حسين أحمد الوصيف*
ميلاد جديد
(1)
حين جلسنا
نسيت ماضيا العتيق
نسيت جمودي
فقدت نفسي التي كانت
وبدأت أنسج من جديد
عش أحلامي وعمري
ونسيت ماضيا العتيق
(2)
حين جلسنا
تاهت الأيام مني
راحت الساعات تقفز
نسيت أيامي التي كانت
نسيت أني لم أراكِ
عاتبت نفسي
كيف أني لم أراكِ؟
كيف عشقت أيامي التي كانت؟
غير أن النفس تأبى
أن تعود إلى زمانِ
حيث أيام جمودي
إلا أن العمر عندي
قد يكون
سويعات قليلة أنتِ فيها
والدهر كله يبقى أنتِ
والحروف تبقى إسمك
والدهور عندي لحظة
نحيا فيها
والشعر والهمس والألحان
ليس عندي غير همسك الرقيق
ونسيت ماضيا العتيق
(3)
حين جلسنا
بانت الأيام والأحلام
في عينيكِ
بان عمري من جديد
وكأن عينيكِ مرأتي
أرى نفسي التي بدأت
قلبي الذي دق
دهوري التي راحت
ثوان بين عينيكِ
ونسيت ماضيا العتيق
(4)
حين جلسنا
وقرأت في عينيكِ إسمي
وأبصرت رسمي
وقرأت شعري
وعرفت من عينيكِ أن
العمر أنتِ
الحب أنتِ
الماض أنتِ
الآتِ أنتِ
الفرح والأحزان أنتِ
الشعر والألحان أنتِ
ونسيت نفسي التي كانت
وبدأت أنسج من جديد
عش أحلامي وعمري
ونسيت ماضيا العتيق
(5)
حين جلسنا
زرعت بالأحلام غرسي
وحملت فأسي
ومضيت في درب طويل
أحطم الماضي العتيق
أحارب الدهر الذي كان
تضئ لي عيناكِ دربي
وحملت فأسي
وظللت أبحث
عن بدايات الطريق
وظللت أبحث
وكأن ليل اليأس ولى
وكأن عمر الحزن فر
لكني عزمت على تحطيم
سنين يأسي
برأس فأسي
وظللت أبحث عن بدايات الطريق
وتضىء لي عيناكِ دربي
لأسحق الماضي العتيق
(6)
حين جلسنا
أبصرت في عينيكِ حلمي
أدركت أن الماضي
قد أفنته نظراتك اليّ
ونسيت بؤسي
وقرأت في عينيكِ
كل حكايات السنين
عن عنتر وعبل
عن ليلى وقيس
آه يا قيس
لوكنت تدري ما جرى
لو كنت تقرأ
ما تقول عيونها
لعرفت أن الحب ينبع من عيونِ مثلها
لبقيت طول العمر أسيرها
تقرأ وتكتب ما تقوله عيونها
لكن شيئاً قد حدث
وتركت لحظة عيونها
فتهالكت كل المعاني والقيم
وجننت يا قيس
وكان لحُسنها
تباً لها!
لحظة جنونك يا قيس
تباً لها!
وحفرت في أعماقِ نفسي
دوافع حبها
و درست
سحر عيونها
(7)
حين جلسنا
أدركت في عينيكِ حلمي
أبصرت في عينيكِ عمري
وكان حبي
وسيبقى حبي
وحملت فأسي
هدمت أكوام الهموم
وعرفت أن اليوم يوحي
أني بُعِثت من جديد
أيقنت أن الليل كان
والفجر آتِ لا محال
ورفعت رأسي
ورفعت رأسي
وبدأت أنسج من جديد
عش أحلامي وعمري
وعرفت
بدايات الطريق
وسحقت ماضيا العتيق
سحقت ماضيا العتيق.
*كاتب من مصر
1198 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع