نور ظافر رمضان
روح مهمشة
للحياة أوجاع كثيرة يا صاحبي.. لكل منا وجعه الخاص وقصته الحزينة التي سقلته وحولته الى ما هو عليه! ولكن هل تعلم هناك اوجاع تنسى مع مرور الزمن، وهناك اوجاع لاتنسى ولكن يخف آثرها في قلوبنا.. لكن الوجع الكبير هو الوجع الذي لا ينسى، لا الحياة ولا الزمان يستطيعان ان ينسياك ماحصل، تود من صميم قلبك ان تنسى ذلك الوجع وتتجاوزه ان يمحى من ذاكرتك ولكن بعض الاوجاع لا شفاء لها، نحملها معنا اين ما اخذتنا الحياة، بغير علمنا وبغير قدرتنا تصبح جزء من حياتنا ويومنا لا نعيش بدونها حتى اننا نصبح مخلصين لها.. اجل يا صاحبي نصبح مخلصين لها لاننا نشعر ان في نسيناها خيانة لاصحابها الذين فقدناهم.. اوجاعنا كثيرة ولكن ان نظرت قليلا كل الاوجاع لا تاتي بشيء امام وجع الفقد، أن تفقد قلبا وروحا كنت تعيش بها وتتنفس على نبضها ويضحك وجهك معها ..وفجأة ترحل بدون عودة، هل تعي ذاك الوجع؟ تلك النار التي لاتخمد ولاتنطفىء؟ ان تسير وقلبك محطم بالكامل؟ أن تمر الايام وتصل الى أعلى مراتب الشوق، حتى انك تفقد القدرة على البكاء تود لو انه بمقدار البكاء ان يسعفك، ولكن ما بقلبك لايسعفه البكاء ولا الهرب للنوم ولا الضحك ولا اي شيء؟ ان تعيش كل يوم مع شعور يكبر بداخلك ويجتاح كل شيء لحاجتك لهم؟ أن تتمنى إنتهاء هذا الكابوس! ان تعود الى نفسك وقلبك وعقلك السابق؟ هل تعي معنى ان تسير جثة على الارض، وحتى وان فرحت لابد ان يتسرب ذلك الفرح من تلك الفجوة فجوة الفقد! هل تدري مدى سخافة مواسات الكلام، ووجع تشبيه مصيبتك بمصيبة غيرك؟! هل تدرك مدى قساوة هذه الدنيا بعد كل هذا الوصف القليل، لذا أرجوك لا تقل لي انني تغيرت ماذا كنت ترجو من كل ما مر علي، ان اعود انا؟! لا تطلب مني المزيد من حس الفكاهة والشجاعة والنجاح والطاقة... قدر انني احاول حتى وان لم انجح في ان اكون كما عرفتني سابقا.. كن لطيفا مع الفاقدين أرواحهم.
1061 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع