أيوب عيسى أوغنا
هوايتي الجديدة القديمة في لعبة الجولف
في نهاية سبعينات القرن الماضي , حصلت على عضوية فخرية لنادي شركة نفط عمان , عندما صممت وأشرفت على تنفيذ توسيعات في مبنى النادي المخصص لكبار موظفي شركة النفط , وعندما رأيت أعلان في لوحة الأعلانات في النادي عن بيع حقيبة معدات التي تشمل المضارب المطلوبة مع كيس الكرات ورأيتها أحسن فرصة لبدأ تعلم اللعبة ومزاولتها في الساحة المخصصة , وكانت يومها ترابية رملية , وحتى بدون حشيش أصطناعي للحفرة الوحيدة والتي يتم التدريب عليها لأدخال الكرة في الحفرة . ونظرا لعدم وجود نادي معتمد يتطلب تسجيل الأعضاء , وتوفير مدربين للمبتدئين , أعتمدت على عدد من الفيديوهات التي تبين طريقة التعلم ومسك قبضة المضرب باليدين والحركات المطلوبة لضرب الكرة وأستعمال نوع المضرب سواء بالرأس الخشبي للضرية الأولى لأبعد مسافة وذات الرؤوس المعدنية . وبدأت متحمسا لأول تجربة في منصة مخصصة مع وجود براميل في مسافات محددة لمعرفة بعد الضربة . ولكن تبين لي بأن هذه اللعبة ليست بالسهولة التي تبدو في الفيديوهات , لأن العديد من الضربات ذهبت بوش في الهواء بدون أن يلامس المضرب الكرة , وعندما تم الأتصال طارت الكرة يمينا ويسارا خارج الأتجاه المطلوب , وأختفت بين الصخور و الأحراش , وفي نهاية اللعبة بعد نفاذ الكرات في جميع الأتجاهات بدأت وأنا أتألم من عضلات الظهر , ويبدو أن من كان قبلي في اللعب لم يكن أحسن حظا في توجيه الكرات الى الأمام , لأنني بعد فترة قصيرة تمكنت من أيجاد عدد أكبر من الكرات المتروكة والتي لم يتم العثور عليها بين الصخور , وبعد أعادة التجربة لأسابيع عديدة , بدون نجاح يذكر , حملت حقيبتي و الكرات الزائدة عن حاجتي , و قررت بأن لعبة الجولف لا تستحق عناء تعلمها , وتركت الحقيبة في مخزن البيت وتركت لعبة الجولف لمن يجيدها . ولكن في السنة الماضية 2018 , أي بعد حوالي 40 سنة من تجربتي الأولى , رأيت أعلان من مدرب للجولف لتعليم المبتدئين , وخاصة وأن النادي قام بتنفيذ ساحات من العشب ( الحشيش) الطبيعي المصمم من أحد مشاهيرالمصممين , وبكلفة عالية بحفر عدد 9, ولذا كانت الفرصة سانحة للتعلم بيد مدرب محترف عسى أن أتعلم اللعبة بصورة صحيحة , وبعد تمارين أستغرق كل منها ساعة ونصف , كل أسبوع لعدد 8 أسابيع , تمكنت من معرفة الأخطاء التي سبق وأن أقترفتها بدون مدرب , بالرغم من أنني الآن في بحوالي منتصف السبعينات من العمر , ونظرا لأنني بدأت بالحركات و أوضاع الجسم المناسب لكل مضرب بأنواعها , بحيث ألمي في عضلات الجسم لم يكن أسؤأ من السابق وأنا في منتصف الثلاثينيات من العمر.
وعندما جلبت معي في بداية التمارين حقيبة معداتي القديمة , أستغرب منها و أعتبرها مناسبة في متحف لأن المضارب أصبحت أطول وخاصة رقم 1 , الخشبي , وتم تطوير المضارب المعدنية أيضا , ويتطلب الدخول الى الساحات بعضوية لنادي الجولف و تم توفير المضارب و الكرات بدفع مبلغ معين , وتتم الحركة بين أقسام الساحات بسيارة الجولف , وحتى أن الكرات من الساحة المخصصة للتدريب , يتم جمعها بسيارة مخصصة ذات أذرع طويلة تسحب الكرات من العشب وتجمعها في الخزان الخلفي كالمكنسة الكهربائية وأعادتها للنادي لأستعمالها مجددا . ولكن بعد كل تلك التدريبات لم أتحمس لهذه الهواية , وأن كانت مهنة مشهورة يتم الحصول على ربما ملايين الدولارات من الفوز في جوائز عالمية للرجال و السيدات , ويبدأ التدريب عليها من صغار العمر حيث توجد مضارب لصغار العمر , و تعتبرلعبة الجولف للمشاهير و حتى رؤساء الدول , والرئيس ترامب ليس فقط لاعب ماهر وأنما له ساحات الجولف في نوادي بأسمه في عدة دول العالم ومنها عدد من دول الخليج العربي . وبعد أن مارست اللعبة لفترة قررت بأنها ليست هوايتي المفضلة , لأنها تحتاج للتمرينات المستمرة , والشغف في تحسين الأداء والمنافسة , وقررت بأن السباحة هي الأفضل لي كرياضة أزاولها متى شئت , وعادة أذهب الى النادي كل يوم جمعة , وأبقى في البحر عدة ساعات سباحة مستمرة وأن كانت ما يسمى ( البريست ستروك ) بحركات معتدلة . ولا أعبه بهيجان البحر وحسب ما تقول زوجتي بانني لا أخاف من البحر وأنما البحر يخاف مني , ولكن أعترف بأنني أمتنعت عدة مرات من دخول بحر هائج بأمواج عالية لأنني أخاف على ظهري وأن كنت قد خرجت من البحر الأسبوع الماضي لوجود عدد من قناديل البحر , التي لسعتني باليد وتقريبا أدى الألم الى شل حركة يدي والحمد لله لم أكن بعيدا عن الشاطيء , وأن لم أخبر زوجتي بهزيمتي !!..
أيوب عيسى أوغنا
معماري و خبير و محكم دولي وخليجي معتمد
مسقط / سلطنة عمان
1901 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع