العراق في الرد الشامل ٢٢- ٩- ١٩٨٠

                                                 

                         د.علوان العبوسي


                     العراق في الرد الشامل
                       22/9/1980

       

تحية طيبة ...تمر علينا اليوم الذكرى 39 لمناسبة الرد العراقي المسلح الشامل ضد إيران بعد ان استنفذت كافة السبل السياسية والدبلوماسية والتحذيرية التي اتخذها العراق دفعاً للمواجهة العسكرية مع نظام الملالي بعد الثورة الإيرانية البائسة في شباط / فبراير 1979 ، اعتقد لزاما علينا استذكار هذه المناسبة لأجيالنا الواعدة كي تفهم الحقيقة دون بكامل ابعادها وليس كما يصورها لهم أعوان الدجل والشعوذة وكبيرهم الذي علمهم السحر 

كما اجد لا ضير من التكرار في هذا الشأن في الأمور التي حدثت قبل هذا اليوم
هكذا كانت البداية

تدخل القوة الجوية الإيرانية للفترة 7 – 22 ايلول 1980 .كان تدخل القوة الجوية الايرانية سافراً قبل و بعد استعادة القوات البرية العراقية للمخافر الحدودية العراقية حيث بدأت عملياتها المتمثلة بالقصف الشديد للقوات العراقية والمناطق الآهلة بالسكان المشار اليها آنفاً منذ 4 /9 /1980 وحتى 22 /9/1980 مسببه خسائر في الارواح والممتلكات وقد بلغ معدل الطلعات اليومية حوالي 20 طلعة قتالية مستخدمه طائرات ف/4 وف/5 اضافة الى الطائرات السمتية وقد تم اسقاط احداها يوم 7 /9/1980 نوع ف/5 ،وأسر قائدها الملازم الاول الطيار حسين لشكري ، بواسطة طائرة الميج 21 من السرب التاسع اسقطها الرائد الطيار كمال عبد الستار البرزنجي كما اسقطت طائرة عراقية نوع سوخوي 22 يوم 14/9/1980من السرب 44 يقودها النقيب الطيار نوبار عبد الحميد الحمداني عندما كانت مكلفة بواجب استطلاع مسلح لرصد المدفعية الثقيلة التي كانت تقصف المدن والقرى الحدودية بقاطع سربيل زهاب ، في الحقيقة منذ الثورة الايرانية في شباط 1979 كان تدخل القوة الجوية الايرانية كثيف و غير مقبول ولم تعتد عليه القيادة السياسية العراقية في عهد النظام السابق رغم الفتور السياسي ما بين الدولتين حيث لم يأخذ طابع المواجهة العسكرية والتدخل السافر في الشأن الداخلي للعراق ، . لقد اعطت هذه التدخلات السريعة للقوة الجوية الايرانية دلائل واضحة للقيادة السياسية العراقية وقيادة القوة الجوية والدفاع الجوي بما لأتقبل الشك بكفاءة القوة الجوية الايرانية ومنظومة دفاعها الجوي ونواياها المبيته تجاه العراق حيث اخذ هذا المبدأ بنظر الاعتبار عند أتخاذ قرار الحرب و التخطيط لاستخدام القوة الجوية والدفاع الجوي العراقي لاحقاً .

في صباح يوم 7/9/1980 استدعت وزارة الخارجية العراقية القائم بالأعمال الإيراني في بغداد، وسلمته مذكرة حول استمرار تجاوزات القوات الإيرانية خارج خطوط الحدود الدولية، ومطالبته بردود فعل عملية من إيران، وبالنظر لتسارع الأحداث وعدم اتخاذ أي فعل رسمي أو عملي لطلب العراق هذا، وفي الساعة 1500 من يوم 7 أيلول 1980 قامت قواتنا المسلحة بعملية عسكرية لتحرير الأراضـي العراقية المستولى عليها من قبل إيران، وتمكّنت من استعادة (زين القوس، والشكرة، وبير علي، وسـربنت)، وفي قاطع سـيف سعد شـرعت القوات المسلحة في صباح يوم 10 أيلول 1980 بتحرير واستعادة مخفري هيلة وماي خضـر، وفي يوم 16 أيلول 1980 حررت مخافر (الطاووس، والرشـيدة، والسفرية القديم والجديد) في نفس القاطع، وفي يوم 17 أيلول 1980 باشـرت القوات العراقية بالتقدم نحو مخفري (شور شـيرين، وهنجيرة) في قاطع مندلي، وتمكّنت من رفع العلم العراقي عليها، أما عمليات القوة الجوية، فاقتصـرت على مجال الاستطلاع الجوي غير المسلح، قامت بها أسراب جناح طيران قاعدة الحرية الجوية تحسباً لأية ردود فعل إيرانية تجاه قواتنا المسلحة.
في 17 أيلول 1980 قرر مجلس قيادة الثورة إلغاء اتفاقية الجزائر لعام 1975 وإعادة السـيادة الكاملة على شط العرب. وذلك لإخلال الحكومة الإيرانية بالاتفاقية والبروتوكولات الملحقة بها، واعتبر ما تقوم به إيران بحد ذاته انتهاكاً لهذه الاتفاقية، واعتبار إيران هي من ألغتها أولاً لهذا السبب.
الخيار الانسب المتاح لقيادة القوة الجوية والدفاع الجوي . بتصاعد المواقف السياسية بين العراق وايران وقيامها مؤخراً بغلق الاجواء والمياه الاقليمية والتهديد بأسقاط النظام وتصدير الثورة، بات واضحاً لدى القيادة العراقية ان الحرب واقعه لا محال وهناك احتمال تأكد لدى قيادة القوة الجوية والدفاع الجوي العراقية واحتمال ( قيام ايران باستخدام قوتها الجوية المتفوقة بشل القوة الجوية العراقية والاهداف الحيوية الاخرى) عندها سيفرض واقعاً يزيد من تهديداتها الاخيرة التي طالت المدن والقرى القريبة من حدودها الى احتلال اجزاء مهمة اخرى من العراق .لقد كان الخيار الانسب والاسرع والاكثر تأثيرا لدى القوة الجوية العراقية بإمكاناتها المتاحة هو محاولة شل القوة الجوية الايرانية باي ثمن والعمل على تحقيق المباغتة الاستراتيجية للحد من تأثيرها المحتمل تجاه القوة الجوية العراقية والاهداف الحيوية وعمليات القوات البرية بعد رفع كفاءة طياريها ونسب صلاحية طائراتها بمعدلات عالية وبأسرع ما يمكن .

الفكرة العامة لاستخدام القوة الجوية والدفاع الجوي في العملية الهجومية الاستراتيجية
بعد تصاعد الاستفزازات الايرانية وظهور دلائل تشير الى احتمال قيام إيران بشن عدوان واسع على العراق تم المباشرة بأعداد خطة استخدام القوة الجوية والدفاع الجوي لمجابهة التهديدات الجوية الايرانية جاء في غايتها ( تحييد القوة الجوية الايرانية والحصول على موقف جوي ملائم) وعليه تم بناء خطة استخدام القوة الجوية والدفاع الجوي في العملية الهجومية الاستراتيجية بهدف شل / تدمير القوات الجوية الايرانية وتهيئة الموقف الجوي الملائم للحد من تأثيرها تجاه عمليات القوات البرية العراقية اثناء تقدمها في العمق الايراني لتحقيق الهدف السياسي العسكري و هزيمة القوات الايرانية المتواجدة على الحدود المشتركة واستعادة شط العرب وفرض امر واقع على نظام خميني بعدم التدخل في الشأن العراقي . وقد وضعت قيادة القوة الجوية والدفاع الجوي العراقية خطة استخدامها وفق ما متوفر من معلومات وبيانات عن القوة الجوية والدفاع الجوي الايراني آنذاك ، و تبين لها عند موازنة النتائج بين الدفاع والهجوم، فيما لو قامت إيران بالتعرض الجوي فذلك سيشل قدرات سلاحها الجوي ويجعله غير قادر على القيام بمهامها اللاحقة ، لذا تقرر سبق إيران بتعرض جوي شامل يستهدف القواعد الجوية والمطارات الرئيسة والدفاعات الجوية للحصول على موقف جوي ملائم وادامته مع الاحتفاظ باحتياط استراتيجي من الطائرات يستخدم لأغراض الدفاع الجوي
الاهداف الايرانية المثبتة في خطة قيادة القوة الجوية العراقية . الاهداف الحيوية الممثلة بطائرات القتال التعرضية والدفاعية المتمركزة في القواعد الجوية والمطارات الثانوية الايرانية التالية:-
( قاعدة مهر آباد في طهران / قاعدة خاتمي في اصفهان / قاعدة وحدتي في ديزفول / مطار الأمدية او اغاجاري / قاعدة شيراز / قاعدة شاهر وخي / قاعدة بوشهر /قاعدة تبريز /قاعدة كرمنشاه /مطار همدان /مطار الرضائية /مطار سقز /مطار سنندج /مطار شاه آباد /مطار الاحواز /رادار دهلران /رادار ودفاعات كرمنشاه / رادار ودفاعات ديزفول ) .

زخم الهجوم المخصص في خطة قيادة القوة الجوية العراقية ضد الاهداف الايرانية
خصص للضربة الجوية الشاملة الاولى الجهد الجوي الاتي ( قاعدة مهر آباد . 4طائرة تي يو/22 من السرب/ 36 في قاعدة تموز الجوية ، قاعدة خاتمي في اصفهان 4 طائرة تي يو/16 من السرب/ 10 في قاعدة تموز الجوية ، قاعدة وحدتي - ديزفول - 4 طائرة ميج/ 23-B من السرب/ 29 في قاعدة ابي عبيدة الجوية ، قاعدة الاوميدية -اغا جاري - 8 طائرة ميج/ 23 - B من السرب/ 49 في قاعدة تموز الجوية ، قاعدة شيراز 2 طائرة تي يو/22من السرب 36 في قاعدة تموز الجوية ، قاعدة شاهروخي 12 طائرة سوخوي/ 22 من السرب الاول والسرب/ 44 في قاعدة الحرية الجوية و 6 طائرة ميج/ 23 B من السرب/59 في قاعدة ابي عبيدة الجوية ، قاعدة بوشهر 12 طائرة سوخوي/ 22 من السرب 109 في قاعدة الوحدة الجوية ، قاعدة تبريز 16 طائرة سوخوي/ 22 من السرب الخامس في قاعدة فرناس الجوية ، قاعدة كرمنشاه 12 طائرة ميج/ 23 MS من السرب 39 من قاعدة تموز الجوية ، مطار همدان 4 طائرة سوخوي/ 22 من السرب الاول في قاعدة الحرية الجوية ،مطار الرضائية 8 طائرة ميج/ 21 من السرب 11 في قاعدة فرناس الجوية ، مطار سقز 8 طائرة ميج/ 21 من السرب 47 في قاعدة الحرية الجوية ،مطار سنندج 6 طائرة ميج/ 21 من السرب 47 في قاعدة الحرية الجوية ، مطار شاه آباد 8 طائرة ميج/ 21 من السرب 17 في قاعدة ابي عبيدة الجوية ،مطار الاحواز 4 طائرة ميج/ 23 B من السرب 49 و 4 طائره ميج/ 21 من السرب 14 في قاعدة على الجوية ،رادار دهلران 2 طائره سوخوي/ 7 من السرب 8 في قاعدة ابي عبيدة الجوية .رادار كرمنشاه 2 طائرة سوخوي/ 7 من السرب 8 في قاعدة ابي عبيدة الجوية ، رادار دفاعات ديزفول . 4طائرة سوخوي/ 7 من السرب 8 في قاعدة ابي عبيدة الجوية.
موجز للعمليات البرية العراقية لحين تحقيق الهدف القومي (22- 28 /9/1980)
كان تخطيط القيادة العراقية للحرب مع ايران بانها ستكون حرب خاطفة قصيرة تحقق اهدافها خلال 6 – 8 أسابيع ، ابتدأت الحرب في الساعة 1200 يوم 22/9/1980 بعد عبور الطائرات العراقية خط الحدود العراقية الإيرانية وكما يلي:
أ . شن الفيلق الثاني في القاطع الاوسط بقيادة الفريق الركن عبد اللطيف الحديثي هجومه بأربع فرق ( 4 /6 / 8 /12 ) على المحاور التالية :-
• محور خانقين – المنذرية - الحدود الدولية – قصر شيرين –سربيل زهاب.
• محور خانقين- جبل بقجه- نفط خانه- الحدود الدولية - نفط شاه- سومار- كيلان غرب.
• محور خانقين- زين القوس- الحدود الدولية-جاي حمام-كولينا-أمام حسن-كيلان غرب .
• محور الكوت – بدره- الحدود الدولية –مهران.

ب. شن الفيلق الثالث بقيادة الفريق الركن أسماعيل تائه النعيمي في القاطع الجنوبي هجومه في نفس التوقيت أنفاً بخمس فرق (1 /3 / 5 / 9 / 10 )على المحاور التأليه :-
• محور العمارة –الفكة - الحدود الدولية - نهر دويريج- الرقابية- عين الخوش- جنانه- الشوش- ديزفول- الدوسك- جنانه- الشوش.
• محور العمارة- الشيب-هور الحويزة- الحدود الدولية - الخفاجية- نهر الكرخة.
• محور البصرة- غزيل- الحدود الدولية- مفرق باسم - معسكر حميد-الاحواز.
• محور البصرة – الشلامجة - الحدود الدولية - المحمرة- خوزستان- نهر الكارون- مسجد سليمان .
• محور البصرة-عتبة- الشلامجة- المحمرة- نهر كأرون- ترعة بهمشير- عبادان.
ج. أدخل الفيلق الاول بقيادة اللواء الركن نعمه فارس المحياوي في القاطع الشمالي بالإنذار مدافعاً بثلاث فرق (2 /7 /فرقة شرطة الحدود) لمواجهة اي مفاجآت محتملة .
حتى يوم 28 ايلول (سبتمبر)1980تمكنت القوات البرية بأسناد جوي مكثف تحقيق اهدافها.
احتلال المحمرة ( خور مشهر) . بعد صدور امر الرئيس صدام حسين المشار اليه آنفاً بتوقف القتال اعتباراً من الساعة (0000) يوم28- 29 /9/1980 ولكن ايران كعادتها رفضت هذا الامر وعليه استأنفت الفرقة المدرعة /3 من الفيلق الثالث تقدمها واحتلت المحمرة يوم 1/10/1980 ، وكذلك استمرت القوة الجوية بأعمالها القتالية في العمق الإيراني.
لقد حققت القوة الجوية في ضربتها الشاملة الأولى أهدافها بشكل دقيق بحيث حجم تدخل القوة الجوية الإيرانية في عملياتنا البرية لحين تحقيق الهدف القومي من الحرب، ثم تلتها الضربة الجوية الشاملة الثانية لنفس الأهداف ولكن بعدد طائرات اقل ومن بعدها استمرت قوتنا الجوية بضربات منفصلة بأعداد محدودة من الطائرات .

     

   

             

     تفاصيل الضربة الجوية يوم 22 / 9 / 1980

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

855 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع