خالد القشطيني
الألقاب ومقالبها
كثيراً ما تحمل أسماؤنا وألقابنا وكنيتنا بعض الدلالات، فمنها ما يعود إلى الارتباط الجغرافي كالحلبي والحجازي والبصري ونحو ذلك. تدلنا ألقاب أخرى على ارتباط السلف بحرفة من الحرف كالخياط والنجار وكلها تدل على الانتماء المدني بالحرف، أو المهنة كالمفتي والقاضي. ومن الألقاب ما يشير إلى الانتماء القبلي كالشمري والعنيزي وكلها ترتبط بالبداوة والعروبة. وبالنظر لمكانة بغداد في الحضارة العربية فقد أخذ الوصف بها يدل على الارتباط الحضاري والفني والأدبي كالبغدادي والبغدادلي.
بيد أن لقبي القشطيني ظل يثير التساؤلات. فلا أتصور أن أحداً من أجدادي كان يبيع أو يعمل القشطة، وإلا لسمونا بالقشطي. يعود الكثير من الأسماء والألقاب العربية إلى سابق الانتماء للأندلس كلقب القرطبي والقشطيني. القرطبة معروفة والقشطينة قرية قريبة من برشلونة. والظاهر أن السكان هربوا من الغزو الإفرنجي إلى المغرب والجزائر ورحلوا منهما إلى المشرق واستقروا في آخر المطاف في حلب وبغداد حيث ولدت.
ولكن كل ذلك لم يحل مشكلتي مع هذا اللقب. استغل بعض الأدباء والمتأدبين وجود اسمي في هذه الصحيفة فحولوه إلى طريفة من الطرائف. هكذا بعث إليّ الأديب والدبلوماسي السوداني السابق خالد فتح الرحمن بهذه القطعة:
الأنغلوسكسون يا قشطيني
هتفوا بأنك فيهم «كاشتيني»
للطين قد نسبتك يعرب بينما
هم ينسبونك في الورى للتين
أترى لذلك زعمت أن لسانهم
قد فاقنا في دقة التقنين
ونسيت أن لنا مآثر دقة
لم تشهد الدنيا لها بقرين
لكنها تاهت برغم جلالها
ما بين ضعف لساننا والدين
وكتب لي محمد الفهد العيسى هذه الأبيات التي يدغدغني فيها:
يا خالد القشطيني
حروفك تشجيني
مرة تضحكني
ومرة تبكيني
تكتبها في غربة
تضج بالحنين
ومرة تكتبها
عن صلعة كالطين
سر رعاك الله يا أخي القشطيني
ومن جهة أخرى كتبت لي الفاضلة ليلى العثمان تقول:
يا خالد القشطيني
خيبت في ظنوني
بعثتها مرسالاً
جدلته بفنوني
وضمة من زهر
بعطرها الثمين
وما بخلت بشيء
من قلمي المصون
أما عطا يوسف منصور فقد خف ليعالج الموضوع بهذه الأبيات:
صفو المحبة والوفا من ديني
فانعم صباحاً أيها القشطيني
أصبحت تشكو الاسم وهو مرنم
كالدارمي ونسبة المسكين
فحلاة الأسماء وهي علامة
رزق ورزقك وافر بالدين
يكفيك أنك في المكارم خالد
وكفى أبانا آدما من طين
ما كان في العسل المصفى لذة
كتلذذي في لفظة القشطيني
1033 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع