صديق المجلة
عشرة سنوات عجاف تنتهي بحرب اخرى..الم يحن الوقت لوقفه وطنيه جاده ؟
قبل ايام قليله نكون قد اجتزنا عشرة سنوات على الغزو الامريكي القبيح واستقبلنا العام الحادي عشر وليس هناك بصيص أمل الى نهاية هذه المعاناة المستمره والغمامه التي لاتزال تقبع فوق رؤوس العراقيين وتحت يافطات وشعارات متعدده ومتنوعه منها دينيه ومنها ليبراليه واخرى خارجيه ولايزال الطريق امامنا غير واضح المعالم وليس هناك من ضوء في نهاية النفق وقد كتب علينا منذ نصف قرن ونحن نبحث عن هذا الضوء الذي يبدو انه غير موجود اصلا الا في مخيلة البعض منا الذين لايزالون يتشبثون بالوطن والامل في ان يكون وطنا للجميع ينعم فيه المواطن بالحريه والكرامه والاحترام وننتهي من عمليه التجارب التي كلما دخلت امة’ لعنت اختها والكل كان مجرما وعميلا والموجود هو الوطني الشريف وانه سيبدأ من الصفر ويعود بنا عشرات السنين الى الخلف ونعود الى مختبر التجارب مثل فئران المختبر لانه يحمل تجربه فريده ونوعيه على الورق او في مخيلته استقاها من حزبه او مذهبه او عشيرته او قوميته او اسياده الذين جندوه وهكذا علينا ان نخوض تجربه جديده كل بضعة اعوام وياليتها تجارب ناجحه بقدر ماهي تكريس للفشل واعادتنا الى الوراء سنين كافحنا ان نتجاوزها ولكن هيهات .
ولابد لنا اليوم من وقفه وطنيه جاده وشريفه بعيده عن الطائفه والقوميه والتوجيهات الخارجيه ونكران الذات وتكريس حب الوطن والاخوه والبناء ليس لنا فنحن جيل كتب عليه قلة الراحه وان يتحمل وزر كل التجارب الفاشله التي مرت والتي تمر والتي ستمر ولكن من اجل اولادنا ومن اجل احفادنا ومن اجل نسائنا ومن اجل سمعتنا وتاريخنا وديننا واخوتنا .. اليس في العراق ما يكفي من الثروات لان يجعل كل منا غني بالمال وينعم بالرغيد من الحياة اليس في العراق مكان يسع الجميع ؟ لماذا اذا نتصارع اذا كانت الحكومات السابقه قد سرقت من المال العام فانتم سرقتم اضعاف ذلك واذا كانت الانظمه السابقه قد قتلت وهجرت واقصت وابعدت فانتم فعلتم اكثر من ذلك الايكفي سفك الدم وزرع الحقد الذي سوف لن ينتهي ولن يتوقف طالما نعيش في هذه العقليه المتخلفه عقليه الباديه وعقليه مغلقه تعيش في عمق التاريخ وتختار منه ما يجعلها تحقد على العالم وحتى على نفسها وهنا لابد من جرد حقيقي سريع لما كسبناه في هذه السنوات العشره العجاف من 2003 وحتى اليوم 2013 فما حصلنا منها وماذا حصل لنا فيها ولابد من تقييم حقيقي وواقعي ومنطقي بدون ان بخس حق احد سلبا او ايجابا ...
لايختلف اثنان على كون الاحتلال اي كانت غاياته واهدافه فهو في كل الاحوال عمليه مدمره للبلد من جميع النواحي السياسيه والاقتصاديه والاجتماعيه وان التمهيد والمساعده والترغيب بالاحتلال ومشاركته هي خيانه اي كانت الاسباب والمبررات والاشخاص او الاحزاب والجماعات التي شاركت ولذلك فأن العراق تعرض لاحتلال غاشم خارج الشرعيه الدوليه وبدون مبرر قانوني او سياسي او امني يهدد مصالح اي دوله بالعالم ولذلك لابد ان تكون لدينا قاعد ثابته من ان كل ما نتج عن الاحتلال من قرارات وافعال هو في توصيف الفعل الخطأ بالرغم من محاولة البعض تبرير افعالهم مع المحتل او الابقاء على منافعهم الشخصيه .
عشره سنوات من الحصاد المر والتعب المضني والدم المسفوح ظلما والنهب المنظم والعشوائي والتخريب الاقتصادي والاجتماعي والنفسي والبيئي ونشر ثقافات جديده على المجتمع العراقي عامة والبغدادي خاصة وتغليب القريه والطائفه والمذهب والعشيره والمنطقه والقوميه والمطالبه بثارات مضى على حوادثها مئات السنين حتى ضحك علينا العالم من كثرة جهلنا وغباء من يطالب بها ..
هل انجزنا شيئا ما ؟؟ يقول البعض اننا انجزنا التحرير ؟ ولاندري هل كنا نرضخ تحت احتلال ام ماذا والتحرير من من ؟؟
ويقول البعض الاخر اننا انجزنا عمليه سياسيه ديمقراطيه ؟ وهل منا من تلمس هذه الديمقراطيه التي كفر بها حتى الديمقراطيون الذين كانوا ينادون بها حتى اصبح الحنين الى الدكتاتوريه وهل اننا يجب ان نخوض تجربه اخرى لمدة ربع قرن وغير مضمونه النتائج من اجل مصطلح لايفقه اكثر من ثلاثه ارباع ساستنا وشعبنا معناه ؟؟
نحن خلال هذه السنوات العشره لم نتقدم خطوه الى الامام بل تقدمنا خطوات الى الوراء ونحن اليوم وضعنا العام كما يلي :
نعيش تحت قانون طوارىء منذ عشرة سنوات يغيب عنا القانون .
نحن محكومون كما كنا بالحزب الواحد وان شاء الله سيكون القائد قريبا .
لم نتمكن من بناء اي شيء لا مدرسه ولامستشفى ولامجمع سكني ولاطريق جديد ولا تعبيد للقديم .
وسنختتم السنوات العشره بحرب اهليه طاحنه لاتبقي ولاتذر اشعلها ذوي النيات الخبيثه والطائفيين وسياسي الصدفه و الارادات الخارجيه الصفراء وعلينا ان تحمل وزر ايران و علوي سوريا و حزب الله وندفع الثمن من ارواحنا وابنائنا واهلنا ودمائنا ..
لدينا اليوم 5 ملايين يتيم ومليون ارمله و7 ملايين امي و35 % تحت خط الفقر و7% من المدمنين على المخدرات ومستوى الجريمه ارتفع سبعة عشر ضعفا عما كان عليه قبل 2003 والفساد تجاوز الحد المعقول والمقبول واصبحنا من الدول المتقدمه بالقذاره وقلة الخدمات وكثرة الرشاوي وعدم توفر مياه صالحة للشرب ولامنظومة صرف صحي ولاصرف مياه الامطار وقلصنا البطاقه التموينيه من 21 ماده الى 4 فقط وابتكرنا اساليب جديده سجلت براءة الاختراع باسم العراق في الابتزاز والسيارات المفخخه والكواتم والعبوات والقتل والطائفيه والنهب والسرقه والتزوير حتى اصبح العديد من الوزراء والوكلاء والمدراء العامون يحملون بكل فخر شهادات مزوره والمصيبه البعض منها في اختصاصات ينفرد بها العراق فقط .
كل ذلك ونحن انفقنا اكثر من 800 مليار دولار خلال هذه السنوات العشره ولم نحصد منها سوى البؤس والدم ومجالس العزاء والفساد والترويع اليومي للمواطن بالازدحامات والمداهمات والسيطرات و4 ارهاب والفصل العشائري وتسيد الاراذل على الاسياد ونشر ثقافة اسرق اليوم
قبل ان يسرقها غيرك غدا حتى اوصلونا الى حافة الاقتتال الاهلي بين الاخوه والاهل والاصحاب والاصدقاء وسنفقد الاهل الولد والارض والعزيز وهو العراق ..
وهناك الكثير من الكلام يقال ولكن اليس الوقت اصبح مناسبا بل ملحا لان نقف كمواطنين شرفاء نحب العراق ان نقف ونقول كفى .. كفى .. لقد مزقتم العراق وسبيتم العباد وسرقت الاموال وخربتم النفوس ورملتم النساء وجعلتم الاطفال يتامى واشعتم روح وثقافة القتل والعداوه والتسيد لمن هم ليسوا اهل لذلك اليس الوقت قد حان ان يقف العراقي الشريف ويلفظ هؤلاء السياسين و رجال الدين ويرجم السلطه واذا لم يقدر فعلينا ان نغادر البلد الى غير رجعه لاننا اصبنا بالجبن والوهن والخضوع والذله .
واليوم تحول خطير في العراق وهو توجيه السلاح الحكومي الى صدور ابنائه وقتل العزل واعدام المقيدين واظهار بطوله على ابناء الوطن الواحد واظهار الجبن امام الاعداء الحقيقين للعراق واليوم والعراق يمر باخطر ازمه حقيقيه قد تؤدي الى تفكيكه او صوملته والسبب امور بسيطه كان يمكن تفاديها ولكن غطرسة الحاكم وقلة خبرته وفساد حاشيته وغباء مستشاريه والهوس الطائفي الذي تملك البعض بعد الوصول للسلطه بشكل مفاجىء جعل الجماعه يفقدون توازنهم لا بل يصابوا بهستريه الطائفه والحكم والركوع الى دولة الشر الحاقده على العرب والعراق ...
العراق اليوم سائر بسرعه نحو مصير مجهول يتحمل المسؤوليه الاولى امام الشعب والتاريخ وامام الله نوري جواد كامل العلي المالكي وحزبه وعصابته وسوف يظل العراقيين يلعنوا من فتت العراق وقسمه ودمره وسرقه وباعه الى ايران وشرعن الفساد فيه وسمح للعصابات ترعى وتقتل وتنهب بدون رادع .. ... ماذا نحن فاعلون ونحن نتدحرج نحو الهاويه والمجهول ؟؟؟
صديق المجله / بغداد
888 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع