مؤيد عبد الستار
حكومة الفساد أسيرة المنطقة الخضراء
منذ عدة أسابيع يحتجز المتظاهرون سلطة الفساد في المنطقة الخضراء ، فـرغم المطالبة الجماهيرية الواسعة برحيل الفاسدين الا انهم ما زالوا يتربعون على عروشهم الخاوية ويتمسكون حتى آخر نفس بكراسيهم المهزوزة على أمل أن ينال التعب والبرد والمطر من المواطنين الابطال فيتركونهم وشأنهم يسرقون ما يقع تحت ايديهم من ثروات او ما بقي من فتاة الخزينة العراقية التي اثخنوها بالديون وسرقة مليارات الدولارات دون أي إنجاز يذكر على صعيد الخدمات والتعليم والصحة وغير ذلك .
إن ايغال السلطة الفاسدة بالاستهانة بمقدرات الشعب وقيامها بمختلف الاعمال الدنيئة من تزوير شهادات وتزوير انتخابات وسرقة الثروات وبيع المناصب الوزارية والنيابية واتخاذ الرشوة اسلوبا في الحياة جعل الجماهير تطالب برحيلهم عن بكرة أبيهم ،تطالبهم بالرحيل اليوم قبل الغد .
توالي فشل السلطة الفاسدة التي استلمت الحكم منذ عام 2003 حتى اليوم ، ولم يتبق امام الجماهير سوى الخروج الى الشارع ومحاولة الاطاحة بهذه السلطة .
بدأت الاحتجاجات في تظاهرات سلمية في ساحة التحرير وساحات المحافظات قبل سنوات ، واستمرت التظاهرات التي غالبا ما واجهتها السلطة بالاعتقالات والاغتيالات ومحاولة النيل من المتظاهرين بشتى الاساليب واتهام المواطنين بانهم ينفذون اجندات خارجية تابعة لدول اجنبية مثل امريكا واسرائيل والسعودية والامارات... الخ .
بينما يعلم القاصي والداني ان الحكومة الحالية منذ تشكيلها بعد عام 2003 ترعرعت في أحضان بريمر وأحباب بريمر الذين أُتخموا بالفسنجون على موائد أصحاب العمائم السود والاوشحة الخضراء التي راحوا يركضون بها أمام المواطنين في المواكب الحسينية وهم يحملون صواني القيمة والتمن في عملية استجداء لعواطف المواطنين والاحتيال على احزانهم النبيلة .
اختبأت الحكومة خلال السنوات الماضية خلف عوائق كونكريتية - صبّـات اسـمنـتـية - كي تحميها من المواطنين ، وبعد فتح الطرقات استطاع المواطنون تطويق المنطقة الخضراء ومحاصرة السلطة الفاسدة بين أسوارها التي سرعان ما ستنهار أمام ضغط المواطنين واصرارهم على اقتلاع الفاسدين من جذورهم .
على السلطة الفاسدة الاستفادة من الفرصة التاريخية التي أمامها وتسليم مقاليد الحكم الى شخصيات نزيهة عن طريق انتخابات حقيقية غير مزورة تعتمد المقاييس التي تساعد على انتخاب ممثلي الشعب الحقـيقيـيـن ، ما دامت الجماهير تتظاهر بشكل سلمي وقبل أن تسري النار في التظاهرات وتشتعل عنفا ، فاعداء الشعب العراقي يحيطون بالبلاد من جميع الجهات ولهم أذرع اخطبوطية بامكانها التسلل الى الاوساط الجماهيرية وركوب الموجة واشعال نار الفتنة لحرف التظاهرات عن مسارها السلمي وتحقيق اهدافها في القضاء على الحلم العراقي بمستقبل ديمقراطي للبلاد.
875 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع