د. مجيد القيسي*
حكايةُ الفارسي مع الخُنفساء والحصان
لست أعلم كيف خطرت ببالي حكاية بغدادية طريفة لعل معظم العراقيين نسوها. وخلاصتها تقول:
بأن أحد وجهاء بغداد إعتاد على أخذ جواده الأصيل بين حين وآخر إلى (الحدّاء) ؛ او كما كان يسميه البغدادي بـ (النَعلْبْند) ؛ لتغيير نعاله او حدوته. وبينما كان (الجواد) يقف شامخا ومزهوا بقوة بدنه وبجمال سيقانه ودقة رقبته كانت هناك في زاوية الدكان (خنفساء) سوداء كريهة الشكل وهي تنظر بإنبهار إلى هذا المشهد الغريب. وما أن إنتهي (الحداء) من مهمته حتى تقدمت بثبات فرفعت ساقها المشفر إلى أعلى!. فأخذته الدهشة الصادمة. ثم أدرك للتو رغبتها في أن تكون لها حدوات كالحصان !. وهنا تناول المكنسة وأبعدها عن الدكان. لكنها ؛ ولخصلة العناد الذي عرفت به؛ عادت مجددا لترفع ساقها. وهنا قام الرجل بركلها نحو الطريق لتسحقها أقدام المارة.
تذكرت تلك القصة الطريفة وأنا أشاهد وأطالع ما يقوم به (الحكام والقادة الفرس) الذين قد يكونون إنحدروا من ألأسرة (الساسانية) التي تهيمن اليوم على الحكم في الجارة (إيران) من فوضى شاملة وبطش بالسكان الآمنين في معظم البلدان العربية والإسلامية. بل وفي العالم بأسره ؛ وكأنهم أفيال هائجة وهي تدخل مخزنا للفخاريات فتحوله الى أكوام من القحوف. ولم تسلم حتى الشعوب الإيرانية المسالمة من ذلك البطش والتعسف. ففتحت للمعارضين ؛ حزبيين وغير حزبيين ؛ أبواب المعتقلات ؛ ونصبت المشانق للبعض الآخر. كما هيأت لغيرهم ساحات الرجم والجلد وما شاكلها من أعمال وحشية ندر نظيرها في العالم المعاصر. كل ذلك يجري بعلم الأقطار العربية وإلأسلامية ؛ وأمام أعين المعاهد والمؤسسات ألإسلامية العالمية ؛ وتفرج الحوزات العلمية ؛ ووقوف منظمات حقوق الإنسان في العالم وهيئة ألأمم المتحدة ومجلس ألأمن ومعظم دول العالم الغربي راضين أو صامتين او شامتين.
وكثيرا ما تساءلتُ عن الدوافع الذاتية لذلك السلوك العدواني الغريب لدولة متخلفة ؛ بائسة ومن بلدان العالم الثالث ؛ او الرابع ؛ مع أن الله حباها بثروات طبيعية كثيرة تكفي لإطعام أفواه مواطنيها الجياع وستر عوراتهم. لكنني ؛ وأقولها بصدق ؛ قد أعياني التساؤل. فالمفكرون يعلمون بأن الدول الإستعمارية القوية إنما تندفع لإحتلال الدول الأخرى نتيجة لتراكم وتوحش رأس المال او تزايد ألأيدي العاملة العاطلة او تكدس السلع والبضائع او سواها. لكنها جميعا لا تنطبق على دولة (إيران). فحال حكامها ؛ إذاً ؛ لا يختلف عن حال تلك الخنفساء المغرورة.
ولم يبق أمامي سوى سبب ذاتي مهم يتجاوز طبيعة النظام السياسي في إيران وعقيدته الدينية وهيكليته الإقتصادية مرده إبتلاء هؤلاء الفرس الغلاة بـ (متلازمات - سندرومز) مرَضية عُصابية (سايكوباثية) ورثوها عن حكام الإمبراطوريتين (ألأخمينية) و(الساسانية). ومن أنواعها المعروفة : ( جنون العظمة) و(السادية) و(النرجسية) و(إنفصام الشخصية) و(عقدة الخوف والشك)....ألخ.
ومع كل تلك العلل فهم ينظرون إلى أنفسهم حكاما وقادة محنكين ومعصومين من الغلط والشطط . كما أحاط من كان رجل دين نفسه بهالة قدسية فصار (فقيها كبيرا) او (مرشدا أعلى) يستمد أوامره من الله او من (صاحب الزمان). وقد تتقدم أسماء بعضهم صفات فريدة وغريبة مثل (حجة الله البالغة) او (روح الله) او (حجة الإسلام) او (المرجع الأعلى) أو (قدس سره). ولم يكتفوا بذلك بل إعتمروا العمامة السوداء ليؤكدوا للناس ؛ إعتباطا ؛ بأنهم من سلالة (النبي محمد) ومن عترة (آل البيت) ؛ ومن غير دليل علمي. وجميعها براهين واضحة على إبتلائهم بتلك (المتلازمات) المرضية الخطيرة. حتى أمسى لقب ( (مقدس) او (سيّد) من ألألقاب العادية ؛ وأحيانا الهزلية .
أما أمُّ العقد طراً والتي تبدو لنا اليوم خافية او عصية على ألإدراك فتتلخص بكشف السر عن مصادر تلك القوة العاتية (إن وجدت) وعن المقومات الذاتية الفريدة التي إمتلكها هؤلاء المستبدون الجهلة والذين إتصف بعضهم بنزعة القتل والبطش وسفك الدماء حتى مكنتهم من كسب ود أو تحالف او حياد (الدول الغربية ألإستعمارية) ؛ ومن يسمونهم بـ (قوى الإستكبار العالمي) ؛ وعلى رأسها (الولايات المتحدة الأميركية) ؛ تحت غطاء من التمثيل والتمويه والنفاق والتقية. تلك الخصال التي مكنتهم من السيطرة على أربعة أقطار عربية وعلى بعض ألأحزاب والحركات العربية الإسلامية (الثورية) كـ (حماس) و (الجهاد) و(حزب الله) و(عصابات الحوثيين) و(العصابات الطائفية) في العراق وبشعارات طنانة هي والحقيقة على طرفي نقيض؛ وبشهادة نخبهم ومرتزقتهم أنفسهم . ثم توسع نشاطهم ألتخريبي إلى العبث بالسلم المجتمعي في العالم ؛ جهارا نهارا.
لكننا لو عدنا الى الوراء لنستقرئ التأريخ لما وجدنا لدى هؤلاء القوم غير ما يسئ الى العقل السليم والخلق السوي والعادات والتقاليد والقيم ألإنسانية الفاضلة. وهذه أمامنا ألأحداث والمشاهد والمراجع والمظان الموثقة التي تشير إلى ذلك ؛ وفي كل فصل فيها.
ولعل بواكير ظهور تلك الخصال السيئة كان ساعة سقطت (الإمبراطورية الساسانية) في حرب (القاسية ألأولى) ؛ حيث قتل قائدها (رستم) في معركة (المدائن) الشهيرة. تلك المعركة الفريدة إلتي حقق فيها جيش من البدو الحفاة وهم يحملون الى جانب سيوفهم ورماحهم زادهم من التمر القسْب وخبز الشعير؛ وربما بعض الجراد والضٌبّان !. بينما كان الجيش الفارسي وحيد زمانه من حيث التسلح والدروع والطعام. فقد كانت معجزة عسكرية بحق.
فقد خطط (حكام فارس) ؛ يومئذ ؛ وهم المهزمون ؛ للإنتقام وأخذ الثار من العرب المسلمين ؛ أمة وعقيدة وقادة ؛ وخصوصا الخليفة (عمر بن الخطاب). كما أضمروا الشر للدولة الجديدة وأن يجعلوا من (عقيدة الإسلام) مسخاً ومسرحاً للأساطير وللشعوذة وساحة للحركات والعروض البهلوانية المنفرة.
وكان اول ما قام به هؤلاء الغلاة الحاقدون إغتيال الخليفة (عمر الفاروق) بسيف أحد عملائهم المدسوسين (أبو لؤلؤة) حين إنتوى الحج الى بيت الله الحرام. وقد كرمته (السلطة) ببناء مزار فخم له في طهران وبأموال (عربية إسلامية) !. وكم كان الخليفة (عمر) صادقا يومها حين توجس منهم الشر فقال : (ليتَ بيننا وبين الفرسِ جبلاً من نار).
ثم توالت ألأفكار الإنتقامية التي توعدوا العرب وعقيدتهم بها والتي لا يمكن حصرها في مقالة عابرة. لكنني سوف أوردها بإختصار شديد وبنقاط متتابعة لعلها تساعد على فك بعض العقد والطلاسم للسلوك الردئ وألأفعال الشاذة لتلك الفئة العُصابية التي ظن الناس بأن التأريخ قد أهال التراب على جثامينها المتيبسة وإلى ألأبد. ذلك السلوك الذي كان وما يزال حتى الساعة صنعة متقنة لا يجاريهم أحد فيها:
1 . رأى هؤلاء القوم ؛ ومنذ إمبراطوريتهم الأولى ؛ بأن (الجنس) هو المفتاح السحري الذي يجعل من الإنسان العاتي طوع البنان. لذلك إتخذوا من مصاهرة صحابة المسلمين وأئمتهم وخلفائهم ؛ ومن زواج المتعة ومصاحبة القيان والإماء والسراري والغلمان ؛ وملاعبة الأطفال والعبث بهم ؛ نهجا إجتماعيا وسياسيا مألوفا. وبغية رفع منسوب المتعة وشبق الشهوة صنعوا المكيفات والمخدرات وروجوا لها ؛ حتى عرفوا بين عامة العراقيين بأصحاب (الپاپورْ) ؛ أي (غليون الحشيشة). ثم أضافوا إليها الملاهي وحانات القمار ومواخير الدعارة كما أظهرته قضية (الحاج حمزة الشمري) الشهيرة في بغداد حديثا. ولم تسلم الشعوب الإيرانية نفسها من تلك الآفات المدمرة. فإرضاء عقدهم وعُصابيتهم هو ألأولية القصوى والمقدَمة على مصلحة شعوبهم.
2 . إحتل المال الوفير والسايب درجة قصوى في التحكم بعملائهم الفاسدين. فصاروا يطلقون أيديهم لسرقة الملايين ؛ بل والمليارات ؛ من خزائن بلدانهم لقاء بقائهم تحت إمرتهم. ويحتل معظم حكام العراق وقياداته اليوم ؛ وهم من الصنائع والعبيد ؛ الموقع ألأول في الفساد وسرقة المال العام في العالم.
3 . وإستكمالا لما ورد في الفقرة ألأولى إنتهجوا طرقا وأساليب منهجية محكمة في تطبيق برامج مما يعرف عالميا بـ (عقيدة الصدمة) التي كتبت فيها العالمة ( نعومي كلاين) بحوثا مهمة. وألأصل فيها تقنية (غسل المخ) ؛ او في الأصح (تشكيل المخ). وذلك من خلال تغطية او تعطيل او مسح قاعدة الأفكار والبيانات ألأولى المخزونة في خلايا مخ الإنسان المستهدف ؛ أفرادا كانوا أو جماعات ؛ وإستبدالها بأفكار وعقائد دينية وسياسية وإجتماعية مشوشة ومشوهة. وفي غالب ألأحيان تكون في غاية الإجرام والفتك.
ويتم ذلك بإستعمال كافة وسائل الإعلام والدعاية الرقمية العصرية وإستخدام عملائهم المرتزقة ؛ وبخاصة (النخب المتعلمة). او بالحديث والدعوة المباشرة (الروزخونية). او بالإيحاء او التهديد والإبتزاز الخسيس. وأخيرا بإستعمال المخدرات والعقاقير الكيميائية المهلوسة. وألأمثلة على ذلك لا يسعها حصر سريع. ويكفي تدليلا على هذا ما قام به (المكلفون والأتباع والعملاء) في أعقاب إحتلال العراق عام 2003 وحتى اليوم بتفخيخ ألأفراد والممتلكات بالعبوات المتفجرة. وإغتيال ألأكاديميين والعلماء والطيارين والسياسيين. وإختطاف الناس وحجزهم بلا جريرة؛ رجالا ونساء وأطفالا. وتهجير الملايين من السكان الآمنين من بيوتهم. وتغيير المعالم التراثية والدينية في جميع المدن العراقية. وإغراق البلد بأكداس من الكتب والخطب التي تروج إلى ألأفكار الطائفية المقيتة.
ومن ألأمثلة الصارخة التي ينبغي ذكرها ما تمارسه (السلطات العُصابية الحاكمة) في بغداد اليوم من جرائم بشعة يشاهدها العالم بأسره من قتلٍ متعمدٍ للمتظاهرين العراقيين ألأبرياء العزل ؛ وإختطاف النشطاء والصحفيين وقتلهم لمجرد مطالبتهم بطرد المحتل وبوطن حر ومستقل. او بإبداء رأيهم بالسلطة الحاكمة الفاسدة كحق طبيعي مكفول.
ولابد أن اذكر ؛ وبألم ممض ؛ إلى أفعال لا أخلاقية وفي منتهى البشاعة مما لم يعرفه العراقيون طوال حياتنهم ؛ وهي قيام السلطات في بغداد والعصابات المسلحة التابعة لها ؛ بعد أن تشبعت بثقافة هؤلاء (الغلاة) الطغاة ؛ بإختطاف الفتيات المتظاهرات الطاهرات وإخفائهن وإيذائهن؛ وربما قتلهن. تلك ألأعمال الإجرامية الخسيسة التي لو حصلت في البلد قبل عدة عقود من السنين لإنتفضت كل خلية شريفة في أجساد العراقيين ولتحولت إلى نار جهم تحرِّق جميع هؤلاء الأسافل فتذرهم ذر الرماد. إنه عِرض العراقيين الذي قدمته مشاعرهم العربية ألأصيلة الموروثة على العقيدة وعلى الوطن.
كما ألفت النظر أيضا، وأنا في أشد حالات الغضب والحنق ؛ إلى (فديو) على (اليوتيوب) وهو يظهر للعالم قمة الخسة والسفالة. فقد طرحت عصابة من (القوات الحكومية) أحد المتظاهرين أرضا وإنهالوا عليه بالعصي والركل والرفس. وهنا صاح أحدهم : ( دعوني أغتصبه !؟) ؛ حيث قالها باللهجة العامية.
والمدهش أن تلك الأعمال الهمجية الساقطة قد حصلت أمام أعين المراجع والمؤسسات والحوزات الدينية ورؤساء العشائر والنقابات ولجان حقوق الإنسان وحكومات العالم العربي والإسلامي ومن غير أن تستنفر غيرتهم وحميتهم.
ومن فصول (عقيدة الصدمة) التي أصبح هؤلاء (الغلاة) أنفسهم من زبائنها ومرضاها لدى صانعي القرار فى الدول الغربية ؛ قيامهم بتشويه خصال الشعب العربي المسلم ومسخ عقيدته والحط من لغته العربية ؛ لغة القرآن ؛ وسرقة تأريخه وإصرارهم على الإنحراف بمذهب (آل البيت) وإرثهم ألأصيل وفقههم المعتبر الذي يقوم على ما جاء به الوحي الإلهي بكتابه المقدس والسنة النبوية الشريفة وفكر الإمام (علي) ألنيِّر ودروس أبنائه وأحفاده ألأئمة الصالحين ؛ وعلى رأسهم (ألإمام جعفر الصادق).
لقد إهتدى العراقيون بتلك القناديل المنيرة منذ بداية الرسالة المحمدية وحتى اللحظة. وتجلى بعض من ذلك في الإحتفالات الدينية الإجتماعية بذكرى إستشهاد (ألإمام الحسين) في معركة الطف. فقد إعتاد العراقيون بعامة والبغداديون بخاصة أيام العهد الملكي ؛ كمثال؛ الإتشاح بالسواد وإقامة مجالس العزاء والندوات الفكرية والتأريخية التي نظمتها النقابات المهنية وألأحزاب الوطنية والشعراء والمفكرون والكتاب الشيوعيون واليساريون والوطنيون الديمقراطيون والقوميون المتنورون لشرح أهداف ثورة (ألإمام الحسين) في العودة إلى نبع الإسلام الصحيح حيث الإيمان بالعقيدة وبالعدل والمساواة بين الجميع. وقد إجتذبت تلك ألأحاديث والدروس حشودا من الجماهير على تنوع طوائفهم ومذاهبهم ؛ إذ لا فرق بين (شيعي)! او (سني)!. كما حضرها مواطنون من غير المسلمين.
لكن هؤلاء (الساسان) وأذنابهم قد سعوا ؛ وبإصرار شديد ؛ لخطف الثورة الحسينية المباركة وجعلوا منها طقسا غريبا ونهجا خرافيا وتهريجيا مقيتا لا يمت إلى الإسلام الحنيف ولا إلى التقاليد العربية الإسلامية بصلة. فقد بدأوا بالأصول ؛ إذ قالوا (بالولاية التكوينية) للأئمة؛ أي من عند الله ؛ و(بالعصمة المطلقة) لهم ؛ خلافا لما ورد في القرآن. ثم منحوا بعض (الأئمة) أسماءً هي لله وحده. وأخصوهم بالمعجزات الخارقة كإحياء الموتى والعقاب في الدنيا (الشورة) والشفاعة والحساب في الآخرة ؛ تمهيدا لإدخالهم الى الجنة او النار. وكذلك العلم بالغيب والتحكم بحركة الشمس وبالزمن والطيران في الفضاء وغيرها كثير. ولم يكتفوا بذلك بل قالوا (بتحريف القرآن). وقد مكنتهم خلفياتهم المعرفية (الزارادشتية) و(المانوية) وطقوسهما الوثنية من إتقان تلك الأفعال التي ما نزال نشاهد كثيرا منها اليوم في الحياة اليومية للشعوب الإيرانية.
وقد إستنكر علماؤهم ومجتهدوهم الفضلاء من العرب أمثال (الوائلي) و(فضل الله) و(كاشف الغطاء) و(الخالصي) وغيرهم. ومن العجم (علي شريعتي) و(مرتضى مطهري) و(موسى الموسوي) تلك التحريفات والتخريفات وبرهنوا على أن الإسلام و(آل البيت) والعرب جميعا براء مما زعموا.
ثم ذهبوا بعيدا فأمعنوا في تشويه العقول العربية الإسلامية السوية وببيانات قاعدتها العقلية ؛ فقاموا بترويض الشبان اليافعين للقيام بما يفجر مكبوتاتهم العاطفية ويطلق طاقاتهم المتحفزة أثناء المشاركة في العروض والمسيرات (الدينية) البهلوانية. فها هو العالم يتفرج عليهم بذهول وهم يتنطعون ويتقافزون كالقرود وأجسادهم الغضة مكشوفة للمتفرجين وللمتفرجات. ثم يأخذون بضرب الصدور بالأكف والظهور بالسلاسل الحديد والرؤس بالسيوف (القامات). ولم يسلم حتى الأطفال الرضع من ذلك. او يزحفون على الأربع وهم يعوون كالكلاب ؛ او يتمرغون بالسخام والأطيان أمام الملأ ؛ إمعانا في النيل من سمعة العرب والمسلمين ؛ ومن (آل البيت) بخاصة. وليس من المدهش أن نرى بين هؤلا (العوام) اكادميين ومتعلمين ومثقفين. مما يؤكد على الدافع السياسي والولائي والمصلحي لدى هؤلاء (الغلاة).
ويتضح مما تقدم من سلوك عبثي ومن خلق ردئ قل نظيره بين ألأمم الحية ؛ أن أمثال تلك المجموعة المنحرفة ونظامها المتخلف لايمكن أن يجد له موطئ قدم في عالم اليوم. او أن يحظى بتأييد رجل عاقل واحد. لكن الواقع يشير بعكس ذلك. فأين يكمن السر في تلك التناقضات الغريبة الصارخة ؛ وفي عالم العقائد والأفكارالسياسية العصرية المتنورة !؟.
ومن التحليل الموضوعي لما يبدو للجميع تناقضا صارخا في سلوك وسياسات هؤلاء المنحرفين نستنتج بأنهم قد إستثمروا ؛ وبنجاح باهر؛ كثيرا مما ذكر سابقا من خصائص وإمكانيات ؛ وبخاصة (الفقرة الأولى) المتعلقة بـ (الجنس) وما يرتبط به من مال ومخدرات وسواها. فقد تحكموا في الماضي بمشاعر الخلفاء والأمراء والوزراء والقضاة والشعراء؛ حتى أمسوا إلعوبات بين أيديهم. وما تآمر (البرامكة) ببعيد عن أذهاننا. كما ساعدوا العصابات والعصاة وقطاع الطرق طوال التأريخ القديم والوسيط لإضعاف السلطة القائمة وتقويض المجتمع كحِراك العيارين والشطار والقرامطة والزنج وغيرهم. وقد سبقهم الخوارج في الثورة على (ألإمام علي). ولن ننسى تعاونهم مع الروم والبيزنطيين والإفرنج والمغول وألأتراك وغيرهم في إحتلال ديارنا ؛ في إطار كراهية هؤلاء للعرب وللمسلمين ؛ ومن خلال التحالفات السياسية والتجارية والمصلحية مما يعرفه حتى طلبة المدارس. وقد إستمر ذلك التحالف للتآمر حتى الوقت الراهن؛ لاسيما وأن الغاية واحدة. ومن يطالع ما كتبه المفكرون والإستراتيجيون اليمينيون في الغرب أمثال (برنارد لويس) و(هنري كيسينجر) و(بول ولفوفتز) عن الوسائل الكفيلة بتدمير العرب والمسلمين بالوسائل المعنوية والمادية لا يخامره شك في ذلك.
ومما ساعدهم في ذلك كراهية فئات من المسلمين الرجعيين لغير المسلمين ووصفهم بالكفار والمشركين. ولعب (المذهب الوهابي) المتخلف دورا بارزا في ذلك. ولا حاجة بنا لبذل أي جهد لإثبات ذلك الدور القبيح. فما قام به دعاة ذلك المذهب والعصابات الإرهابية المتأثرة به من أعمال تخريبية في الممتلكات العامة في العالم أجمع؛ وقتل ألأبرياء ؛ قد شوه صورة العرب والمسلمين ونفّر الناس منهم ومن ألإسلام. ومما يثير التساؤل أن السلطات في (الغرب) كانت وما تزال تكيل بمكيالين. فهي تجرم أصحاب (ألعقيدة الوهابية) المتحجرة لكنها تتغاضى عن جرائم (العقيدة الصفوية) ألأكثر تحجرا وإنحرافا عن الإسلام.
ثم جاءت (الثورة الإسلامية في إيران) عام 79 لتكمل تلك الصورة ؛ وبأسوأ معانيها. فقد فجرها (الخميني) الذي لم يكن مفكرا ولا قائدا سياسيا مدنيا معروفا ؛ بل محض رجل دين متزمت. وكانت شعاراته الرئيسة إسقاط نظام التبعية في إيران تحت حكم (الشاه) ومحاربة (قوى الإستكبار العالمي) وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية والدول الغربية الإستعمارية. ونشر أفكار (الثورة الإسلامية) في العالم بأسره ؛ وتحرير أرض فلسطين وهضبة (الجولان) ؛ ومزارع (شبعا). وقد مرت على تلك الوعود الجوفاء أربعون عاما وكل شئ هادئ على تلك الجبهات.
ومن فصول تلك اللعبة (الغربية) المريبة أن ينتقل (الخميني) ؛ وهو الخصم اللدود للغرب ؛ على متن طائرة من (باريس) إلى (طهران). وقيل حينها أن طائرات فرنسية كانت تحرسها ! ؛ ليتم إسقاط (الشاه) ؛ حليفهم المدني الديمقراطي؛ بمعايير ذلك الزمان؛ وإلقاء القبض عليه على نحو مهين. وقد عجز حتى عن إيجاد ملجأ له في دول العالم لولا عطف الرئيس (السادات) عليه. وهو الذي جعل من (إيران) دولة مدنية عصرية ومنفتحة ومن (طهران) باريس الشرق. وكان من المؤمل ان يتطور ذلك النظام ؛ على مساوئه السياسية الكثيرة ؛ إن إستمر على نهجه المدني الحديث ؛ او أعقبه نظام وطني ديمقراطي كنظام (مصدق) مثلا ؛ لصار إقتصاد إيران اليوم شبيها بإقتصاد (ماليزيا) أو (إندونيسيا) أو (تركيا). او مثل (سنغافورة) او (كوريا الجنوبية) او (الصين).
لكن ما حصل هو مجئ نظام لاهوتي طاغ ومنغلق على نفسه كالحلزون. نظام يحكمه الملالي ؛ وعلى رأسهم (الولي الفقيه) الذي يستمد تعاليمه وأوامره من (السماء) او من (صاحب الزمان) ؛ كما يزعم أصحابه. وقد تمكن من السيطرة على الشرق الأوسط بأسره وإقامة دولة دينية \ عسكرية لها جيشان كبيران؛ واحد نظامي وأخر مليشياوي ثوري. كما عاونه تقنيا على الإلتحاق بالناديين الصاروخي والنووي ومن أوسع ألأبواب. ثم شاركه فعليا بإنشاء (طريق الغاز) الفارسي الإستراتيجي (الهلال الشيعي !) الذي يمتد من الخليج وعبر (سوريا) و(العراق) الى (لبنان) حتى البحر ألأبيض المتوسط ؛ حيث مكامن الغاز الهائلة. وليصبح ذلك الطريق متمما لـ (طريق الحرير) الصيني. ولم يكفه ذلك بل إندفع هؤلاء (الساسان) للسيطرة على مقاليد (لبنان) ؛ هذا البلد المستقل الجميل ؛ ربيب (فرنسا) وحبيب (أميركا). فأنشأوا على أنقاضه (دولة ولاية الفقيه) ؛ وعطلوا جيشه ؛ وأجلسوا قادته التأريخيين في البيوت رغم أنوفهم ؛ حيث تتحكم بهم وبمقدرات البلد (مليشيا حزب الله) المدججة بالدبابات والطائرات المسيرة والصواريخ البالستية لإزالة إسرائيل من الوجود والتي عجزت عيون ألأقمار الصناعية عن رصدها !. ولم تتوقف مطامعهم في التوسع عند هذا الحد بل حركوا عملاءهم في كل من (البحرين) و(الكويت) و(السعودية) لتكدير حياة المواطنين فيها وطمعا في ثرواتها الغنية.
ثم تمادى ذلك النظام العاتي في مغامراته الخطيرة فسيطر على مضيق (هرمز) ووضع الملاحة تحت سطوته التامة. وقام بإحتجاز ناقلات النفط الغربية والعربية وهي بحراسة ألأساطيل الغربية. ثم ذهب الى (اليمن) للتحكم والسيطرة على مضيق (باب المندب) الإستراتيجي. كل ذلك و(الولايات المتحدة الأميركية) و(الدول الغربية) تتفرج على تلك ألأعمال العدوانية وكأن ألأمر لا يعنيها ولايمس مصالحها الحيوية. لكنها قامت في المقابل بشن الحرب على (العراق) ؛ البلد المستقل وذي التأريخ العريق ؛ بشبهة إمتلاكه للسلاح النووي حتى بعد أن برأته تقارير المفتشين الدوليين...!؟.
وهنا أتى النصر المبين الذي لم يكن في حسبان تلك (العصبة المريضة) أن يأتي يوما ما. فقد سلمتها (سلطات الإحتلال الأميركية) مفتاح (بغداد) على طبق من ذهب ؛ إعترافا بدورها التأريخي (البوليسي) الخطير. وما كان هذا ألأمر إعتباطا او عفويا قط. بل كان مخططا له بإحكام منذ إستحواذ (الخميني) على الحكم ؛ وربما قبله. فلو كانت غاية (ألأميركان) و(الغرب) إنسانية وشريفة في تغيير النظام العراقي المستبد بنظام مدني ؛ ديمقراطي وحر ؛ كما إدعت كذبا ؛ لإختارت حكاما من بين الألوف من العراقيين ألأكاديميين المستقلين والمتنورين ومن ذوي السمعة الخلقية الطيبة من داخل العراق أو من خارجه. بل وهناك على أراضيها العشرات منهم. حتى أنها لم تفكر بأصدقائها وحلفائها من بين هؤلاء أبدا. فما الذي حملها إذاً على إختيار أشخاص من الطائفيين والفاسدين والفاشلين المحسوبين على نظام ( محور الشر) سوى قناعتها بأن هؤلاء هم وحدهم من سيحمي مصالحها من ثورة الجماهير!؟. وهو ما حصل ويحصل اليوم فعلا. فقد جرت لقاآت ومفاوضات في كل من لندن وواشنطن وأربيل بين وكلاء من (الحكومة الأميركية) مع من يسمون يومها بـ (المعارضة). وكانوا خليطا من شتى الإتجاهات السياسية. وقد اصر من يوصفون اليوم بـ (بالمكوِّن الشيعي)! بأنهم أحق بتسلم الحكم الجديد بإعتبارهم يمثلون الأغلبية السكانية (المظلومة) عبر التأريخ.
ويؤكد الواقع التاريخي بأن الوصف المذكور وصف سياسي آيديولوجي صرف ومن صنع (الساسان) كما قلنا. وإن (ألإسلام الحنيف) ينكره جملة وتفصيلا. هذا ألإسلام القائم على الوحي الآلهي والسنة النبوية الشريفة ؛ وتحت مظلة العادات والتقاليد العربية الأصيلة. ألإسلام الذي رفع رايته عاليا (آل البيت) وأتباعهم وأنصارهم. فلو نظر أحدنا في عيون العرب المسلمين بكافة ؛ ومن المحيط إلى الخليج ؛ لشاهد وميض ذلك ألإيمان الإسلامي العلوي الحنيف يلمع حتى في ضوء النهار؛ وليؤكد بأن هؤلاء وحدهم هم (شيعة آل البيت). ومن حقهم حكم أنفسهم بأنفسهم ومقارعة المفسدين واللصوص والعملاء؛ وبناء دولتهم المدنية الدستورية العصرية لتسير جنبا إلى جنب مع الدول المتقدمة.
وينبغي التأكيد هنا ؛ وبعد أن إطلعنا على ألغايات والوسائل الخبيثة التي برع في إستنباطها هؤلاء (الساسان) التوسعيون وعبيدهم وأذنابهم ؛ بأن الجور والإستعباد لابد أن يفجر روح المقاومة على مختلف صنوفها لدى الشعوب المستعبدة. إنه القانون الطبيعي الأزلي الذي لا مرد له. وهو ما نشاهد اليوم من ثورات شعبية عارمة في كل من العراق ولبنان وسوريا. وحتى في أيران نفسها. وما إتهام (كبير القوم وأذنابه) لهؤلاء الشبان العاطلين الجياع بأنهم عملاء للأميركان ولإسرائيل سوى دليل مرضي على إستحكام (عقدة الشك – البرانويا) في نفوسهم. كما أن إنكارهم قول (ألإمام علي) : ( لو كان الفقر رجلا لقتلته) ليس أمرا غريبا. فهم قد فعلوا في فكر (ألإمام) وأقواله وشخصه ما لم يفعله سوى الزنادقة والكفار.
وها هم شبان العراق ألأبطال يضربون للعالم أجمع أروع الأمثلة في الكفاح السلمي المتواصل في مواجهة مختلف أصناف الأسلحة الحربية التي تستخدمها السلطة االسادية الفاسدة ومليشياتها المنفلتة ؛ وفي مقدمتها القنابل الصوتية والغازية الخانقة والمحرمة دوليا ؛ وكذلك الرصاص الحي. كما جندت (القناصة) من الخونة لتصويب فوهات بنادقها نحو رؤوس وصدور المتظاهرين. ولم يسلم من جريمتهم حتى الأطفال الصغار؛ ليتجاوز عدد الشهداء ألمئات والجرحى ألآلاف. وكلما أمعنت الحكومة في القتل والبطش وسفك الدماء إستعرت روح المقاومة لدى هؤلاء الأبطال الميامين الذين أظهروا حنكة ودهاء وبراعة في إستخدام طرق مبتكرة وغير مألوفة في الكفاح السلمي أبهرت العالم بأسره. هذا فضلا عن روح التضامن والتآخي والتراحم والتعاون فيما بينهم. إنهم إعجوبة النضالات والثورات بحق.
إنه لمما يلفت النظر ان نرى الحكومة الحالية والبرلمان وألأحزاب الدينية السياسية والمليشيات المسلحة مصرين على التمسك في الحكم حتى الهلاك ؛ بالرغم من فشلهم وفسادهم اللذين تجاوزا كل تصور؛ ومن إرتباطهم بالأجنبي. ويعلم رئيسها (المتعلم) بأن قيام أي مسؤول في الدول المحترمة بمجرد سهو سلوكي عابر او بخطأ إداري أو مالي بسيط لابد أن يؤدي إلى إستقالة الحكومة وإلى محاسبتها. وهو ما يضيف دليلا آخر على شدة تأثير (عقيدة الصدمة) بين من ذكرت من المؤسسات وتفشي ألأمراض العُصابية الإجرامية بينهم مما يستوجب شرعا وقانونا الإنتفاض عليهم والإمساك بهم قبل أن يهربوا ؛ وسوقهم الى القضاء لتعزيرهم والحجر الصحي عليهم إتقاء شرورهم وجرائمهم وخيانتهم للوطن وللعقيدة.
إن ما يعول عليه نظام الحكم ومؤسساته وأحزابه ونخبه المرتزقة هو المطاولة في البطش والقتل وإسالة الدماء عسى أن تفتر همة الثوار ومن ثم إنهيار مقاومتهم. وهو هدف وديدن جميع الحكام المستبدين وأذنابهم. لكن ألتأريخ قد أثبت لنا بأنهم جميعا قد تمت تصفيتهم وسحقهم تحت أقدام الشعوب المنتصرة ؛ ولتكون مصائرهم في مزبلة التأريخ.
وليعلم العراقيون بكافة ؛ والثوار الأبطال بخاصة ؛ بأنهم إنما يواجهون قوى إجرامية عاتية ؛ بدأ بكبيرهم الذي هناك وإنتهاء بصغيرهم الذي هنا. وليعلموا أيضا بأن هؤلاء لم ولن يؤمنوا بأن الله سوف يحاسبهم على جرائمهم. او أن (آل البيت) سيشفعون لهم. فإيمانهم ينحصر بالدنيا وبرذائلها وحسب. وما الشعارات الدينية والمذهبية الرنانة التي يتجارون بها سوى مخدرات وسموم قاتلة. لذلك ينبغي على الثوار الأبطال المضي في الكفاح بمختلف أشكاله وأدواته ؛ حتى يتمكن الشعب من الإقتصاص منهم مهما طال الزمن. وسوف يرون بأن هؤلاء الحكام ومليشياتهم ومرتزقتهم من النخب (المتعلمة !) هم أشبه بمسلسل أحجار (الدومينو) إذ سرعان ما ينهار بسقوط الحجر الساند.
إنه لمن المحزن والمقرف ان نرى هذا الصمت المطبق لإلوف المفكرين والكتاب العراقيين والعرب ؛ بإستثناء أفراد قلائل ؛ والصحافة الألكترونية والحكومات العربية وجامعتهم السادرة في خيبتها ؛ وهم يتفرجون على شباب العراق ولبنان كيف يتساقطون وكأنهم في حرب ضروس. وقد تغافل الجميع عن كونهم يدافعون عن مستقبل الأمة وكرامتها وسيادتها وأستقلالها.
والخلاصة ؛ فإن الخروج من المأزق الذي صنعه (حكام طهران) للعراق ولبقية الأقطار العربية أنما تقع مسؤوليته ألأولى على الحكام العرب أنفسهم. فلولا جبنهم وغباؤهم وضعف شخصياتهم وتبعيتهم المطلقة للأجنبي لما تجرأت عليهم (عصبة) رجعية عُصابية لاشبيه لها في التأريخ. فهي تلاعبهم كما يلاعب هرٌ جائع فأراً مذعورا. فمن يصدق أن دولة مثل (السعودية) قد صرفت على تدريب وتسليح جيشها أكثر من (ترليون دولار) في السنوات الأخيرة فقط ؛ لكنها تتصرف اليوم كما تتصرف دولة (بوركينا فاسو) !؟.
لقد كان من المرتجى ان يتمكن (العراق) من كبح جماح تلك (العصبة) المغرورة غرور (الخنفساء) من خلال تحريض الشعوب الإيرانية الحية عليها لتصفيتها ؛ بالعقل والحنكة والدهاء والمكر والسياسة والإعلام ؛ وأخيرا القوة المسلحة ؛ لولا تسلط (أفراد) على حكمه هم أقرب الى (الشقاوات) من رجال دولة. وكانت النتيجة هذه المآسي التي يتعرض لها اليوم الشبان الأبطال الميامين في كل من العراق ولبنان وسوريا واليمن وليبيا.
وأخيراً ؛ فإن الحل النهائي وربما ألأوحد ؛ يتلخص في (تدبير) التغيير الجذري في نظم الحكم في البلدان العربية الغنية بمواردها الطبيعية وبأموالها الهائلة ؛ وجعلها في معادلة فرض الإحترام والتقدير والهيبة ؛ وبإدخال الخوف على قلوب حكام الدول الكبرى الذين ما إكترثوا يوما لسواه قط.
وليعلم العرب الفطريون السذج بأن (السِّرِنج والنفط الأبيض) لم يعودا سلاحا للقضاء على (حشرة الأرضة) الخطيرة ؛ واحدة فواحدة. إذ لابد من حرق الخلية بذكورها وعاملاتها....وملكتها.
* أكاديمي عراقي مغترب
الگاردينيا: أهلا وسهلاً بالأستاذ الدكتور مجيد القيسي في حدائقنا.. نورتم حدائق الگاردينيا دكتورنا الغالي ، نتمنى أن نراكم دوما فوجودكم يعني الكثير يا أستاذ..
758 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع