محمد حسين الداغستاني
حول ثورة الجياع والمحرومين ثانية ! لكي تحقق الثورة الشبابية أهدافها النبيلة ؟
يثق الكثيرون بأن تغيير النظام السياسي في العراق حالياًً شبه مستحيل ، لأنه محمي بموجب مشروع ومخطط شيطاني ودولي استراتيجي محكم ، فالموضوع شائك ومعقد وفيه تفاصيل واجتهادات متباينة وملخصها أن تضعيف أو تدمير العراق هدف يؤمن الأمان للكيان الصهيوني ويضمن تدفق النفط الى الغرب كما ويوفر تدفق الثروات الوطنية الي الخارج بطرق غير مشروعة وأن من أدوات تحقيق هذا الهدف تنصيب حكومات شكلية على رقاب العراقيين أغلب رموزها من أعضاء المافيات وشبكات تبييض الأموال والسراق واللصوص وخريجي السجون ومن حملة الجنسيات المزدوجة تحت يافطة الديمقراطية التي هي الأخرى مستوردة ولا صلة لها بالديمقراطية كما يعرفها العالم المتحضر .
والذي يمزق الفؤاد كمداًً وحزناًً ازدياد وتتابع قوافل الشهداء الشباب الذين سقطوا ويسقطون يومياََ برصاص الملثمين المعروفين والمجهولين وبفعل القنابل والغازات المسيلة للدموع والرصاص المطاطي وهراوات القوى المسلحة والعصابات التي تصول وتجول في ميادين التظاهرات دون رادع او وجل !!
لا شك ان ثورة الشباب ثورة نقية ونزيهة وسلمية وهي وليدة معاناتهم الأليمة عبر السنوات الماضية وكانت اَي الثورة كالجمرة الغافية تحت الرماد فحالماً وجدت من نفخ فيها فإذا بها تتحول الى بركان بل الى سيل غاضب هائل إكتسح الخوف والتحسب والرضوخ للظلم والتعسف والاضطهاد وفرض سياسة التمايز الطائفي ونظام المحاصصة التي تمنح الاحزاب، كل العراق، وتحرم بقية العراقيين - وهم الأكثرية - من كل العراق !
إن هذا الانفجار الشعبي المدوي الذي يعصف بأركان النظام الحالي في أقسى المراحل التأريخية التي مرت بالعراق سوف يفرز في النهاية دون أدنى ريب واقعا َ جديداََ حتى ولو شكلاََ يتم في ظله الاطاحة بالحكومة الحالية و تنصيب حكومة جديدة تلتزم بحزَم من الوعود الوردية وقد تباشر بتحقيق بعضها لإمتصاص النقمة الشعبية لكن هل تتحقق المطاليب الإستراتيجية للمتظاهرين وفي المقدمة منها تعديل الدستور ووقف التدخلات الأجنبية في الشؤون الداخلية للبلاد والغاء نظام المحاصصة ومحاكمة الفاسدين وسراق قوت الشعب على إمتداد ١٦ سنة وضمان إستقلالية القضاء وتوفير السكن وفرص العمل لجيوش العاطلين و غيرها ؟
علينا الإقرار بحقيقة لا غبار عليها تقول أن الأجنبي ( مهما كانت صفته) موجود في اتون هذا الانفجار الكبير وانه يعمل بخبث ودهاء على ركوب موجة الثورة الصاخبة وأنه يمتلك أصابعاََ قوية تمتد وتعمل في الخفاء لتحريف مسارها لحماية مكاسبه الإستراتيجية والتي يستحيل تنازله عنها مهما كلف الأمر وأنه مع غرمائه سيحول العراق لو اقتضى الأمر الي جغرافية صراع دموي هائل يدفع شعب العراق وبالخاصة شبابه الثمن الباهض.
لذا فإن الحذر واجب .. وإن المواصلة والنفس الطويل والتضحيات مطلوبة وإن الحرص على التدويل من خلال الأمم المتحدة ضرورة قصوى لحماية المكتسبات التي حققها شباب الوطن البواسل. وعلينا أيضاََ ان نتعلم الدرس من هذا الاختبار القاسي وأن لا نعيد ممارسة الأخطاء الفادحة التي قادنا البعض إليها بدواع ٍ مختلفة ك- (الخراف) إلى صناديق الاقتراع لننصب بأنفسنا طغمة فاسدة أحرقت أخضرنا قبل يابسنا، بل وعملنا على أن تكون لهذه الطغمة التي استغلت مشاعرنا ومقدساتنا الدينية والطائفية القدرة على تنفيذ سياساتها طيلة سنوات الشقاء الماضية سواءََ برضانا أو بسكوتنا.
2993 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع