مصطفى محمد غريب
امرأة العصافير
قرب الجدولْ
بمحاذاة الحيطان الطينية
والشوح الباسق أظلالاً من عليين
امرأةٌ في العقد الرابع
سمراء بلون الحنطة السحري
شفتان بلون اللوز الناضج
ويدان تهفان كريش البط البري
تغرف ماءً
تغرفُ من ريحِ البستان
وعلى مهلٍ، تحدق في الماء الجاري من نبع جبلي
فترى صورتها
ترقص في موجات الماء
تنزع شالاً
يبدو الشعر المتسرب كاللص الهارب من سجنه
فوق الصدر النابض بالموسيقى الفطريةْ
وتمد يديها فوق الرمان الناضج
فتحس بطعم الرمان الحلو الحامض
تتنهد في حسرة
فهيَ العصفورةُ، عصفورة لا عصفور لها..
الماضي يمضي في حلم شراع ابيض
كانت تحلم بالصالح يمشي فوق الماء
وتراه السر الحلم دعاء
كان الهارب من عسس الحزب المعقوف..
وعصافيرٌ تخرق صمت البستان
والريح تسابق أمواج الماء
كيف عصافير الدوري، تتقافزقرب الجدول
والأرض الحبلى بالأزهار البرية
يسرقها الغول الرابض عند جدار الوهم الإنساني..
المرأة ما كانت أنثى تسترزق فحلاً
تغسل رمان الصدر النابض بالحسرة
الطلسم الأسطورة عش عصافير الصفصاف
أهٍ يا جدول من همسٍ رقراق
كنْ أماً لعصافير بلادي الحلوات
وارحمْ أعشاش الغربة في الغربة
واخرج من جب النسيان
وَتَسَلّق ذكرى باتت تتوسد أحضان التين البري في القرية الكرديةْ
القرية مبنية بالكبريت وزيت الخردلْ
...............................
...............................
يا امرأة الوطن المنهوب
الوطن الجالس في بركة من نار
حشرجة من أنفاس بشرية
تسمع من كل مكان
زقزقة من نجوى فوق الأشجار
وحريق من ضيقٍ وبشير
ينذر بالفاجعة الكبرى..
كل عصافير الدنيا تبحث عن امرأةٍ تغسل ثدييها في بول بعير
لتبوس القدمين
والجدول مسلوب النبع يخاف الإفلاس
وتخاف المرأة شدّ الأنفاس
14 / 7 / 2019
800 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع