علي المسعود
حرب التيار الكهربائي بين توماس أديسون و نيكولا تيسلا في فيلم ( سرّ نيكولا تيسلا)
"نيكولا تيسلا" الفيزيائي والمخترع والمهندس الميكانيكي ، الذي عرف بأنه هو الذي ابتكر التيار الكهربائي المتناوب ، والتي تعتمد عليه معظم المحركات الكهربائية في عصرنا الحالي ، كما أنه هو الذي اخترع الدينامو لتوليد الكهرباء من الحركة الميكانيكية والذي لاغنى للسيارات عنه ، هذا العالم الذي عُرِفَ بسبب مساهماته الثورية في مجال الكهرومغناطيسية في أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، يعتبره العلماء بالفعل أنه "أبو الفيزياء" وأطلق عليه لقب "الرجل الذي اخترع القرن العشرين". والمؤرخون يعتبرون التقدم العلمي قد مر بثلاث مراحل، المرحلة الأولى هي ظهور الآلات البخارية، و المرحلة الثانية هي اكتشاف الكهرباء، والمرحلة الثالثة هي ظهور النظرية الالكترونية المادية. ولهذا تجاوزت سمعة تيسلا سمعة أي مخترع أو عالم آخر في تاريخ أمريكا، لكن أفكاره غير القابلة للتصديق في ذلك الوقت أدّت إلى نبذه واتهامه بالجنون، وعدم حصوله على حقوقه الكاملة في تاريخ الابتكار والاختراع ، ولكن مؤخراً أنصف التاريخ "تسيلا"، وحملت أسرع سيارة كهربائية في العالم اسمه ، ولم يعد التصور السائد عن العالم المجنون والعبقري غريب الأطوار مقتصر على أينشتاين فقط ، فقد زاد الهوس العام بالعالم نيكولا تسلا وانتشر التصور الأسطوري عنه في العقدين الماضيين ، لدرجة كبيرة جدًّا تتخطى حتى إنجازات هذا المخترع الصربي العظيم والتي لا يستطيع أن ينكرها أحد . ففي التصور السائد والثقافة الشعبية ، يُنظر لتسلا كبطل مظلوم لم يحصل على التقدير اللائق له ولأعماله كما يجب ، نيكولا تيسلا هو العالم والمخترع الأكثر جدلاً في العالم و الذي يتحدث عنه الكثير وخصوصاً في الآونة الأخيرة ، عاش بين فترة عام 1856 و 1943 وكان له العديد من الاسهامات في العلوم والتكنولوجيا كما لديه الكثير من القصص المشوقة من اشهر هذه القصص قصته مع اديسون، أنتجت الكثير من الافلام الأفلام الوثائقية والأفلام الأخرى التي تحدثت عن العلاقة بينه وبين مخترع المصباح الكهربائي ( توماس أديسون)، ومن هذه الافلام ، فيلم ( سرٌ نيكولا تسّلا) ، وهو فلم درامي يتحدث عن حياة تيسلا أنتج عام 1980 وهو فيلم يوغسلافي وكان من إخراج ( كريستو بابيك) وقام بدور تسلا الممثل ( بيتر بوزوفيش) ، وشارك الممثل والمخرج العبقري ( أورسون ويلز) صاحب رائعة " المواطن كين " في الفيلم . الفيلم يكرس حرب التياران الاساسيان في الكهربائية وهما التيار المستمر ويمثله اديسون والتيار المتناوب ويدافع عنه نيكولاي تيسلا والمهندس ورجل الاعمال والصناعي جورج وستنغهاوس، صاحب الثورة الصناعية وصاحب اكبر طفرة في تاريخ الصناعات، حقق نيكولا تيسلا تجارب غامضة لا تعد ولا تحصى . ولد "نيكولا تيسلا" لأبوين صربيين في قرية سميلجان في كرواتيا في العاشر من يوليو عام 1856، وتعلم "تيسلا" في مدرسة "البوليتيكنيك" في "غراز" ثم في جامعة "براغ" ثم عمل كمهندس هواتف في "براغ" في عام 1883 تقدم للعمل بالفرع الأوروبي التابع لشركة "أديسون"، وتدخل "شارلس باشيلور" لإقناع الشاب بالسفر والتقاء "توماس أديسون" شخصياً، و هو ما حصل بالفعل، وقام بالهجرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1884. يبدأ الفيلم" سرّ نيكولا تيسلا" من خلال اقتحام صحفي شاب الى غرفتة الخاصة في الفندق وهو في اخر ايامه، و يبادر تيسلا بالسؤال لم انت موجود في غرفتي الخاصة في الفندق والتي لم يزرني احد منذ زمن بعيد ؟، وفي اي صحيفة ستنشر هذا اللقاء ؟ ، وعندما يوجه له الصحفي الشاب سؤال : هل صحيح انك تخليت عن مبلغ عشرة ملايين دولار عندما أشتغلت مع جورج وستنغهاوس و توماس أديسون؟ فيرد عليه : ايها الشاب ان توماس أديسون و جورج وستنغهاوس اثنين مختلفين تماما، بعد ذالك يعود بنا المخرج الى لحظة وصول تيسلا الى الولايات المتحدة حاملا رسالة من شركته في فرنسا التي يعمل فيها بصفة مهندس كهربائي وهي فرع من شركة توماس اديسون ، وبعد عدة محاولات تمكن تيسلا في لقاءه باديسون ، والذي يرفض استقباله في كل مرة بحجة إنشغاله، تعرف تيسلا في هذا اللقاء على الصحفي ( بوب جونسون) رئيس تحرير صحيفة – سنتري- وزوجته كاترين واللذان سوف يعلبان دورا كبيرا في حياته العلمية . وسلم أديسون رسالة توصية من مدير الشركة التي يملكها اديسون مفادها"عزيزي السيد اديسون إنني أعرف رجلين عظيمين حقاَ في هذا العالم أنت واحد منهما والشاب تيسلا هو ألآخر". وحين عرض تسيلا فكرته على اديسون شعر الاخير بالتهديد من مكانته العلمية ، كان أديسون مقتنعاً بالكهرباء المستمرة ، أما هذا الشاب فكان ينتقد المولدات الكهربية الموجودة ، وحاول إقناع أديسون ان استخدام التيار المستمر( دي . سي) ستحتاج الى 100 محطة طاقة لأضاءة مدينة نيويورك مع ترك الضواحي في العتمة ، لان التيار المستمر لا يمكنه بلوغ ذالك المدى، في حين استخدام نظام التيار المتناوب (وهي فكرة تيسلا) وعد انه يضمن بمحطة واحدة فحسب يمكنه إنارة المدينة وضواحيها، وسوف يبني محطات جديدة و يهدم المحطات القديمة ، هنا احس أديسون بالخطر و التهديد من المهندس الشاب الذي جاء ليهدم عرشه ومجده ، ورد عليه بغضب ،" اتريد ان تهدم محطاتي وتدمر الطاقة خاصتي بسبب محركك المتواضع؟؟ وتابع " اتعلم بماذا يلقبوني ياتيسلا ؟، أنا القب بملك الكهرباء، الذي غير العالم "، أدرك تسيلا حينها أن طموحه و تطلعاته وأماله لا تنسجم مع عقلية أديسون وغروره ، وسلك دربه الخاص و اشتغل في عدة مهن منها حفار للانفاق والخنادق لكسب لقمة العيش، ومع مرور الوقت اتيحت للمهندس الشاب الفرصة وكان مستعدا لها ، عندما عرض عليه أحد رجال الاعمال تمويل مشروعه واعطاه ثلاثون الف دولار لبناء مختبره وورشة العمل الخاصة به ، وبدا تسيلا يخطوا خطوات واثقة بعد أن وضع يده بيد جورج وستنغهاوس بعد أن كسب التيار المتناوب ثقة جورج وستنغهاوس. وعمل أتفاق معه وعقد على مليون دولار وحصة دولار على كل قدرة حصانية تنتج ووافق وستنغهاوس على الفور، ودخل احد اصحاب رؤوس الاموال وهو جي بي مورغان ( الممثل أورسون ويلز) في مشروع استغلال شلالات نياغارا في توليد الطاقة الكهربائية، ولم يكن هناك سوى نطامين ، الاول نظام التيار المستمر والثاني نظام التيار المتناوب، لذا بدات حرب التياران و حاول توماس أديسون ترهيب الناس من خطورة إالتيار المتناوب واستخدم الكلاب و القطط وأجرى عليها تجارب امام الناس ليثبت خطورة التيار المتناوب، فقرر تسيلا ان يتحداه و يجري تجاربه للتيار المتناوب على نفسه وامام شخصيات موثوقة في ذالك الوقت ، أدرك رجل الاعمال والصناعي مورغان إستنادا على المعطيات أن نطام تيسلا يتفوق بمراحل على نطام أديسون، وكانت له الكلمة الاخيرة لما له من تاثير كبير، صار تسيلا يعمل لصالح مورغان وازدادت عدد القدرات الحصانية التي ينتجها من الطاقة الكربائية وبالتالي زادت ديون جورج وستنغهاوس حسب العقد المبرم مع تيسلا (نسبة تيسلا دولاراً واحدا لكل قدرة حصانية واحدة من الطاقة الكهربائية) حتى وصلت الى 10 ملايين دولار في ذالك الوقت وعندما جاء وستنغهاوس الى تيسلا ، واخبره ان مورغان و اديسون يريدون ابتلاعي بتلك الديون لك ، فما كان من تيسلا ان مزق العقد والغى الديون وحين اعترض جورج واخبره أني مدين لك يانيكي أجابة: "انت امنت بي حين ادار الكثيرين ظهرهم لي، وحين لم يصغي لي أحد ، أنت ممدت يدك حين ادار الاخرين ظهورهم عني، لذا انت غير مدين بشئ لي!". وفي مقابلته لماركوني مخترع الهاتف عتب عليه لانه خان ثقة تيسلا وسرق ملاحظاته حول نقل الصوت عبر الهواء بدون اسلاك، الامر الذي جعل مورغان يستشاط غضبا بعد ان وعده تيسلا بالسبق الى ذالك الابتكار الذي سرق منه . غير ان تيسلا كان قد تجاوز ذالك الاختراع الى ماهو اعظم بكثير وقدم لمورغان خلاصة افكاره وتصوراته المستقبلية. إلا ان مورغان قرر التخلي بالكامل عن دعم تيسلا بعد أن راى ان إختراعاته لم تدر عليه أرباحا، وظل حلم تيسلا بطاقة كهربائية مجانية أدراج الرياح في مجتمع راسمالي قائم على الربح و استغلال الانسان و موارده، وفي القصة الأسطورية السائدة يظهر العالم توماس إديسون بصورة شرير جشع ، والذي بذل كل ما بوسعه لمنع نجاح تسلا، ثم وفي وقت لاحق حاول منعه من الحصول على أي تقدير يليق به، في أحد المشاهد من الفيلم حين ذهب تيسلا إلى "أديسون" يوماً يشرح له الفكرة، ففرح بها، و قال له: ابدأ مشروعك ولك مني مكافأة 50 ألف دولار؟! وللأسف صدق "تيسلا" الوعد، وكان يعمل يوميا 18 ساعة سبعة أيام في الأسبوع. وبعد مرور سنة جاءه فرحاً وقد وصل لهدفه و طلب المكافأة الموعودة؟ ضحك أديسون و قال له: "أنتم لم تفهموا بعد المجتمع الرأسمالي و روح الدعابة؟"، ولم يعطه شيئاً، بل زاد له راتبه زيادة طفيفة، و قال "أديسون": "في عالم التجارة والمال و الصناعة الكل يسرق الكل، و أنا شخصياً سرقت الكثير، و أعرف كيف يسرق المرء جيداً، ترك "تيسلا" عمله محبطاً عند "أديسون"، وأسس مختبره الخاص ثم توالت ابتكاراته التي حصل بها على براءات اختراعات في العديد من الابتكارات التي ساهمت في تقدم البشرية. من المؤكد أن الاختلافات بين الرجلين كانت عميقة وجوهرية في شخصية كل منهما ، في هذه الفترة بدأ ما يعرف بحرب التيار الكهربائية وظهرت حملة إعلامية شرسة بدأها توماس إديسون بسبب نفوذه الكبير وموارده المالية ، وشهرته التي تتفوق على تيسلا وويستينغهاوس، وبدأ بتصوير تيسلا على أنه أجنبي شرير يريد استغلال المجتمع الأميركي وخداعه بالتيار المتناوب الذي "يسبب طفرات وتشوهات تجعلكم تموتون ببطء وألم" بحسب تعبيره، ونشر أخباراً كاذبة مفادها أن مئات الأشخاص أصيبوا بأمراض تعود أسبابها إلى التيار المتناوب ، حتى أن الأمر وصل به إلى إحضار كلب وصعقه بتيار كهربائي متناوب كي ينشر الخوف منه في أذهان الأميركيين ، إلا أن الواقع، هو أن التيار المستمر سبب موت العديد من الأطفال وأدى إلى اندلاع حرائق كهربائية في كثير من المنازل ، إضافة إلى أن أقصى حد يمكن أن تغطيه مولدات التيار المستمر المتناوب هو حوالي 3 كيلومترات أو أكثر بقليل، مما يعني الحاجة لبناء محطة كهربائية كل ثلاثة كيلومترات وهو أمر سيخلق العديد من التعقيدات والمشاكل والتكاليف المادية . أما التيار المتناوب فيوفر إضاءة أفضل قادرة على إنارة مصابيح كهربائية بيضاء كبيرة بدلاً من اللون الأصفر الباهت لمصابيح التيار المستمر ، إضافة إلى عدم الحاجة لبناء محطات فرعية حتى بعد عشرات الكيلومترات ، وفي النهاية انتصر التيار المتناوب رغم حملة إديسون الإعلامية، ودخل "تيسلا" في مواجهة مباشرة مع "توماس أديسون" حيث كان كل منهما يدافع بشراسة عن ابتكاره في مجال الكهرباء فبينما كان "أديسون" يحاول اقناع الناس بجدارة و كفاية التيار الكهربائي المباشر كان تيسلا يبرز أوجه التفوق في التيار الذي ابتكره واسماه التيار المتناوب، وقد نجح "تيسلا" في النهاية في جعل التيار المتناوب مقبولاً ومعتمداً كنظام للطاقة الكهربائية على مستوى العالم. ثم قام "تيسلا" بالتعاون مع "ويستنغهاوس" بإنارة معرض "شيكاغو" الدولي ، وبنى مولّد شلالات "نياجرا" للطاقة الهيدروكهربائية ، وشيد أنظمة للتيار المتناوب في مناجم "كولورادو" للفضة وغيرها من الصناعات. ومع نهاية القرن التاسع عشر وبداية العشرين ارتفع "تيسلا" إلى مقام المشاهير بالمقارنة مع انتشار "أديسون"، وقد استطاع اختراع وتطوير أدوات كهربائية بناء على الإمكانيات الهائلة للتيار المتناوب والتيار العالي التردد، فابتكر الراديو، الإنارة عالية التردد، الأشعة السينية، بالإضافة إلى وسائل العلاج بالكهرباء. وقد استطاع أثناء إجراءه التجارب الخاصة في مختبره في “مانهاتن” اختراع و تطوير أدوات كهربائية بناء على الإمكانيات الهائلة للتيار المتناوب والتيار العالي التردد، إضافة إلى الراديو، وبعد أن عانى من احتراق مخبره في حادث مدبر، قام بإعادة بناءه واستمر في إجراء تجاربه ثم نقل مخبره إلى "كولورادو سبرينجز" فى عام 1899 . وقد بنى جهاز إرسال ضخم مكبر، كما أجرى التجارب في مجال الطاقة الكهربائية اللاسلكية، والراديو والرنين الأرضي. ثم درس البرق واستطاع بعدها صنع البرق الصناعي . استمر في الاختراع حتى العشرينات من القرن الماضي ، لكن ابتكاراته الجديدة كانت قليلة الأهمية بالمقارنة مع الاختراعات الأولى التي كانت كالسيل الجارف والتي بلغت 700 اختراع على مستوى العالم كله. وقد تنبأ تيسلا بالمايكروويف، وتقنيات حزمة الأشعة، والتلفزيون ومحرك يعمل على الأشعة الكونية، والاتصالات بين الكواكب، وأدوات التداخل الموجي و التي دعيت باسمه منذ ذلك الوقت. في الثلاثينيات من القرن العشرين شارك في مشاريع الطاقة اللاسلكية في كويبيك. بعيداً عن أعماله في الكهرومغناطيسية والهندسة. وبعيداً عن أعماله في الكهرومغناطيسية والهندسة ساهم تيسلا في تقدم الانسان الآلي والتحكم عن بعد والرادار وحتى علوم الكمبيوتر والتمدد البالستي والفيزياء النووية والفيزياء النظرية. وفي عام 1943 صدقت المحكمة العليا في أمريكا على أن تسيلا هو مخترع الراديو. وحين قررت الأكاديمية السويدية للعلوم في عام 1916 منح "توماس أديسون" و"نيكولا تيسلا" جائزة نوبل للفيزياء مناصفةً لجهودهما في مجال الفيزياء التجريبية ، رفض "أديسون" تقاسم الجائزة مع "تيسلا"، كما ورفض "تيسلا" هو الآخر مشاطرة الجائزة مع أديسون فحجبت عنهما معاً. وقد كان آخر حضور له في مؤتمر صحفي في عام 1940. بعدها أغلقت وسائل الإعلام أبوابها في وجهه باستثناء المؤتمرات الصحفية التي كانت تجرى في عيد ميلاده . وقضى تسلا سنواته الأخيرة يبحث في تطوير سلاح لتحقيق السلام العالمي، وأطلق عليه اسم “أشعة الموت”. في ذلك الوقت تحول ذلك الشاب الصربي اللامع الهزيل والذي أبهر المجتمع في نيويورك في أواخر القرن التاسع عشر إلى عجوز غريب الأطوار، مع موارد اقتصادية شحيحة، يعيش وحده في غرفة بأحد الفنادق، ويقضي وقته في إطعام الحمائم في شوارع نيويورك ، عاش تيسلا محبطاً ومات فقيراً في شيخوخته وهو يقول: "إن عالم القوة محكوم بديناميكية الغابة ، فالغربان و الضباع تنتظر من يأتي بالفريسة، فلا تتعب نفسها كثيراً، ولا تبذل طاقة ، ولا تضيع وقتاً في مطاردة الفريسة ، مع ذلك فهي موجودة و تستفيد من تعب الآخرين، فهكذا هي الحياة في جانب منها". لم يكن تيسلا يهتم بالمال، وتوفي فقيراً عن عمر ناهز 87 عاماً في غرفة في فندق في "نيويورك". وفي العام التالي نشر الصحفي "جون أونيل" والذي كان مقربًا لتسلا في أواخر سنواته أول سيرة ذاتية للمخترع العظيم تحت عنوان: “عبقرية فذة: قصة حياة نيكولا تسلا“. كان هذا الكتاب أول ما شكل صورة إديسون كشرير، وقد تم حجز الكثير من الأوراق الخاصة به بما فيها نسخ من ملاحظات مخبرية من قبل حكومة الولايات المتحدة الأمريكية لتظهر بعد عدة سنوات في "متحف تيسلا" في بلجراد بيوغوسلافيا ، ولم ينشر المتحف من هذه الملاحظات سوى مقتطفات بعنوان "ملاحظات ينابيع كولورادو". على أية حال، فالحقائق الموثقة مختلفة عن هذه القصة. فإنجازات نيكولا تسلا (1856-1943) كانت تحظى بالتقدير اللازم وفورًا، وقد كان تسلا رمزًا موقرًا ومحترمًا جدًّا منذ شبابه وحتى آخر أيامه، سواء أكان هذا التقدير من نظرائه العلماء أو من العامة. وقد قال اللورد كلفن – أحد أهم علماء الفيزياء-عام 1886 متحدثًا عن تسلا: " مساهمات تسلا في علم الكهرباء تفوق أي شخص آخر في العالم حتى الآن". والحقيقة أن أهم جائزة حصل عليها ، هي ميدالية إديسون ، وكان ذالك في الثامن عشر من شهر مايو لعام 1917، ومنحها له المعهد الأمريكي لمهندسي الكهرباء، والتي كان من الممكن لعدوه المفترض منعها عنه ببساطة، لأن هذه الجائزة تم إنشاؤها ومنحها من قبل لجنة تضم بعض الأصدقاء المقربين لإديسون .
3425 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع