ا.د.عبدالسلام سبع الطائي
استاذ علم الاجتماع الاسبق/ جامعة بغداد. وباحث في
Högskolana Kalmar och Stockholm Universitet
الحرب المحتملة مع ايران والسلام المستحيل لدول الخليج/ ج٢
الامنيات والواقع المرير
كتنموين اكاديمين، نسعى الى تجنب فرضية الحرب والسلام المستحيل لدولنا وشعوبها، كي لا تتكرر خديعة الغدر بالثورة العربية الكبرى ثانية، وتدمير العراق بالعربوشية -عرب بوش-، وحتى نتحاشا تدمير العرب هذه المرة ، كي لا يعيد التاريخ نفسه، بشخوص اخرين، فالعربوشيون الذين تورطوا بمساندة الرئيس (بوش) هم من قاموا بتدمير العراق 2003، حتى استفاقوا بعد خراب البصرة، على قرع طبول حرب الحلب الترامبفونية، نادمين، وربما سالمين، لكن غير غانمين،!، لذا، فان على النظم العربية الترامبفونية ، ان تاخذ العبرة ، لئلا تتكرر حالة تدمير العراق، التي نتج عنها الانفراد بالدول العربية الواحدة تلو الاخرى، فبعد تدمير المرجعية القومية، العراق، ستكون راس الحربة هذه المرة، المرجعية الاسلامية، السعودية، جنب الله شعبها ومقدساتها من شر المجوس.
ونكرر،كاكاديمين، طالما يهمنا الاجيال القادمة، لا الانتخابات القادمة، حيث يبدو لنا، ان هناك ثلاث ملفات جوهرية تحدد سياسة ترامب الخارجية لاعادة انتخابه 2020 لدورة ثانية ، الا وهي حسب الاولوية: 1. مواجهة ايران في الخليج ، (- لا تعني المواجهة بالضرورة الحرب- )، 2.حرب البحار التجارية مع الصين 3. صفقة القرن.
https://m.arabi21.com/story/1199104
05-8-2019
كما ان، ان ستراتيجية الرئيس ترامب "البزنز-مانية" تعتمد على ثنائية توازن، الرعب،السعودي/الايراني، للردع كي لا تندلع الحرب، الا في الحالات القصوى، وان اقتضت، ستكون بضربات جزئية، ، وهي سياسة تسير بهدوء وانتظام، من المؤكد، ان الرئيس ترامب معجبا لا وبل مقتنعا بستراتيجية زعزعة الاستقرار للخصم Strategy of Tension): و "سياسة الراية الخداعةـ False Flag)) المؤديتان الى " زعزعة استقرار دولة معينة، ستؤدي إلى سلسلة اضطرابات في عدة دول أخرى" ممن تعتبرها الولايات المتحدة خصما لها". فتهديد وزعزعة استقرار ايران مثلا، من زعزعة استقرار العراق وسوريا ودول الخليج وفي مقدمتها السعودية والبحرين واليمن .. وهو تهديد سيؤدي "أوتوماتيكيا" لتهديد مصالح روسيا والصين، لضرب جميع هذه الدول مجتمعة بطلقة واحدة ، حين يتطلب الامر. مثلما حصل حينما تم زعزعة استقرار العراق منذ 2003 فادى الى زعزعة امن سوريا والسعودية وكل دول الخليج .
http://arabic-thearrivals.blogspot.com/2014/08/false-flag-operation.html
وحينما أستشعرت بعض دول الخليج مؤخرا ذلك، مدت يدها للصين لاهميتها في سياسة توازان الرعب، فابرمت معها اتفاقيات اقتصادية طويلة الامد، "وبالمقابل أدركت ، الصين ، اهمية دولة الإمارات ، باعتبارها اصبحت منصة عالمية للتبادل التجاري والسياحي ، يفد اليها قرابة مليون سائح صيني سنويا ،. " كما أن مشروع طريق الحرير الصيني سيؤدي الى ربط دول الخليج بالعالم لتعزيز مكانتها الاقتصادية، ومن المتوقع أن يستفيد منه 4.4 مليار إنسان.." !( د.سعد عثمان)، فقد اعتبرت الولايات المتحدة، ذلك التنسيق الخليجي الصيني خطرا عليها، لما نجم عنه من تنامي الاستثمار الصيني، مما دعا الصين لزيادة انتشار سفنها الحربية لحماية تجارتها، فاعتبرت امريكا ذلك، ايذانا بقدوم حروب المياه التجارية في البحرين، الاحمر والابيض حتى بحر جنوب الصين ، وبناء عليه، استوجب وضع الخطط استعدادا للردع البحري
البحرية في بحر الصين
ولعل مواصلة الصين زيادة وجودها العسكري في بحرالصين الجنوبي، وضع الولايات المتحدة والمنطقة هناك في حالة تاهب. ومما يعززذلك، قيام الولايات المتحدة بعمليات عسكرية بحرية وجوية في بحر الصين الجنوبي قبل انعقاد مؤتمررابطة دول جنوب شرق آسيا (الآسيان) وارسالها للمدمرات الامريكية الصاروخية في سبتمر/2018. الصين من طرفها اعتبرت تلك التصرفات، عمليات استفزازية لمياهها الاقليمية. وكان تصريح (بينس) نائب الرئيس الامريكي لترامب في 4/10/2018 بوصفه للصين ب"الخصم الاستراتيجي" بسبب تواجدها ومنافستها لامريكا في التجارة البحرية، معتبرا تواجدها هناك تدخلا بالشان السياسي والاقتصادي لامريكا. نجم عن تلك الاستراتيجية البحرية الامريكية ببحر الصين ، تغيرا في ستراتيجية، الصين واليابان في منتدى شرق اسيا لمجابهة الخطر العسكري الامريكي ، لذلك فان "مركز الامن البحري الدولي للتقييمات الاستراتيجية الصينية" من جانبه، قد استعد، فاعد الميزانية الخاصة بتطوير القدرات القتالية البحرية للصين، لمواجهة الخطر البحري الامريكي في بحر الصين.
Nathan Swire ، November 20, 2018
البحرية في الاحمر لتهديد السعودية
ولو انتقلنا الى تداعيات الحرب الامريكية / الصينية الى المياه والبحارالعربية ، لوجدنا بأن إسرائيل وايران اصبحتا تهددان السعودية ودول البحر الاحمر، لان السعودية باتت تشكل خطرا على ميناء "ايلات" سيما بعد استثمار السعودية لجزيرتي (تيران وصنافير) قبالة (قناة بن غوريون)، وضعت القوات الاسرائيلية والايرانية في حالة تاهب لحرب محتملة على دول حافات البحر الاحمر في مقدمتهم السعودية التي باتت مهددة من قبل الاقلية الحوثية، ذراع ايران العسكري بالبحر الاحمر.!
السعودية: تؤسس كيان دول البحر الاحمر
في ظل تلك التهديدات الايرانية / الاسرائيلية وكاجراء دفاعي ،قامت المملكة العربية السعودية باستضافة سبع دول مطلة على البحر الاحمر وخليج عدن في "ديسمبر 2018 " لتاسيس "كيان دول البحر الاحمر " تفاديا للتهديدات الايرانية المتكررة بغلق مضيق هرمز، ولغرض الدفاع عن امن البحرالاحمرلحماية مصالحها الاستراتيجية في خليج عدن والمحيط الهندي عبر مضيق باب المندب، وشمالا إلى البحر الأبيض المتوسط عبر قناة السويس قبالة قناة بن غوريون، اقلق اسرائيل!(11)
استحضارات اسرائيلية:
اسرائيل من جانبها قامت بتشكيل تحالف ل"دول شرق البحر المتوسط " في القمة الخامسة التي عقدت في 20/12/2018 بينها وبين اليونان وقبرص ، لمواجهة "الممر الشيعي" الذي تنوي ايران اقامته، ذلك الممر الممتد من الخليج العربي الى البحر الابيض المتوسط، لغرض انشاء قواعد بحرية وجوية على سواحل البحر، كي لا تصبح ايران قوة اقليمية بدول البلقان تهدد مصالح اسرائيل، سيما بعد عسكرة القواعد الايرانية والروسية البحرية في قاعدتي طرطوس وحميم البحرية بسوريا.( 12)
http://www.nrttv.com/AR/News.aspx?id=9349&MapID=2#.XGEpd4O6ZQs.facebook
قوانين ترامبفونية ضد زعزعة الامن والاستقرار !
تعد حروب المياه اليوم، بترول الغد، لقد شكلت الحروب البرية ظاهرة حربية للقرن20، في حين ان حروب القرن 21 اصبحت من صنف، الحروب البحرية التجارية ، فبعد استكمال السيطرت على امن الطاقة والغاز بالحروب البرية، نجم عنها تزايد للثروات سيما بعد سيطرت اسرائيل على انهار الاردن والليطاني وبردى، لذلك اصبحت الحاجة ملحة للسيطرت على منافذ بحرية امنة ورخيصة للشحن والتصدير، عليه، اقتضت الضرورة التفكير بحروب من نمط اخر، الا وهي حروب المياه، لبسط السيطرت على الطرق والممرات البحرية، فضلاعن ما فيها من ثروات سمكية ونفطية وغازية خيالية. وما سيكون لها من تداعيات على زعزعة الاستقرار وتهديد، للامن، القومي والاقليمي والدولي:
زعزعة استقرار السعودية بايران
وبما ان ايران والسعودية يعدان كنزان نفطيان وممران بحريان ستراتيجيان لامريكا واسرائيل، فايران تعد ممرا يمتد من مضيق هرمز الى بحر قزوين حتى بحر الصين الجنوبي، جغرافيا، اما سياسيا، فايران تاتي بالمرتبة الثانية بعد اسرائيل من حيث قدرتها على التاثيرعلى القرارالعربي والاقليمي بالمنطقة ، وهذا ما لا تمتلكه دول مجلس التعاون مجتمعة، لذلك تشكل ايران تهديدا للامن الوطني السعودي والخليجي، نظرا لما تمتلكه ايران من تاثير جغرافي واقتصادي وسياسي، ولهذه الاسباب ، لازالت امريكا تعول على ايران واسرائيل، لانهما لازالا اقوى حليفين راعين لمصالحها في المنطقة ، نظرا لاهمية موقهما، حيث تهيمن ايران على مشارف البحرالاحمر ومضيق هرمز، وتسيطر اسرائيل على البحر الابيض قبالة سوريا ولبنان وعلى ميناء ايلات وقناة بن غوريون قبالة السعودية ومصر..
زعزعة استقرار سوريا بتركيا وروسيا
يشكل نفط وغاز دول شمال القوقاز وبحر قزوين وجورجيا ، المجال الحيوي لامريكا تجاه الصين، ولعل هذا واحدا من اسباب تحالف ايران مع روسيا وسوريا. كما ان استهداف أميركا لإيران وروسيا في سوريا يعزى الى توصل " الجانب التركي والروسي، لاتفاق بشأن سوريا والغاز، الذي بموجبه تسمح روسيا لتركيا بعمليات عسكرية محدودة في الشمال السوري لمنع استكمال الحزام الكردي الممتد من الرقة شرقا لعفرين غربا، مقابل تمديد مشروع السيل التركي من روسيا لأوروبا عبر تركيا، وهو ما كانت ترفضه أمريكا وفرنسا وألمانيا، التي تري في استحواذ روسيا على أكثر من ثلث واردات الغاز لأوروبا، تهديدا لأمن الطاقة الأوروبي."
https://blogs.aljazeera.net/blogs/2019/2/4/%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%A7%D8%B2-%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%A8%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%85%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A-%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D8%AA%D8%B9%D8%B1%D9%81-%D8%B9%D9%86-%D8%B5%D8%B1%D8%A7%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D8%A7%D9%84%D8%AD-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%A8%D9%88%D8%AA%D9%8A%D9%86-%D9%88%D8%A3%D8%B1%D8%AF%D9%88%D8%BA%D8%A7%D9%86
لذلك سيبقى تهديد امريكا لايران هدفه "تهديد الصين والتغلب على نفوذ روسيا في سوريا، وهو انذار الى روسيا ايضا، لوقف او عرقلة تشييد مشروع النقل التجاري والسياحي بمنطقة اوراسيا، لانه سيعزز الارتباط بطريق الحرير الصيني اضافة الى "طريق المريديان" السريع "Meridian highway الذي يربط القارتين الاوربية والاسيوية، علما، فقد تم انشاء تلك الطرق الصينية / الروسية بمقترح من قبل المفوضية الأوروبية في 2005، بسبب حجم التجارة المتصاعد بين الاتحاد الأوروبي والصين، وان هذا المشروع الذي نفذ مؤخرًا بالاتفاق مع روسيا والصين ودول آسيا الوسطى، عزز اواصر التعاون بين اوربا والصين وروسيا، والذي اعتبرته امريكا مصدر خطر عليها. وان اخشى ما تخشاه امريكا ان يؤدي ذلك الى تشكيل تحالف اقتصادي وعسكري، صيني/روسي/ (إيراني)،. لان تعاون روسيا والصين يشكل اكبر تهديد لامريكا !
https://futureuae.com/ar-AE/Mainpage/Item/4882
زعزعة امن العراق وافغانستان بايران
صحيفة "لوموند" الفرنسية كشفت أن إيران لها يد في استمرار زعزعة استقرار أفغانستان، بواسطة حركة طالبان لإثارة القلق في أفغانستان وزعزعة استقرارها وأمنها". كما يحصل في العراق!
https://al-ain.com/article/lemonde-iran-afghainstan
ومن الجدير بيانه بهذا الصدد، فان قرار وزارة الخزانة الامريكية لمعاقبة المسؤولين العراقين لم يكن بمعزل عن معاقبة ايران لسلوكها الارهابي في العراق وافغانستان، لذلك تزامن صدور، قرارات العقوبات لوزارة الخزانة الامريكية بشان معاقبة بعض المسؤولين العراقين عام 2019 ، كان صدورها بالتوائم مع قرارها الذي اتخذته لمعاقية تسعة مسؤولين من ايران وافغانستان لسنتي 2019/2018، ولا زال ترامب يسعى لاعادة تحديث قانون زعزعة امن العراق، لاصدار مزيدا من العقوبات !
وبهذا الصدد من المفيد ان نشير، ان سياسة "الراية الخداعةـ" False Flag) " لايران وامريكا و"ستراتيجية التوترات ـ Strategy of Tension) " حققت نتائج ايجابية لعملياتهما الاستخبارية السرية، التي طبقتها امريكا في إيطاليا وتركيا واليابان وكوبا سابقا ، والمطبقة حاليا من قبل ايران في العراق وسوريا وافغانستان، لصناعة عدو وهمي، سوبرمان او طنطل،مثل، داعش والزرقاوي والقاعدة.
ومن المفيد ذكره ايضا، ان "الرئيس الأميركي ربما يتحين الفرص بغية عدم الانسحاب من افغانستان، لكي يتمكن من احتواء الحكومة الافغانية وطالبان في ان واحد، للقيام بعملية شد للاطراف بينهما، كي يتنافس الطرفان فيما بعد على التوسل بامريكا لحمايتهما من بعضهما البعض، ومن غير المستبعد اعتماد نفس التكتيك في العراق وسوريا!
لذلك فان واشنطن، تتطلع للتفاوض مع جماعة طالبان من جهة، ومن جهة اخرى، ترمي الى قطع علاقات التعاون بين طالبان وإيران التي تزود طلبان بالمال والعتاد، وهذا درس بليغ بحاجة الى مزيد من الدراسة والتامل من قبل القوى الوطنية العراقية. سيما ان احزاب حكومة العراق الايرانية ترفض الوجود العسكرى الأميركي، عدا الاكراد، طبعا، وهذا ربما، سيدفع ترمب إلى اعتماد ورقة الاكراد، التي عتمدها الرئيس (بوش)، سيما ان قياداتهم ترحب بالتواجد الأميركي في الإقليم من جهة، كما ان الاكراد اثبتنوا للامريكان بانهم، تاجر بندقية ماهر، يجيدون الرمي والصيد لانفسهم واللمستثمرين المتعاقدين معهم من جهة اخرى، كما انهم يعدون من اقوى المناوئين لحكومة بغداد، لكونهم يمتلكون قوة منظمة افضل من طالبان في افغانستان .
نافلة القول، ان التاريخ يعيد نفسه ولكن باشخاص اخرين، لكونه سلسلة متصلة الحلقات يرتبط فيها الماضي بالحاضر والحاضر بالمستقبل لذلك ، فالسياسة الترامبفونية / الخامنئية/ الاسرائيلية المستقبلية، هي امتداد للحصاد المر للعربوشية بعد 2003، بمصر والكويت وغيرهما، ، ودارت الايام! لان امريكا لا يهمها من يحكم العراق او ايران، اكان او رئيسا او اميرا، بل يهمها ارض العراق والسعودية والكويت وايران، ونحن على يقين، بان جمجمة العراب - العراق- سيظل رمح الله في الارض وفي صدور العدى، فاطمئنوا، فان رمح الله لا يكسر. وعليه، فان هذه الاحداث، ينبغي نسيانها مع الاخريين، دون نسيانها مع انفسنا في العمل مع الاخرين ، مع يقيني، بانها لن تغيب عن ذاكرة الباحثين عن خلاص وطني، في خطواتهم المباركة المستمرة، باذن الله، والله والعراق والامة من وراء القصد.
تابعونا مشكورين للاطلاع على الجزء الثالث
رابط الجزء الاول:
https://www.algardenia.com/maqalat/41051-2019-07-31-11-34-38.html#disqus_thread
1452 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع