زيد الحلي
بشارة البنك المركزي العراقي .. ضوء طارد للظلام
وسط ظلام ، وصراعات القوى السياسية على المصالح الذاتية والفئوية ، زف البنك المركزي العراقي ، خبرا مضيئاَ يبدد ظلمة الواقع ، ويحيي روح الامل في اوساط المجتمع ، من خلال اعلان مصدر مخول فيه عن ارتفاع اجمالي الاحتياطيات الأجنبية الى 72 مليار دولار امريكي، في ضوء بيانات النصف الاول من سنة 2019. مؤكداً إمكانية ارتفاع هذه الاحتياطيات الى حدود الـ 86 مليار دولار فيما لو قامت وزارة الماليَّة، بالاستفادة من ارتفاع عوائد تصدير النفط، بتسديد الـ 14 مليار دولار الى البنك المركزي، والتي تمثل حوالات الخزينة التي خصمها البنك اثناء فترة الازمة المالية، سعياً منه إلى تحقيق الاستقرار المالي آنذاك.
ان المتابع الاقتصادي الموضوعي ، لخطوات البنك المركزي ، يرى ان الاحتياطي النقدي اخذ في الآونة الاخيرة ، ووفق رؤية ادارته الحالية منحنى تصاعديا غير مسبوق جراء برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي سار عليه البنك ، نتيجة دراسات هادئة بعيدة عن الضجيج الاعلامي .. وما يحسب للبنك ، ان هذا الاحتياطي شهد زيادة متواصلة في رصيده ، مؤخرا ، الى جانب توفير البنك المركزي قيمة الواردات السلعية التي يتم استيرادها من الخارج بالدولار، وتسديد الالتزامات الخارجية للدولة.،
وانني اعزو ، هذه الزيادة في الاحتياطي النقدي إلى برنامج الإصلاح الاقتصادي للبنك ، الذي حصل على شهادة جدارة من المؤسسات المالية العربية والدولية ، كما ان هذه الزيادة ، مثلما اشار المصدر المخول ، جاءت نتيجة للسياسة الاستثمارية التي يتَّبعها البنك وعن تنويعها باستعمال ادوات آمنة، الامر الذي يعزز الموقف الائتماني دوليا، ويعزز الثقة بالاقتصاد العراقي، فِي أطار الجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار النقدي، وهو ما تؤكده مؤشرات سعر الصرف التي بقيت بحالة من الاستقرار المتوازن على مدى السنتين الماضيتين.
وذكر المصدر بأن تحقق هذه الزيادة جاء في ظل استمرار البنك بمبادراته التمويلية الداعمة للمشاريع الاستثمارية، ومنها مبادرة تمويل الـ5 ترليون دينار عراقي، لمشاريع قطاعات الإسكان والزراعة والصناعة،إضافة الى مبلغ الترليون دينار للمشاريع الصغيرة والمتوسطة، بما يساهم في تقليل نسب البطالة.
وانني ، دائما ما اشرت الى الدور المتزن الذي يتخذه البنك المركزي العراقي في مضمار التنبؤ بحالة السوق او النظام الاقتصادي ، وايمانه بان النجاح ، لا يحدث بين عشية وضحاها ، لأن مسار السياسة المالية والاقتصادية تستغرق عادة ، فترة طويلة لكي تؤثر وتتأثر، وبذلك حقق البنك هذا النجاح الكبير ما حدا بمجلس محافظي صندوق النقد العربي الى انتخاب محافظ البنك المركزي العراقي السيد علي العلاق ، لشغل موقع نائب رئيس مجلس المحافظين ، وهو موقع مهم في الخارطة المالية العربية والدولية ،ويعني الكثير بالمفاهيم الاقتصادية والمالية ، ودلالة على تعافي العراق ، وقدرته على النهوض ، والتغلب على التحديات الكبيرة التي صادفته.. فهذا الموقع المالي العربي المهم ، الذي حصل عليه العراق ، ممثلا بمحافظ البنك المركزي العراقي ، جاء اثر التطورات التي شهدها البنك في مسيرته الاخيرة ، حتى اصبح واحدا من البنوك المركزية الكبيرة ، والمؤثرة في الوطن العربي ، فالأداء المالي السليم وفق معايير الحداثة ، حظى بأعجاب جميع رجالات المال والاقتصاد ، لاسيما نجاحه في عبور المأزق المالي نتيجة الحرب على داعش ، والنصر المؤزر على عصاباتها ، وفي ظرف دولي عصيب ، سببه انخفاض اسعار النفط في السنوات الاخيرة ، الذي هو عماد اقتصاد العراق ، لكن الادارة الهادئة للبنك المركزي ، تجاوزت كل ذلك ، ، حيث سارت بصبر وحكمة ، على نهج المفهوم الصحيح للمال والاقتصاد في الوعي الجمعي ، وقد رفع ذلك من سقف التحدي النفسي للمواطن باتجاه تعزيز ثقته بأية اجراءات يتخذها البنك المركزي بكل شفافية لمصلحة البلاد ..
شكرا لبشارتكم ، وان شاء الله ينتبه ساسة البلد الى هذه النجاحات التي حققها البنك المركزي ، وان يضعوا مصلحة العراق ، فوق اية مصلحة اخرى .. ومن الله التوفيق .
2225 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع