د.منير الحبوبي
خزعبلات طبيه
نقلت لي احدى معارفي يوم تم ادخالها صالة العمليات لأجراء عملية الى شبكية العين اي منطقة الريتين بأستخدام الليزر فحال دخول الأخصائي الذي سيعمل لها العمليه تكلم مع احد الممرضين او الأطباء المساعدين له بالعمليه بأنه اطلاقا لم يعمل على هذا الجهاز من الليزرات فكيف سيعمل العمليه ولكن الآخرين اخبروه انه سهل الأستعمال وهو يعمل بنفس التقنيه كباقي الأجهزه القديمه !!!! ولكن هنا احب ان تتصوروا موقفكم وأنتم تسمعون هذا الحوار وانت مجندل مثل الطلي على سرير العمليات
نفس الحال وقبل ان يتم مثلا اعطائك الحقنه من قبل المخدر قبل العمليه فأن احدى الممرضات المشاركه بأجراء عمليتك تخبرك او تستميحك عذرا بأنها لأول مره تزرق ابره في جسم مريض فلهذا تخبرك ان تألمت خلال عملية الحقن للأبره بالوريد فلا تزعل او تغضب وهنا لا ادري ما الذي ستفكر به او ماذا تقول لها غير ان تغضب وتگوم من السديه وتكفر بمبادئ هؤلاء الناس الذين سيشرفون على اجراء عمليتك ولكن عموما لا تغضب فهناك دائما ممرضه اخرى مجاوره لهذه الممرضه المتدربه وستقول لك بأنها هنا ولن يحصل اي شيء مكروه والأنگس بالموضوع انه فعلا يوجد صعوبه في ايجاد الوريد وحظك يوگعك بهاي الوضعيه
هذا يذكرني ايضا بأني بعض الاحيان خلال ذهابي للمختبر الطبي لأجراء تحاليل للدم فتقع على ممرضه بعد ان قامت بحصر اعلى ذراع اليد بشريط بلاستيكي لكي يسهل عليها البحث عن الوريد وبعد جهد جهيد وبحث مؤلم وجدت الوريد وغرزت الأبره به ولكنها تقول لك سيدي اكو مشكله دمك لا يجري او بالاصح تقول لك ماكو دم يوصل للأبره ولكن بعد بحث معمق تقول لك آسفه فقد نسيت ان احل العقده او اللاستيك لأنه هو الذي يمنع وصول الدم الى الأبره وبالتالي الى السرنجه لأخذ عينة الدم
أحلى شيء في صالة العمليات والبعض من المرضى الذين تجرى لهم العمليات وهم غير مخدرين كليا اي ليس بتخدير عام بل بتخدير نصفي وانت داير مدايرك الجراح والطبيب والمخدر وبعض الممرضات والممرضين وانت تسمع حوارهم وهم ديشتغلون بجسمك اي خلال عمليتك ويضحكون وبعض الأحيان يستهزئون او يتكلمون عن مشاكل سيارات او عن فلان وفلانه
روى لي احد الأصدقاء انه ولحاله اضطراريه قاسيه دخل صالة العمليات في احدى المستشفيات في بغداد وهو امر ممنوع بتاتا وهو يريد اخبار الجراح الذي سيجري عمليه مهمه لقريب له يريد ان يخبره بمعلومه مهمه وخطيره قبل العمليه فتفاجئ بدخول احد الجراحين صالة العمليات وهو يسأل احدى الممرضات من هي السيده التي سيرفع لها الرحم ؟ ومن هي التي سيجري لها العمليه الفلانيه كذا ؟ ولكنه سمع الممرضه تخبر الجراح,,,, دكتور لا مو هاي المريضه المراد رفع رحمها بل الأخرى فتصور الوضعيه لك وأنت تسمع هكذا حوار او نقاش داخل صالة العمليات
الكثير منا يعاني من آلام الظهر وهذا هو حالي وحينما يسمع احد اصدقائك بحالك يقول لك لم لا تذهب لجراح العظام الفلاني فهو قد اجرى العمليات للعديد وقد تم شفائهم وهم الآن بأحسن حال فتناقش نفسك وتقول يالله يامعود بلكت على ايده الشفه وطبعا انا مسبقا قد راجعت العديد من المتخصصين وقرارهم كان أن الامي لا تستوجب العمليه فتبقى انت بشك في امرك, المهم انا ذهبت للجراح او الأخصائي الذي مدحوا به فعرضت عليه مشكلتي فقال لي بأنه لا يرى ضرورة للعمليه وعليّه تناول المسكنات وتقليل الوزن وكأني لا اعرف بذلك وهنا لحيت عليه ان يعطيني جواب واضح على سؤالي هل من الممكن عمل عمليه فقال لي انا افضل كجواب نهائي على سؤالي ان اذهب الى زميل له مختص بالعظام ويقر بحالتي ولكن اجابني بشكل مؤكد ان نسبة نجاح العمليه ستكون 50 بالميه اي ان عليّ اتخاذ القرار انا بنفسي معتمدا والحمد لله على نصيحته الخمسين بالميه والتي تعني صفر باليد حصان اي انه هو الأخصائي لا راي له بالموضوع وهنا العجب العجاب من مساعدته لي باتخاذ القرار المناسب والملائم
فيما يتعلق بالصحه ونظام التغذيه فعندنا مثل عراقي قديم يقول "صحتك بماعونك" اي ان الأنسان ان تمرض فالسبب الرئيسي بذلك هو من الغذاء الذي يتناوله وهيپوقراط وهو يعتبر ابو الطب وقبل حوالي ثلاثة الاف عام اكد وركز على ان" كل امراض الأنسان اسبابها نوعية الأكل الذي نتغذى عليه" والذي كل المختصين بطب التغذيه العامه حاليا يركزون على اهمية اختيار الأطعمه لبناء جسم سليم خالي من الأمراض وكلنا الآن نسمع يوميا من الصحف والمجلات والراديو والتلفزيون والأنترنيت الكثير والكثير حول هذا الموضوع ومع الأسف هذه اليقظه والأهتمام اتت متأخره جدا حيث الآن الكثير من البشر يعاني من امراض السرطان بسبب نوعيات الأكل التي نتغذى عليها في ايامنا هذه وخاصة فيما يتعلق بالأكلات الدسمه والسكريات والكوليستيرول والأكلات السريعه والأدويه التي نتناولها
طبعا حاليا وما بين يوم ويوم نسمع بأن وزارة الصحه قررت منع استعمال الدواء الفلاني فقد ثبت انه سيء جدا وهو السبب في حصول امراض ثانويه من قبل الأشخاص الذين تناولوه منذ عشرات السنين علما انه كانت هناك شكوك حول اهميته ومثلا العديد من الأطباء اشاروا عليه ونبهوا من خطورته ولكن ما العمل فالشركات المنتجه والبائعه لهذا الدواء ولأغراض ماليه وتجاريه بحته لم توقف انتاج هذا النوع من الدواء وبالتالي الآلاف من المرضى قد ماتوا بسبب العلاج بهذه الأدويه والآن في بعض الدول تجري محاكمات لبعض الأطباء او المنتجين لهذه الأدويه ولكنها غير فعاله لأن شركات الأدويه لها قدرات اقتصاديه وماليه وتابعه الى لوبيات تحميها من اي احكام تضر بتجارتها
للمعلومات حاليا تجري امور متسارعه جدا وخاصة بفعل التقدم التكنلوجي وبفعل الأنترنيت فلحد قبل سنه كان من الممكن الأتصال بالطبيب لحجز موعد ان يعطوك موعد خلال يومين او اكثر او اقل ويمكن للسكرتاريه ان تقبل اعطائك موعد بنفس اليوم ان كانت هناك ضروره ملحه او طارئه اما الآن فالموعد لا يتم عن طريق سكرتاريه وأقل موعد هو خلال اسبوعين وفي بعض الأختصاصات لعدة اشهر, ما احب ان اشير اليه ان اكثر من شركه متخصصه بعالم البرمجه والمعلومات تعمل الآن على تغيير نظام الحجوزات مع الاطباء حيث هذه الأيام هم يعملون على توجيه الأسئله لك عن طريق تطبيق الحجز بالأنترنيت فبالبدايه يتم توجيه اسئله عن الحاله الشخصيه للمريض كالأسم والعمر والتلفون والعنوان مما تسهل الأمور على الطبيب للمعالجه وتقليل الوقت المستلزم للعياده ولكني عرفت الان من متخصصين بالتقنيات الحديثه بالأنترنيت بأنه خلال عدة سنوات قادمه قريبه جدا سيتم ليس فقط توجيه اسئله شخصيه اجتماعيه عن الهويه بل سيتم سؤال المريض من اي عضو يشتكي في جسمه واي طبيب اختصاص يريد هو الأتصال به وما هي اعراض مرضه ودرجة حرارته وضغطه والأوقات التي يشكوا بها من الألم وماذا سبق ان عمل المريض قبل ان يصاب بالمرض وهل على سبيل المثال ان كان يشكو من زكام هل انفه مسدود ام لا وهل يعطس كثيرا وكيف هي حالة مخاطه ولون مخاطه وما هو لون لسانه ان كان يشكوا الما في بلعومه وهكذا اسئله كثيره تكفي لأن يبقى المريض مع الطبيب خلال الفحص الفعلي لأقل من عدة دقائق لكتابة الوصفه الطبيه له او بالاحرى الوصفه الطبيه ستكون من المحتمل جاهزه للمريض قبل ان يأتي المريض لفحصه من قبل الطبيب اي ان الطبيب فقط سيحرر الراچيته ويوقع عليها
هنا احب ان اشير الى ان احد الأطباء المشهورين وأعتقد اسمد كنوك صرح او له مقوله شهيره جدا تنص على ان "كل انسان منا هو مريض ولكن لا نعرف ما هو مرضنا" وقبل اعوام سمعت قصه عن طبيب وهي قصه حقيقيه لمعالجة بعض المرضى وهي شخصيه طريفه جدا وهو طبيب قد تم تواجده بمنطقه ريفيه وسط فرنسا بخمسينيات القرن الماضي فيأتيه المريض وعادة هم من الفلاحين فيفحصه الطبيب وبالاخير يساله هل انت تلعب گولف فيقول المريض لا فينصحه بلعب الگولف وما هي الا اسابيع ويرجع له هذا المريض ويخبره بأن صحته تحسنت كثيرا بعد ان بدأ يلعب الگولف وبنفس الوقت يأتيه مريض آخر يشكو له حالته الصحيه ويكشف عليه وينتهي بسؤاله ان كان يلعب گولف فقال له نعم فنصحه الطبيب بالتوقف عن لعب الگولف وفعلا الشغله ماشيه
ومما ورد عن هذا الطبيب الأعجوبه والذكي جدا والمتحايل على المرضى ففي احد الأيام اتاه فلاح مريض ويشكوا من الم في جسمه وانه تعبان جدا فنصحه الطبيب بالتوقف عن العمل وان لا يذهب للحقل وهنا اندهش المريض لأنه لا يستطيع التوقف عن العمل لأن الفلاحه هي مصدر عيشه وحياته وما يقوله الطبيب غير مقنع وليس هذا هو ما يترجاه المريض من طبيبه
وايضا ما يضحكني عن حياة بعض الاطباء ولله الحمد ليس الجميع هو من النوع الماكر فيقال ان البعض من الأطباء بالعراق قديما كانوا يزرقون ابر ماء مقطر في عياداتهم الى بعض مرضاهم اي لا يوجد بالابره اي دواء وهكذا الكثير من المرضى يشفى ويفرح من علاج الطبيب لهم وبالحقيقه انهم تم شفائهم ليس بسبب المضادات الحيويه الأنتي بايوتك اي ان مشكلتهم نفسيه بالحقيقه
وهنا احب ان أذكر بأن التسميه ميكروبات اصلها ميكروبيوم والجزء الاول من الكلمه ميكرو تعني صغير جدا وبيوم او بيو تعني كائن حي فأذن التسميه ميكروبات او ميكروب لا تعني كائن حي او بكتريا سيئه فقط بل هي بكتريا حيه وقد تكون صالحه اي مفيده للجسم او سيئه ومضره لجسم الأنسان , وأما التسميه انتي بايوتيك فهي تسميه من كلمتين انتي وتعني الضد والبايو وتعني الحي اي ان التسميه انتي بايوتك تعني المضادات الحيويه وهذه الأنتي بايوتك لا يجب اخذها دون نصح الطبيب لأنها صحيح ستقاوم البكتريا الضاره ولكنها بنفس الوقت ستقتل البكتريا الجيده الصالحه لجسم الأنسان فلهذا الألحاح من بعض المرضى على الطبيب بطلب ان يكتب لهم بالراچيته انتي بايوتيك هو امر غير صحيح وغير عقلاني اي ان بعض الامراض سببها فايروسي والأنتي بايوتيك هي ليست بالعلاج لها وهذا مما يؤذي صحة الأنسان
طبعا احب ان اذكر هنا ان البكتريا سواء الصالحه او الطالحه موجوده بالجو وعلى كل الأجسام والأجهزه المحيطه بنا وكذلك على بشرة اجسامنا ولهذا ينصح وخاصة في بعض المواسم حيث الشتاء البارد ينصح لتجنب الزكام ان يتم تعقيم الأيدي وان لا نمسك الاجسام الغريبه وخاصة بوسائل النقل العامه وأحب ان اذكر بأن نسبه عاليه من البكتريا السيئه تكون موجوده في خراج الأنسان فلهذا يفضل ويتم التركيز والتذكير بضرورة تطهير الأيدي بشكل جيد جدا كلما تم الخروج من الحمام حيث اليد اليسرى تكون اكثر عرضه للتلوث وأرجوا ان يفهم قصدي ههههه وهذا يذكرني ببعض الأقوال عند المسلمين والتي تحث او تدعو الى تجنب الأكل باليد اليسرى وخاصة ان معظم او غالبية الناس تستعمل يدها اليمنى وليس الشمال وطبعا هذه مشكله بالحقيقه يصعب تحليلها او فهمها
حينما يكون البعض منا يستعمل في حياته اليد اليسرى بدل اليمنى
كذلك ومن ناحيه اخرى هناك احاديث او اقوال تنسب الى المصطفى والله اعلم تشجع على ان يلطع المسلم يده او يديه بعد انتهائه من الأكل حيث من المعلوم ومنذ مئات السنين ان العرب والمسلمون يأكلون بأيديهم اي لا يأكلون بالشوكه او الچطل وهذا يعني ان البكتريا الموجوده بالأيدي قد تكون من النوعين اي مفيده وضاره وعموما البكتريا المفيده تكون نسبة تواجدها اكثر من 80 بالميه وقد يكون هذا تفسير للتشجيع على لطع اليد والأصابع بعد الأنتهاء من الأكل على اعتبار ان ما ملصق على اليد هو من البركه التي لا يجب رميها او التخلص منها بغسلها
طبعا ما ذكرته هنا هو مخالف كليا للتعليمات الطبيه الحديثه ولكني حاولت ان اربط او اجد علاقه لفهم هذه المعلومات التاريخيه مع عالمنا بالطب الحديث لهذه الأيام اي انني لم أقر او ابين ما هو الصح من الخطأ ولكني حاولت سرد وايجاد علاقه لفهم ما هو معروف تراثيا مع ذلك بأيامنا هذه وأكتشاف الغموض ان امكن بين التفكير القديم والحديث
ولأختم مقالتي احب ان ابين بأنه ومنذ عشرات السنين فقد أوضحت دراسات على المخ أن النصف الأيسر منه يتحكم في قدرات الفرد على استعمال اللغه والرياضيات والمنطق، بينما يتحكم النصف الأيمن في قدرات الفرد الموسيقية والتعرف على الوجوه والتعبيرات الوجدانيه ولكن ثبت حديثا بعد اجراء تجارب طبيه على الموهوبين في عالم الرياضيات والذين يستطيعون اجراء حسابات رياضيه بضرب الأرقام وجوابهم يكون اسرع من جواب الحاسبات وكذلك بأجراء ابحاث على لاعبي شطرنج معروفين بمهاراتهم بالذكاء بهذه اللعبه فقد اثبتت الأبحاث الحديثه ان المسؤول عن هذه العمليات الرياضيه هو ليس الفص الأيسر من المخ بل هو المنطقه الوسطيه الموجوده بين الفصين الايمن والأيسر
اي ان العلوم بمجال الطب تتغير يوميا واليوم نتكلم عن تبديل بعض الاعضاء بجسم الأنسان والأستنساخ والقلب الصناعي وايضا قريبا الرئتين الصناعيتين والتلاعب بالمواصفات والجينات الوراثيه وتحديد نوعية الجنس ذكر ام انثى وزرع وجه مكان وجه اخر وبعباره اخرى اختم بأن الله جل جلاله اعطانا دماغ وفكر وعقل يستحسن الأستفاده منهم في عمل الخير وعلاج المرضى وزرع الأبتسامه على شفاه المرضى وخاصة هؤلاء الذين يعانون من امراض سرطانيه.
552 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع