العنب.... كنز في عالم التغذية فاكهة صحية بامتياز

                                                      

                        دكتور محمد السقا عيد
                      استشاري طب وجراحة العيون
باحث بالهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن بمكة المكرمة

      

العنب.... كنز في عالم التغذية فاكهة صحية بامتياز

يعتبر العنب من الفواكه ذات القيمة الغذائية والعلاجية الجيدة، وقد عرف منذ قديم الزمان حيث تناوله الصينيون والهنود رغبة في الاستفادة من القيمة الغذائية العالية الموجودة فيه، و استخدمته بعض الدول للخصب مع حبوب القمح الناضجة. ورد ذكره العنب في التوراة والإنجيل و القرآن، وفي الطب الشعبي المجرَّب لآلاف السنين، فإن العنب هو الغذاء الأمثل لتنشيط الخلايا وبخاصة خلايا الدماغ، وهو غذاء جيد للقلب، ويعتبر العنب من أهم مصادر الطاقة للعضلات والخلايا. 

الوصف
العنب ثمر ناعم القشرة، لبيّ, عصيري, ينمو على شجرة خشبية. تظهر الأعناب على عناقيد يوجد فيها عادة ما بين ست ثمرات إلى ثلاثمائة ثمرة. يتفاوت لون ثمار العنب بحسب أصنافه وتكون ألوانها إما سوداء أو زرقاء أو بنفسجية أو ذهبية اللون تميل إلى الخضرة أو بيضاء.
المحتويات الكيمائية للعنب:
تحتوي شجرة العنب بشكل عام على فلافونيدات وحمض العفص وحمض الطرطريك والأينوسيتول والكاردتينات والسكولين والسكريات. ويحتوي الثمر على الطرطريك وحمض الماليك والسكريات والبكتين وأحماض العفص وجلوكوزيدات الفلافون والأنثوسيانينات ومواد بروتونية ومواد دهنية وحمض الليمون وأملاح الكالسيوم والفوسفور والبوتاسيوم والحديد والصوديوم والماغنسيوم والكلور واليود بنسب عالية وفيتامينات أ، ب، ج.
تركيب العنب
بتحليل العنب وجد أنه يحتوي على حوالي 95% من وزنه ماء، وعلى 7 جرامات جلوكوز (سكر العنب) و1 جرام دهون وحوالي 16 جرام كربوهيدرات ونصف جرام بروتين بالإضافة إلى مجموعة من أملاح العناصر هي أملاح البوتاسيوم والكالسيوم والفسفور والحديد وبعض الفيتامينات وأهمها فيتامين (ب) وكذلك (أ) و(ج).
كما أنه يعطي حوالي 70 سعراً حرارياً.
ومن محتويات العنب خاصة في القشرة مجموعة من عناصر فيتامين (ب) المركب، والذي يحتاجه الجسم في نواح كثيرة خاصة لسلامة الجهاز العصبي.

القيمة الغذائية للعنب:
يتميز العنب بأنواعه باحتوائه على نسبة جيدة من المواد السكرية سريعة الامتصاص وسهلة الهضم حيث يتركز سكر الجلوكوز وسكر الفركتوز بشكل كبير ويتميز كذلك العنب بغنائه بالفيتامينات مثل فيتامين Vit -C وكذلك فيتامين ب Vit-B ، كما يحتوي على نسبة جيدة من العناصر المعدنية مثل البوتاسيوم والكالسيوم والصوديوم.
وقد أكدت دراسات غذائية أن فاكهة العنب من أغنى المصادر الطبيعية بمضادات الأكسدة التي تلعب دوراً هاماً في الحفاظ على الصحة والوقاية من الأمراض، خصوصاً أمراض القلب والأوعية الدموية، والأورام وغيرها من الأمراض، وقد بينت الدراسات أن بذور العنب مفيدة أيضاً، إذ تحتوي على الأحماض الدهنية الأساسية في بناء العضلات.
ويعتبر العنب مصدراً غذائياً غنياً بالفيتامينات مثل فيتامين ” K,C.E ” والعناصر المعدنية مثل الحديد ، والكالسيوم ، والفوسفور والبوتاسيوم ، والمغنيسيوم ، والمنجنيز إضافة إلى الكبريت والنحاس والسيليكون.
وينصح خبراء التغذية بتناول العنب الأحمر كونه أكثر غنى بمضادات الأكسدة، كما ينصحون بعدم تقشير العنب لأن القشرة تحتوي على عناصر غذائية فعالة تحسن من قدرات الدماغ والعضلة القلبية وتقي من ارتفاع الكولسترول بالدم.
كما أن العنب مصدر غني بالألياف حيث يحتوي على حوالي 4.3%، التي لها فوائد صحية عديدة فهي تمنع حدوث الإمساك

العنب وقاية ... وعلاج
يعتبر العنب من الفواكه ذات القيمة الغذائية والعلاجية الجيدة والتي تعالج العديد من الأمراض علي نحو ما سنري:
يعالج الإمساك
يحد استهلاك العنب من الإصابة بالإمساك كما أنه يسهل البطن ويفضل استخدامه كمسهل للأطفال يتناول عصير العنب للكبار وللصغار وهو ناجح بشكل جيد للأطفال حيث يعتبر عصير العنب علاجا ناجحًا في حالات الإمساك حيث يقوم العنب بعملية التنظيف البطن وتسهيل حركة الأمعاء.
يقلل الحموضة
يخفض الحموضة وخصوصًا الحموضة التي تنتج من عملية عدم سهولة الهضم أو عسر الهضم حيث يحتوي العنب على العديد من الأحماض الطبيعية ذات التأثير القاعدي حيث يعادل أو يشابه الحليب وهو أسهل من الحليب في الهضم.
يخفض الضغط ويقلل نسبة الكولسترول في الدم :
يحتوي العنب على مواد ذات مفعول علاجي حيث يحتوي على مركب يعرف ب ريزفيراتول ٍResveratol وتتميز هذه المادة على تأثيرها الايجابي في الحد من تصلب الشرايين حيث لها تأثير مباشر وملحوظ في تقليل نسبة الكولسترول في الدم وخصوصا الكولسترول السيئ (LDL) مما تقلل الإصابة بأمراض القلب كذلك يوجد في العنب بعض الأحماض التي لها دور في الوقاية من تراكم الجذور الحرة وبالتالي فيعتبر مضاداً جيداً للسرطان.
يحد من هشاشة العظام:
تشير الأبحاث العلمية إن مرض هشاشة العظام أو ما يعرف كذلك بوهن العظام من الأمراض التي تنتشر بشكل كبير في المجتمعات ولا يخلو مجتمعنا منه إلا انه ينتشر بشكل كبير في السيدات حيث تفقد العظام قوتها وصلابتها وقوامها عندما تبدأ في فقد الكالسيوم الذي يعتبر الوحدة الأساسية لبناء العظام والمحافظة عليها.
وتتحكم الهرمونات بشكل مباشر في هذه العملية والتي تبدأ بشكل واضح ومباشر عندما تبلغ السيدات سن اليأس أو انقطاع الدورة الشهرية، وعادة تبدأ في بداية الخمسينات وقد تبدأ قبلها بقليل عند بعض السيدات وقد تتأخر ولكن تشير الملاحظات انها تبدأ في أواخر الأربعينات وبداية الخمسينيات عموما عندما تتوقف الدورة الدموية "سن اليأس" والتي تنتج من انخفاض هرمون الاستروجين فان العظام تبدأ في فقد الكالسيوم بالتدرج وللحد من ذلك فان زيادة الهرمون "الاستروجين" واقصد هنا زيادة تركيزه في الدم سوف تحد من عملية فقد العظام للكالسيوم مما يعيق او يقي من الإصابة بوهن العظام .
ولحسن الحظ فان العنب يحتوي على معدن البورون الهام والمساهم في عملية زيادة هرمون الاستروجين لدى الإناث (السيدات) عند بلوغهن سن اليأس.. وبذلك يعمل هذا الهرمون على الإقلال من التعرض لهذا المرض الصامت هشاشة العظام" في هذه المرحلة السنية. لذلك فان هناك علاقة غير مباشرة لاستهلاك العنب وعملية قوة وسلامة العظام والحد من مشاكل هشاشة العظام.

يحمي من أمراض السرطان
- يساهم العنب بإذن الله في الحد من الإصابة بالسرطان حيث تشير الأبحاث أن البلاد التي يكثر فيها إنتاج العنب تكاد تكون فيها أمراض السرطان منخفضة بل معدومة لأن العنب يحتوي على العديد من العناصر الغذائية التي تساهم في إخراج المواد المسرطنة "الجذور الحرة" وتطرحها خارج الجسم حيث يحتوي العنب على العديد من الفيتامينات والمعادن مضادات للأكسدة مثل فيتامينات (A- C) وبعض العناصر المعدنية كما يحتوي العنب على الألياف ذائبة وغير ذائبة.
وتؤكد الأبحاث أن المدن التي يعتمد سكانها في أكلهم على العنب الطازج تقل إصابتهم بالأمراض السرطانية بفضل ما للعنب من أثر فعال في تنقية الدم وإزالة السموم والاضطرابات المفاجئة في نمو أنسجة الجسم.
- يعتبر العنب منشط للعضلات و الأعصاب و مجدد للخلايا ومطهر ومدر للبول ، كما أنه يساهم بشكل جيد في عملية تصفية الدم وتنقيته من السموم.
ملاحظة: يجب غسل العنب جيد قبل الأكل لإزالة مادة سلفات النحاس التي ترش على العنب.

هل تختلف فائدة العنب باختلاف لونه؟
ويقول الأطباء العرب القدامى: "العنب مختلف القوى والأفعال بحسب ألوانه وطعمه فالحصرم منه يقوي المعدة والكبد، قاطع للعطش، قاطع لحدة الصفراء، نافع من القيء والإسهال، وإذا اكتحل بعصارته قوى حدقة العين، وقطع منها الرطوبة الغليظة، وينفع من الخشونة في العين والحكة في المآقي.
وألطف العنب ما كان أبيض اللون لسرعة هضمه وإدراره للبول والأسود أغلظ من الأبيض لعسر انحداره.
كما كشفت الدراسات والأبحاث الطبية الحديثة بعض الفروق في التركيب الكيميائى كما سنري.
- يعتبر العنب الأسود أو الأحمر أكثر احتواءا على مضادات الأكسدة مقارنة بالعنب الأخضر، حيث أوضحت التحليلات المعملية أن العنب الأحمر يحتوي على 2016 مضاد للأكسدة، بينما يحتوي العنب الأخضر على 1789 مضاداً للأكسدة.
-يحتوي العنب الأخضر على سعرات حرارية بمقدار أكبر بقليل مقارنة بالعنب الأحمر.
- يحتوي العنب الأحمر على صبغة الأنثوسيانين وهي مضاد أكسدة قوي جداً يفيد في الوقاية من السرطان وهي غائبة في العنب الأخضر.
- كما يحتوي العنب الأحمر على أنواع عديدة من مضادات الأكسدة نوع “فلافونويدات” مثل كويرستين و كاتشين و رسفيراتول.
بينما يحتوي العنب الأخضر على كاتشين فقط.
- يحتوي العنب الأخضر على مركبات (الفلافونات الحيوية) أكثر من التي توجد في الأحمر ...وهي مركبات أكدت الدراسات العلمية قدرتها على خفض ضغط الدم..
وبالرغم من الاعتقاد الذي يسود عن أهمية العنب الأحمر مقارنة بالأخضر.
رغم أن أغلب الناس يحب الأخضر عن الأحمر.
لكن العديد من خبراء التغذية أشاروا إلى أن العنب الأخضر لا يقل أهمية أيضاً عن الأحمر ، فهو غني بالفيتامينات والمعادن مثل فيتامين أ و ج و ك والكالسيوم والحديد.
احذر:
فائدة العنب كبيرة للجسم إلا أن هناك بعض المحاذير حيث لا ينصح بتناول العنب للأشخاص الذين يعانون من قرحة المعدة والسكري والسمنة.
وينصح أيضا بالابتعاد عن تناول العنب حينما يكون هناك مشكلة في الأسنان. ويجب على المرضى الذين لديهم تاريخ في تكون حصوات أوكسالات الكالسيوم بالكلى الحذر عند تناولهم العنب.
ويفضل غسل العنب قبل تناوله بالماء والخل , حيث أنه من أكثر الفواكه التي تعلق بها المبيدات. وفوائد عصير العنب متعددة لكن يجب الاحتراز من تناوله بكثرة أو تناول عصير العنب المعلب حيث أنه مرتفع في السكر المضاف.
ختاما:
هذه الفاكهة ذكرها الله في كتابه المجيد، وهي غذاء أهل الجنة، والله تعالى لا يختار غذاء لأهل الجنة إلا لحكمة عظيمة، وليعطينا إشارة إلى أهمية هذه الثمرة، يقول تعالى: (فَأَنْشَأْنَا لَكُمْ بِهِ جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ لَكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ) المؤمنون: 19.
إن ذكر هذه الفاكهة في القرآن دليل على أنه منزل من عند العليم الخبير.
وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدل على أن الله تعالى الذي هو أعلم بعباده وأعلم بشفائهم وبأمراضهم، ذكر هذه الفاكهة وغيرها لتكون هذه الآيات إشارة لطيفة إلى أهمية هذه الفواكه، والتي يكتشف العلماء فوائدها يوماً بعد يوم. لنتأمل هذه الآيات الكريمة ونحمد الله تعالى على هذه النعم: (وَآَيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ * وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ * لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ) يس: 33-35.

مصادر يمكن الرجوع اليها:
الموسوعة الحرة –ويكيبيديا.
موقع أسرار القرآن –م الكحيل.
شبكة الانترنت.

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

765 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع