الحرب المحتملة مع ايران والسلام المستحيل لدول الخليج! - الجزء الاول

                                                 

                        ا.د.عبدالسلام سبع الطائي
                     استاذ علم الاجتماع/ جامعة بغداد
Högskolana Kalmar och Stockholm Universitet

  

الحرب المحتملة مع ايران والسلام المستحيل لدول الخليج!-الجزء الاول

الامنيات والواقع
استخدمنا بهذه الورقة عبارة "الحالة التشاؤلية " تعبيرا عن الوضع السياسي العراقي / الخليجي/ السوري ، كونه بات وضعا لا هو، تفاؤلي، ولا هو، تشاؤمي، وضع اختلط فيه الحابل بالنابل على البعض، فالتشاؤلية، حالة يتلاقح فيها التفاؤل بالتشاؤم لوضع مصاب بالشلل، كونه لازال خارج نطاق سيطرت "السيادة الوطنية" ، لذلك ستستمر فيه حالة اصطدام الامنيات بالواقع، لانها حالة مزدوجة دوليا واقليميا. سنحاول وبالاستدلال الاستقرائي تفكيك، واعادة تركيب هذه الجدلية التشاؤلية، للتحقق من مصداقية المناقشات والمناوشات الاعلامية التفاؤلية والعسكرية التشاؤمية، لكونها مجرد مناوشات شبه تعرضية غير مجدية لتغير النظم السياسية بما فيها تغير رجال الدين النوويون بايران، حتى احتار المفسرون فيها، اهي ، دراما اعلامية ام استحضارات حرب جدية؟!
ان التفاؤل والتشاؤم المعلن والمبطن وفق نظام الاوزان للصراع السياسي، يقودنا للتعمق بجدلية الصراع ،او بالاحرى، للصداع المزمن ما بين ايران والعرب وامريكا، للحرب المحتملة او لحالة الحرب واللاسلم شبه المستدامة، لازالت هذه الجدلية التي مسرحها بحر العرب والبحرين: الاحمر والابيض، ولطالما القذيفة الاولى تستهدف السعودية والثانية، لربما ايران، بينما يتصدرهما هدف غير منظور، هو بحر الصين الجنوبي، ، لذلك ساطلق على هذه الهدف، بالقذيفة الثالثة،, لانه بحر الصراع الحقيقي الموجل للمياه الساخنة والغاز المشتعل، سيكون - حسب التقديرات- عامي 2020-2021 ، الذي لا زال بعيدا عن عدسات الكاميرا في التسويق الاعلامي لحرب البحار للقرن 21 كبديل عن حروب الارض للقرن 20، فهذه البحار، الممتدة من بحر العرب حتى بحر الصين عبر مضيق هرمز، جعلتنا في حالة صداع، كدوار البحر ، ، منذ زمن ليس بقصير. فالصحافة و الفضئيات تطالعنا كل يوم، تارة تتلو علينا "سورة القارعة والدخان" مقرعة طبول الحرب على ايران وتارة اخرى تتلوا علينا "سورة القمر" وقواعد- صلح الحديبية- للشروط الاثنا عشرية الامريكية للتفاوض مع ايران وتارة تتلوا علينا سورة ابراهيم "تحيتهم فيها سلام"..و"سلام على موسى وهارون"(الصافات) وكان الحروب تاخذ من التصريحات فقط!، ان تنوع الاراء بين الفرقاء، ما بين،فريق متشاؤم ومتفائل بالحرب، حتى ظن البعض منا بانه قد حان "يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى " بايران واحزابها.
انه لامر، معتاد ان تسبق المناوشات، مناقشات تمهيدية للمفاوضات السياسية (العصا والجزرة)، فاليوم، الشيطانان الاكبر والاصغر، كلاهما ، يقفان على خشبة المسرح السياسي وحلبة الملاكمة الدولية، ، فامام الشيطانان خياران، اما التغيرالحقيقي للعمائم النووية للنظام الايراني من قبل الشيطان الاكبر بالقوة او قبول الشيطان الاصفر / الاصغر لشروط التفاوض، وائلا سيفسر صراع الشيطانين ، بانه مجرد قنبلة صوتية او عرض لمسرحية هزلية ، علما باننا، لم نرى احدا شتم وما زال يشتم ويهدد منذ 40 سنة لامريكا مثل ايران ، ولا دولة تهدد اليوم ايران مثل امريكا، حسب التصريحات الترامبزمانية، وها قد ان الاوان، و" ابو الكروة يبين بالعبرة"! لقد شكل تصريح وزير الدفاع الامريكي الجديد المعين في 18يونيو 2019، مارك إسبر، قنبلة صوتية، فاق صداها البعيد المدى العديد من التصورات، لكونه دعا فيه للتهدئة مع ايران قائلا: " ان واشنطن لا تسعى لقرع طبول الحرب مع ايران ..
في ضوء ذلك يمكن للمتلقي ان يستقرء ويحلل، بان الاستعداد التام للحرب والاستحضارات العسكرية والاعلامية، القائمة اليوم ، هي استعدادات وقائية ، للردع ، كي لا تقع الحرب، وفي احايين اخرى قد تكون للحرب ضد كلب الصيد المفترس لامريكا، ايران ! وربما تفسر ايضا عمليات التحرش لضرب اهداف طارئة بحرية وبرية وجوية من قبل ايران، ما هي الا مناورات استعراضية تصنف بخانة الالعاب النارية ، سيما لؤلائك الذين يرون بان امريكا وايران لازالا يتظاهران انهما يتصارعان ، مما ولد ذلك انطباعا لدى الكثيرون مفاده، بانه صراع "للحلب" لا للحرب! وقد تتواؤم وتتناغم ،"ستراتيجية "الحلب للحرب" مع تطلعات وافكارثعلب السياسة الامريكية " هنري كسنجر" الذي دعا للسيطرت على "امن الطاقة والغاز، للسيطرت على الدول، والسيطرة على الامن الغذائي/ المائي للبحار" ولمياه الدول المتشاطئة مع اسرائيل وايران وسوريا والسعودية ، يعني "السيطرت على بطون"، الشعوب، طالما ان مياه ايران وبحر قزوين وروسيا تشكلان المجال الحيوي لامريكا تجاه الصين، وهكذا ستستطيع ادارة ترامب البزنزمانية ضرب هذه الدول، مجتمعة، بطلقة واحدة.!

وبهذا الصدد، تحدث تقرير لموقع "اتنلتيكو" الفرنسي المختص بالشؤون الجيو/سياسية، الذي نشر حوارا للاستاذ في العلوم الجيو/استراتيجية (فرانسوا جيريه) في 29/7/2019 ، الذي يتوقع فيه هزيمة الولايات المتحدة في حال اندلاع حرب بينها وبين الصين( ) https://m.arabi21.com/story/1197675

ان محاولات الضغط على ايران لاضعاف اقتصاد الصين ستستمر، لوضع حد لمنافسة البضائع الصينية للبضائع لامريكية والاوربية ، لربما سيترشح عن تلك المنافسة ضخ السعودية نفطها للصين بدل النفط الايراني المخفض، كما يفسراستهداف أميركا لإيران بانه تهديدا الى روسيا ايضا، لوقف او عرقلة تشييد مشروع النقل التجاري والسياحي من منطقة اوراسيا اضافة الى "طريق المريديان" السريع، المشروع الذي نفذ مؤخرًا في ضوء مبادرة "الحزام والطريق" الصينية بالاتفاق بين روسيا والصين ودول آسيا الوسطى. منذ عام 2005، الذي سيتستفيد منه 4,4 مليار نسمة. لذلك فان تعزيز التعاون بين روسيا والصين يشكل اكبر تهديد لامريكا.

https://futureuae.com/ar-AE/Mainpage/Item/4882

وقد تكون"حرب التجسس السرية" الايرانية الاسرائيلية سببا اخر في توتر العلاقات الايرانية الامريكية، سيما بعد اختراق ايران المنظومة الامنية لها، وتجنيد الجاسوس (اينون زيكيف) وزير الطاقة الاسرائيلي السابق، وتداعياتها المشابهة لعملية اعتقال المخابرات العراقية، واعدام الجاسوس( فرزاد بازوفت) وتوالي التهديدات للعراق بعدها مباشرة، من قبل اسرائيل وبريطانيا بما فيها، تهديدد "وزير الدفاع الاسرائيلي، الى ان تم استدراج العراق وجره لغزو الكويت ، بعد نجاح اللوبي اليهودي بامريكا تحريض لكويت لاتخاذ مواقف عنادية ضد العراق.

https://www.youtube.com/watch?v=tL6fjUaNAL0

 

https://www.youtube.com/watch?v=s0YVFtfRuHA

ولكي لا يلدغ العراق ودول الخليج مرتين من جحر واحد،لاننا على يقين بان قبلة المسلمين السعودية، هي العدو الثاني لايران بعد تدمير المرجعية القومية العراق" جمجمة العرب ورمح الله في الارض ، لا يكسر"، وحتى لا تتكرر خديعة الثورة العربية الكبرى ثانية ، وغدر الانكليز ، حينما اصطف الثوارمع الانكليز ، نجم عنها اتفاقية "سايكس بيكو" التي "بلقنة" المنطقة. لهو حري بنا، استقراء هذه الاحداث للتحكم بمديات وصدى رنينها في محيطنا العربي ، كي لا تكون التهديدات الترامبزمانية لايران، بجعلها "خيال الماته" او سعلوة وطنطل، ترعب به دول الخليج ، ليبقوا "امين صندوق( خزنه دار) و"صراف الي" لها ، مثلما جرى بالحرب الروسية الافغانية وغيرها من القرن الماضي.

تساؤلات كثيرة ومثيرة الجدل، تصول وتجول في الذاكرة، بشان النوايا المزدوجة لتشكيل التحالف الامريكي/ الاوربي /العربي المرتقب، ان كان هو لحماية الملاحة مع الحليف ام "العدو الايراني" ، بمضيق هرمز وغيره، ام، لغرض المواجهة مع ايران او لتاجيلها ، ام محاولة لاستصدار عقوبات من الكونكرس ضد كل تاجر شاطر ، ان ضخت السعودية نفطها للصين، او لمحاولة الموافقة ثانية على استصدار قانون زعزعة امن العراق، او لغرض استكمال استحضارات المواجهة لامريكا تجاه الصين؟! تساؤلات لكل ذي بصر وبصيرة، بحاجة الى اجابات.
اخذين بعين الاعتبار،ان سايكولجية السلوك المهني لترامب واسقاطاتها السياسية، كتاجرعقارات، وباني للعديد من مدن "الالعاب" وممثل تلفزيزني ناجح، فهو "بزنزمان" وليس " تاجر بندقية" يوزن الحرب بجدواها اي، بالصفقات،
وعليه، وجب علينا، معرفة نية الادارة الامريكية بوضوح والتي جوهرها العهود وليس الوعود ، لمعرفة ان كانت راغبة حقا بحل المشكلة الايرانية/ الخليجية، ام تريد وقف التهديدات، لا القضاء عليها، لغرض ادارة سياستها لاستثمارها، كما يتوقع ذلك الكثيرون ، كي لا تتورط الدول والقوى القوى الوطنية الوقوع في المحظور، ولئلا يتحول المناصرون للموقف الترامبزمانية "ضد" ايران، الى" تاجر بندقية "، ولنا بتجربة "البيش مركة"، دليل ومثال.
فالتحسب مطلوب، لئلا ينطبق علينا مستقبلا، المثل القائل، من "يتغطى بامريكا ،مضيفا و-ايران- فهو عريان" لذا وجب التحقق من هذه الاشكاليات الجدلية لمتلازمة (الحرب) المحتملة مع ايران والسلام المستحيل لدول الخليج ، كي لا تبقى سائبة النهايات، من النواحي، التراجيدية او الدراماتيكية / الكوميدية، وعلى الاخص ما يشمل منها، العراق، بشان (القضاء)على نظام الملالي بالحرب او بالتفاوض، حسبما هو معلن، لذا وجب علينا كاكاديمين، دراسة كل الاحتمالات الممكنة، ليتسنى لنا الاجابة على مشروع المستثمرين ل((لحرب)) المحتملة مع ايران، وهذه ما سنحاول الاجابة عليه بتفصيل اكثرفي الاجزاء القادمة من هذه الورقة، قدر المستطاع.
تابعونا مشكورين لقراءة الجزء الثاني

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1223 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع