تحت شعار " وحدتنا ضمان لنيل حقوقنا القومية والوطنية"، سيعقد المنبر الديمقراطي الكلداني المُوحد في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا، المؤتمر القومي الكلداني الثاني في ولاية مشيغان.
غاية المؤتمر:
بالطبع لا نحتاج أن نقول أن المسيحيين بأكملهم هم عراقة، جذور، حضارة، تاريخ، لأن البشرية عرفتهم بأصالتهم وثقافتهم التي أغنتْ الإنسانية، والتاريخ شاهد على عمق أصالتهم المغروسة في أرض بلاد ما بين النهرين، ولكن نقول كوننا أصحاب حق وسكان أصلاء لهذه الأرض العريقة، فأننا نتعرض لشتىّ أنواع الاضطهادات البعيدة كل البعّد عن الإنسانية! نعم هذه حقيقة وواقع مُعاش!
فالمتطلع على الأحداث والمستجدات التي ظهرت وتظهر على أرض الوطن والمُرتبطة بواقع المسيحيين وما يتعرضون لهُ من: قتل، تشتت، هجرة، تفريق، تهميش، ضياع، استيلاء وسلب للحقوق، تدمير الكنائس، تغيير الهوية، فرض ديمغرافيات .... الخ. ولنقل ابتدأ من أحداث 1915 وما تلتها من مجازر وصولا إلى أحداث 2003 وما يعقبها من مُستجدات، هذه جميعها تستحق الوقوف عندها والبحث والتباحث فيها تكراراً ومراراً! وجميعها تحتاج إلى إيجاد مُبادرة أو بالأحرّى مُبادرات جادة وفعلية في توحيد الصفوف والكلمة والأفكار، من أجل تعزيز وحدتنا وموقفنْا ورؤيتنا المستقبلية لمصير هذا الشعب العريق، الذي ما زال يومًا بعد يوم يتناقص، يتبعثر، يندثر، يتبدّد في البقاع المختلفة بسبب ما يعيشهُ على تربة موطنهِ، وكما هو باين للعميان وفق برنامج، نقول عنهُ ربما مدروس ومنظم ومُخطط لهُ مُسبقًا!
وسبحان من صور الإنسان وغرز فيه حبًا لوالديه ولأرضهم، فيتباهى بمجدهم ويفتخر بفضائلهم ويحلو له أن يتكلم بلغتهم وهذا ما يسمونه بــ "حبِّ الوطن". نتذكر عندما كنا صغارا، دائمًا كنا نُلقنْ ونسمع من أجدادنا وآبائنا عندما نجلس بقربهم مساءًا، الكثير من القصص والحكايات عن أصالة شعبنا، لغتهم، تاريخهم، تراثهم، أرثهم، حضارتهم، بطولاتهم رجالاً ونساءًا، كانوا يُصورون لنا العالم بأكمله من خلال تلك الحكايات، كُنا نرى الكون من خلال تلك الأعمال والبطولات التي قاموا بها في ذلك الزمان، كنا نرى العالم أفضل وأجمل من خلالهم وخلال تجاربهم، وهذه طبعًا حقيقة وما زالتْ لحّد يومنْا مُعاشة. كنْا نتلذذُّ كثير ونستمتع بتلك القصص ويأخذنا الشوق والحماس والشجاعة لنكون مثلهم ونعيش بطولاتهم وأمجادهم الكثيرة والمُسطرة في صحف التاريخ.
من هذا كلهُ، ذاك الشعب العريق ألا يستحق أن يبقى حيًا ويتمسك ويحيا على أرضهِ التي طالما ناضل من أجلها، ونزف الكثير لها! إلا يستحق منا نحن أحفاده، أن نقول هذه الأرض التي أنبتت الكثيرين واحتوت الكثيرين أن تبقى على أصالتها وتستمر مدى استمرار الوجود وتبقى حيةٍ! إلا يستحقوا اليوم أن يلتموا أبنائهم ويتوحدوا جميعًا ويسيروا معًا بخطى ثابتة ورزينة وبقرار مُوحدٍ كشخص واحدٍ. ألم يحنّ الوقت بعد؟!
ما يستحق الاستغراب والتأسف عليه هو أن شعبنا أصبح شعبٌ مُضطهد ومنبوذ في أرضهِ، إذن متى ينتهي هذا الاضطهاد والتعسف أن لمْ نقل أنهُ يستجد يومًا بعد آخر! متى تخضر أرضنا، وتعود أمجادها! أبناءها الشباب الذين هم قوتها وطاقتها وأرث أجدادها يتركونها يومًا بعد يوم، راحلين للمجهول وللضياع ومضيعين معهم أصالتهم ولغتهم مع الزمن! وهم معذورين في هذا في زاوية ما، لأنهم لم يعّد باستطاعتهم المواجهة والتحمل وحدهم وبمفردهم، ظروفهم أقوى منهم، تدفعهم إلى مفترق طرق في لحظةٍ حرجةٍ يصعبُ فيها وقتها الاختيار والقرار!
هذه الأمور الخطيرة جميعها وغيرها التي ربما قد تظهر فجأة كغيرها، أليس من الضروري توحيد الصفوف والكلمة وتوجيه أنظار المعنيين والمهتمين والعالم إليها، لإيجاد حلول سريعة وإرجاع الأبناء إلى ديارهم وأرضهم؟! أليس من المفروض عقد المؤتمرات والندوات المُتتالية التي من شأنها دراسة أوضاع شعبنا وقضاياه المصيرية وما آلتْ وتؤل إليه لحد يومنْا؟! أليس المفروض اتخاذ مواقف حازمة وقاطعة تضع الأمور في نصابها؟! ومتى يتم كل هذا؟! يتم كل هذا بعد أن نتوحد فكريًا بمستوى ثقافتنا وغيرتنا ومبادئنا ورسالتنا التي تدعو من أجل استرجاع حقوق شعبنا!
وهذا المؤتمر الذي سينعقد قريبًا من قبل أخوتنا في المنبر الديمقراطي الكلداني المُوحد، مشكورين عليهِ، لأنهم يبذلون الجهود ويفكرون في مصير أخوتهم وأرضهم ووجودهم وكيانهم، ويقومون ببادرة علّ وعسّى تفيد وتأتي بنتائج إيجابية، من خلال البحوث والدراسات الإنسانية التي ستقدم عن واقع شعبنا والمناقشات والمشاركات والحوارات الجدية وكل الأهداف المطروحة، للوصول إلى كل ما من شأنهِ إذلال تلك الصعاب وإيقافها، والمطالبة بحقوق شعبنا الكلداني الضائعة! فلما لا نكون معهم وليس عليهم، ولمْا نتغامز بالكلام والقيل والقال، وننقد ونبنيّ افتراضات، لا تُجديّ نفعًا، غير زيادة الهوّة واتساعها، والتي في هذا الوقت الحرج شعبنا في غنّى عنها، ولا يتمناها!
غاية حديثنا نقول:
ضرورة الاهتمام بفئة الشباب من كلا الجنسين وتوعيتهم، ليكونوا كوادر فعالة مستقبلا في خدمة نهضتهم. ونتمنى نحن أبناءها المتواجدين حاليًا على أرض أجدادنا، من كل مسيحي غيور على أرث أجدادهِ وسلامة أخوتهِ، أن نكون أكبر من أي انقسامات، ونعمل جميعًا مُجتمعين ومُوحدين وبنكران الذات وتغليب المصلحة الوطنية والقومية على أي مصالح خاصة، في سبيل إذلال كل معاناة شعبنا أو الحدّ منها ولو قليلا وسدّ المنافذ عليها وعدم ترك المجال لها للاستمرارية، كالهجرة التي تزداد، وأيضا التغيير الديمغرافي الذي باتْ كالعاصفة الصفراء تغزو قرانْا رويدا رويدًا، ويظهر بين الحين والآخر وكأنهُ في سباتْ مؤقت وبعد فترة يستفيق ليُكمل المسيرة!
إذن دعونا جميعا نتحدث بصوت واحدٍ عالي وشجاعٍ، ونقول: كفانا ما نُعانيه، كفانا تحولينا إلى ضحايا وكبش فداء وقت الحاجة وكلما اقتضتْ المصلحة وكأننا لسنْا من تراب تلك الأرض ولسنْا أحفاد بلاد ما بين النهرين! فبوحدتنا ووحدة عملنا ورؤيتنا نثبت وجودنا.
الگاردينيا: نرحب بالأستاذة /سهى بطرس هرمز .. نقول لها...
855 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع