضع غير متكافيء مع باقي الشعوب)).
فعلا اننا في زمن الحيرة وغيبة الصدق، نصدق من روحاني العفيف أم الظريف اللطيف؟
طلقة طائشة
صرف النظام الايراني خلال ثماني سنوات ما قيمته (18) مليار دولار لدعم الميليشيات الموالية له في العراق وسوريا واليمن ولبنان، مقابل مليار واحد لمكافحة كورونا، اقول: هل هذا النظام صالح للإقتداء به يا أصحاب العقول؟
هل تعلم بأن العلاقات بين الصين وايران توترت بسبب تصريح المتحدث بإسم وزارة الصحة الايرانية، معتبرا ان اسلوب الصين لمعالجة كورونا اشبة بالنكتة. وقد رد السفير الصيني بقسوة على المتحدث الايراني، فحاول الحرس الثوري معالجة الموضوع قبل تدهور العلاقات بين البلدين، لأن ليس من المنطق ان تكون الولايات المتحدة والصين في محور واحد مناهض للنظام الايراني. الحقيقة ان إجراءات النظام الايراني لمكافة الكورونا كانت هي النكتة، ونكتة سخيفة للغاية.
بيلسان قيصر
البرازيل
نيسان 2020
1452 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع