ياسين الحديدي
كرونا والعقوبة الالهية
ان هذا الوباء الذي نزل علي الارض بدون سابق انذار وانتشر بسرعة الضوء بربوع المعمورة لايمكن الا ان تكون عقوبة ربانية علي معاصي البشر التي فاقت علي التمرد الشخصي واصبحت المعاصي ظاهرة عامة والتبجح والافتخار بها اهمها صلة الرحم بين الاهل والاقرباء والصراعات القومية والمذهبية والعرقية ليس بالموعظة الحسنة والجدل النافع وتحول هذا الصراع الي القتل علي الهوية والاسماء لتاريخ ماضي لاناقة لنا به ولاجمل من امم خلت لها ماعليها يضاف الي ذلك النفاق والرياء في العلاقات الاجتماعية واصبحنا نكف الاذي من الصديق والقريب ولانميز بين هذا وذاك وحتي الرياء والنفاق والتظاهر ولبس عباءة الدين والغلو في العبادات الذي تحول الي تكفير مجتمعات كاملة واصبحوا اوصياء السماء علي الارض
وهو الذي يتحكم بتصوره وعقليته المريضة بالجنة والنار ويحكم علي الاخر قبل يوم الحساب والفتن التي تجذرت في النفوس وهذا نزر يسير من كثير
يضاف اليها ظلم الحكام والاستبداد وسرقة اموال الشعب لمن يتولي المسئولية حتي ولو كانت بسيطة واصبحت البلدان ضيعات يتصرف بها من يتولي خدمة الشعب وبدون حسيب ورقيب وماتت الضمائر وماتت الرحمة والاننسانية في القلوب هذه المعاصي الكبيرة يقابلها المعاصي الاجتماعية الفردية التي تفاقمت والمذكورة عقوبتها في الكتب المنزلة وهي يمكن ان ان يتخلي عنها مرتكبها بالتوبة والاستغفار دعني اقول ان جميع هذه المعصيات كانت منذ الخليقة ولحد الان وستستمر الى نهاية العالم
نعم نحن عندما نيأس ونخاف نلتجأ الى الصلاة وهي مهمة للراحة النفسية والابتعاد عن الماديات ومراجعة الذات ومحاسبة الضمير ومعاملة الغير بالحسنة ودروس عدة تجعلنا نعتبر كم هي الامور تافهة امام عرش الموت ورهبته وها اننا نجد كورونا يحصد الأرواح بدون استئذان ولايفرق بين عباد الله من جميع الفئات العمرية وغيرها
لتكن ثقتنا قوية بالله اولا وثانيا لما يبحثه العلماء وتقديم اقصى جهودهم لخدمة البشرية لكي تخرج أقوى من السابق
اتمنى ان يبعد شبح الوباء عن هذه الارض ولنعيش بسلام ومراجعة الذات كورونا.. وباء أم جريمة في حق الإنسانية؟
سؤال مشروع ومن حق البشرية أن تطرحه، ولا ينبغي أن نحرم من هذا الطرح لأن ما من أحد منا في مشارق الأرض ومغاربها إلا وهو يرى في نفسه أنه مستهدف ويتولد لديه الشعور بأنه في أية لحظة قد يصبح رقما من أرقام الضحايا التي نتابعها جميعا في هذا العالم. وهو العالم الذي كنا نسمع عنه بأنه قرية ولا ندري عنها شيئا، وها هو اليوم حقيقة كما نقف عليها شئنا أم أبينا. كورونا وحدتنا اليوم على الهلع والذعر وأزاحت الستار لتكشف عن حقارتنا وأظهرتنا كم أننا قد بتنا صغارا لا نلوي على شيء، وانتابنا الهلع والذعر الى حد اهتزاز الإيمان.
695 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع