محمد سهيل احمد
ذاكرة انثوية التصوير الفوتوغرافي قرن حافل بالمصورات الحربيات في شتى بقاع العالم.
مستل
------ * / عرف عالم التصوير اسماء انثوية غامرن بحياتهن من اجل توثيق هذه اللحظة التاريخية المفصلية وتلك الزاوية التي التقطتها آلة تصويرتمسكها يد انثوية ناعمة.
* انجب التصوير الحربي على امتداد اكثر من قرن عددا لا يستهان به من المراسلات الحربيات اللواتي اتخذن من التصوير الفوتوغرافي حرفة لم تكن تخلو من المخاطرة . ومن بين تلك المصورات ترد اسماء طليعية مثل هيلين روجر فيوليه التي زارت مصر والعراق في اوائل الستينات . وقد تمخض عن زياراتها للعراق مئات الصور الفوتوغرافية بالأسود والأبيض . لقد شملت رحلات فيوليه الفوتوغرافية بغداد والموصل وكربلاء والبصرة و مدنا عراقية اخرى كما أولت اهمية لتغطية اخبار التمرد الكردي والاطاحة بالزعيم عبد الكريم قاسم لتشمل جولاتها صورا شخصية للزعماء والقادة العراقيين دون ان يؤثر ذلك الاهتمام على نزعتها الشعبية لتصوير مشاهد مثلت الحياة الشعبية العراقية خير تمثيل . ومن بين ما قامت بتصويره شارع الوطني في بصرة اوائل الستينات ونهر العشار وايوان كسرى والعديد من المراقد الدينية المبثوثة في ارض بلاد الرافدين وجوانب التقطت بزوايا فنية للحياة العراقية مثل باصات الخشب العملاقة والمقاهي الشعبية والأماكن السياحية في شمال العراق وغيرها .
فرانسوا دي ميلدي
ولدت المصورة الفرنسية الراحلة فرانسوا دي ميلدي في إحدى ضواحي باريس في التاسع من يونيه حزيران 1947 . عشقها للترحال تجلى في مطلع شبابها : رحلتها التصويرية الأولى كانت الى فيتنام عام 1970 حين ابتاعت تذكرة ذهاب فقط ! بدأت أيامها هناك كسائحة قبل ان تقرر البقاء : " الطريقة الوحيدة للعيش هي التقاط الصور . لم اكن في الاصل مصورة على الإطلاق .فجأة وجدت نفسي أمارس التصوير " كان لديها شعور بضرورة توفير صور عن فيتنام وهكذا شرعت بالتدرب كمصورة عسكرية وآثرت البقاء في سايغون حتى بعد ترحيل الأجانب . وفي الثلاثين من نيسان 1975 نالت الجائزة الأولى عن صورة لها بالأبيض والاسود لدبابات الفيتكونغ وهي تقتحم اسوار سايغون العاصمة القديمة.
اثر الانتهاء من تغطية وقائع الحرب الفيتنامية ترحلت المغامرة دي ميلدي الى اكثر من بلد وبقعة من بقاع العالم الساخنة . كما لاحقت أخبار حربي الخليج الأولى والثانية .كانت من بين قلة من الصحفيين ممن تمكنوا من الدخول الى بغداد اثناء قصفها على يد قوات التحالف ، كما استطاعت الوصول الى جبهة الحرب الأسبق في البصرة وعموم الجنوب العراقي . عموما اقتصر نشاطها على العمل مع وكالتي سيبا وغاما كما تعاونت مع وكالة Getty Images الامريكية للتصوير الفوتوغرافي . وكرمت دي ميلدي اكثر من مرة في احتفالات مجلة تايم ولايف ونيوزويك .
في الثالث من تشرين الاول من 2003 فازت فرانسوا بأرفع الجوائز ( الجائزة الدولية للتصوير الصحفي ) اضافة الى العوائد المادية في المزاد الذي اقامه غاليري ( فو دو باري ) والتي خصصت لتغطية نفقات احدى المصورات الحربية من الفرنسيات والتي كانت تعاني من مرض عضال وبدون ايما ضمان او راتب تقاعدي وقد باع الغاليري اعمال فرانسوا بمئات الالوف من اليوروهات ، غير ان المؤلم في الامر هو ان فرانسوا نفسها ومنذ السنة نفسها اصيبت بالشلل كمحصلة لاصابتها بالسرطان لتفارق الحياة اثر نوبة قلبية في الثالث من ايلول 2008 تاركة وراءها ارثا فنيا هائلا في قيمته التقنية والانسانية في آن معا .
غيردا تارو
وهي مصورة حربية المانية الاصل كانت تحمل جواز سفر بولنديا ولدت في الأول من اغسطس 1910 وعرفت بقيامها بتوثيق الحرب الاهلية الاسبانية مع زميلها الذي ارتبط معها بعلاقة حب اسطورية المصور روبرت كابا والذي قام بتأسيس وكالة ماغنوم للتصوير حيث عمل الاثنان في احدى الوكالات الفرنسية . غير انها لقيت مصرعها اثناء قيامها بتصوير احدى معارك الحرب الاسبانية التي قادها الدكتاتور فرانكو وذلك في السادس والعشرين من شهر يوليو 1937 حيث تسلم الشاعر الاسباني رافائيل البرتي وزوجته جثمانها غارقا بالدماء ! وقد شيع جثمانها في باريس في موكب جنائزي مهيب .
لقد عرف عالم التصوير اسماء انثوية غامرن بحياتهن من اجل توثيق هذه اللحظة التاريخية المفصلية وتلك الزاوية التي التقطتها آلة تصوير تمسكها يد انثوية ناعمة . نذكر في هذا المضمار كارولين كول ، سوزان ميزلاس ، غيردا تارو . وللأمانة التاريخية لابد من ذكر عدسة المس بيل ( الخاتون ) التي وثقت لمئات المواقع في بلاد الرافدين وفي بقاع شرق اوسطية اخرى .
689 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع