هناء الداغستاني
خرجت من البيت والدموع تترقرق في عينيها بعد مشادة كلامية بينها وبين اولادها حول نيتهم بيع البيت الذي يسكنون فيه وشراء شقة في منطقة افضل حيث اصرت على الممانعة لتمسكها به وتعلقها بكل ركن فيه مع اصرار اولادها على البيع..
وتألمت عندما ارتفع صوت احدهم معبرا عن غضبه من موقفها قائلا انها لاتحبهم ولا تريد الخير لهم فدخلت غرفتها محاولة ضبط النفس باحثة عن الهدوء ولكنها لم تستطع فغيرت ملابسها وانسلت خارجة الى المتنزه القريب كي تنشد الراحة وتوقف دموعا ابت الا ان تنهمر ما ادى الى غشاوة في عينيها ووقوعها على الارض حيث سمعت صوت رجل يقول..اسم الله..اسم الله..وسألها وهو يمد يده اليها..هل انت بخير ارجوك خذي يدي لتساعدك على الوقوف فاجابته وهي تعطيه يدها اسفة اتعبتك معي ويبدو ان توازني اختل قليلا ورفعت رأسها لتشكره ففغر فاها ما ان نظرت اليه لتصرخ انت وليدقق هو فيها ليقول بفرح انت..كيف حالك؟اشتقت اليك..ارجوك تعالي لنجلس واخذها وجلسا معا في الكافيتيريا وهي تنظر اليه بنظرة حزن وعتاب وتساؤل..عشرون عاما وانا اسأل لماذا تركتني من دون ان تخبرني وما هي الاسباب التي دعتك لذلك بعد علاقة استمرت ثلاثة اعوام كنا لانفارق بعضنا البعض تعاهدنا خلالها على الزواج بعد ان ترتب امورك وصدقتك ووثقت بك ولم افكر لحظة بانك ستغدر وتهرب وتتركني لالسنة الناس وهي تنهشني واتذكر مرة كيف تفاديت رؤيتي عندما رأيتك مع امرأة كانت تجلس بقربك في سيارتك وعندما سألتك قلت لي انها ابنة خالي..هل تذكر..هل تذكر ولكني مع الاسف عرفت بعدها انها كانت خطيبتك عندما رأيت صورك معها عند صديقك..هل تذكر عندما قلت لي انك ستسافر ايفاد لمدة اسبوع وقلت لي ان شاء الله سنتزوج بعد ان اعود وفرحت انا وانتظرت اسبوع واسيوعين وشهر عندها قلقت عليك فذهبت الى صديقك لاسأله عنك فبلغني وهو يتلعثم انك تزوجت وسافرت لاكمال دراستك وستغيب اربع سنوات فذهلت متساءلة بتعجب تزوج واخذ زوجته معه وسافر لاكمال دراسته..كيف وهو لم يخبرني بذلك ابدا رغم علاقتنا الوثيقة وحاولت ان اتمالك نفسي من هول الصدمة بعد ان شعرت ان الدنيا تدور بي وعدت الى البيت وانا تائهة لااعرف ماذا اقول لامي ولكل الذين كانوا يباركون علاقتنا الطاهرة وانكفأت على نفسي متهربة من نظراتهم قبل كلامهم وكنت لااريد ان اعرف الا شيئا واحدا لماذا فعلت هذا وانا التي احببتك؟لماذا غدرت بي؟وما هي الاسباب القوية التي جعلتك تهرب؟ فاجبني الان فنظر اليها وحاول ان يمسك يدها فسحبتها بقوة قائلة اخبرني فقال لها بصراحة لقد ضعفت امام امي التي عندما اخبرتها عنك فرحت في بادىء الامر ولكن بعد ايام اخبرتني انها سألت عنك وعرفت انك ابنة المرأة التي احبها ابي سابقا واراد الزواج منها لكنها رفضته وخافت ان يفعل ذلك مرة ثانية بعد ان عرف انها اصبحت ارملة وهي مازالت ضغيرة وجميلة فارعدت وازبدت فلم استطع ان اخالفها في ذات الوقت لم استطع اخبارك ورضيت بالمرأة التي اختارتها لي والتي اتعبتني وجعلت حياتي جحيما فطلقتها غير آسف وعدت للبحث عنك فعرفت انك تزوجت فكرهت الدنيا بما فيها فارجوك سامحيني واغفري لي..هههههههه اضحكتني والله اسامحك..اغفر لك على ماذا على الغدر والكذب والهرب على..العذر اكبر من الذنب..لو كان هذا صحيحا كنت دافعت عن علاقتنا لانك كنت تعرف ان امي تقدم لها الكثير ورفضتهم باصرار الام المحبة لاولادها والراعية لمصلحتهم ووقفت الى جانبي وتحدت معي الالم ولن انسى كلامها الذي قالته لي الرجل موقف ومن تخلى عنك اليوم من دون سبب فانه سيتخلى عنك حتى لوشعلت له العشرة شمع فيما لو كنت تزوجت به لانه رجل ليس له مبادىء او قيم وهذا ما جعلني اسمو على جرحي وعدت للحياة بقوة ونجحت وتزوجت رجلا رائعا غمرني بالحب والحنان وزرع لي الامان وعشت معه اجمل ايام حياتي ولكن لم تدم سعادتي حيث توفاه الله بعد خمسة عسر عاما تاركا لي ثلاثة اولاد هم عندي الدنيا بما فيها ورفضت الكثيرين الذين تقدموا طلبا للزواج مني عشقا لذكراه العطرة وحرصا مني على سعادة اولادي..اشبه امي اليس كذلك؟وهنا اريد ان اسألك هل كنت تظن اني ساكون تحت رهن اشارتك تذهب متى تشاء وتعود متى مااحببت على مزاجك يعني.. وهل كنت تتوقع اني سارحب بك وانت الذي خذلتني وبلؤم بشخصيتك المهزوزة والاهم من هذا كله كيف كنت ستقنع والدتك اذا كان ما قلته عنها صحيحا وبصراحة شديدة لااعرف ماذا اقول ولكن انا سعيدة جدا فلولا الذي فعلته ما كنت التقيت بتؤام روحي الذي تغار منه الرجولة واحمد الله ليل نهار على اني كنت زوجته وما ازال وانت تعرف كم هو الفرق بين الثرى والثريا وهمت بالوقوف لترى اولادها وهم يقتربون منها ليقبلوا رأسها ويديها ويعتذرون منها واخذوها وهو يحيطون بها وساروا في طريقهم الى البيت عندها استدرك احد اولادها متسائلا امي من ذاك الذي كان جالسا معك فتنفست بعمق مستذكرة ..من من؟ذاك..انه نكرة.
838 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع