لواء طيار ركن دكتور علوان العبوسي
22 نيسان 2013
تظل ذكراكي عزيزة ايتها الحبيبة انه يوم مولدك الثاني والثمانين في 22 نيسان 1931 ، ولكن اسفي تمر هذه الاعياد في ايام غير سعيدة بعد ان احتل العراق من قبل عدو غادر لئيم باعوان خونة خانوا بلدهم ودنسوا الشرف الذي حافظ عليه اجدادنا الاوائل وعاهدناهم الحفاظ عليه فكان ديدنهم تدمير هذا الكيان العظيم ليخلو لهم الجو كي يعيثوا في الارض فساداً ...
في هذه المناسبة يطيب لي ان احيي ابطال هذا الصرح العظيم مبتداً بالشهداء الذين ضحوا بحياتهم من اجل الحفاظ على راية هذا السلاح خفاقتاً عبر سفرها الخالد الطويل ، ثم احيي قادتنا المؤسسين الاوائل مثمناً جهودهم في انشاء هذا السلاح رغم الصعوبات التي كانت تواجههم آنذاك ، لقد كانت حقاً مسيره طويله وشاقه لكنها تكللت بالنجاح ، بدايتها بستة طيارين وخمس طائرات صغيره وبسيطة جابهت أعتى الصعاب ، ولم يكن الاستعمار البريطاني يسمح لسلاح الجو ان ينهض وياخذ دوره بين القوات المسلحة الاخرى كقدره قتالية فاعلة ، ولكن باصرار القائمين عليه استطاع هذا السلاح شق طريقه بصعوبه ليؤسس بداية عهد جديد لسلاحنا الجوي بمرتكزات واسس ومبادىء صحيحة .
لم يمض وقت طويل على تشكيل سلاحنا الجوي حتى ظهرت أدواره الوطنية والقومية في الدفاع عن العراق فكانت مساهماته رائدة بالحرب البريطانية العراقية في مايس 1941 ملقنة المحتل دروساً لايزال يذكرها على مدى التاريخ ، ثم مساهماته ألاخرى مع الجيوش العربية بفلسطين في ايار(مايس) 1948 من الاردن وسوريا ومصر ، وفي حزيران 1967 حيث ابلى بلاءً حسناً مشرفاً استطاع ان يهاجم اوكار الصهاينة باقتدار عالي شهد لها اسراهم ممن اسقطت طائراتهم في محيط قاعدة الوليد الجوية ، اما في تشرين اول( اكتوبر) 1973 من سوريا ومصر فكان دوره رائداً قوياً شجاعاً سريعاً ملبياً نداء الواجب المقدس دون استحضار مسبق لهذه الحرب منادياً اعداء العروبة ها انا ذا قادمٌ كالبركان المدمر مسجلاً صفحة ناصعة تضاف لسفر تاريخه العتيد،ناهيك عن مساهماته الداخلية في حفظ الامن الوطني مع القوات البرية
بدرء العدوان عن شمال العراق بعد ان أيقن بالدعم الإسرائيلي والفارسي للمتمردين هناك غرضهم شل قدرات وامكانيات قواتنا المسلحة للحد من مساهماتها المستقبلية ضد الكيان الصهيوني .
كما كان لسلاحنا الجوي مساهماته المشهودة في الحرب العراقية الإيرانية ، بعد الثورة الايرانية واستلام الخميني ورفعه شعار تصدير الثورة واسقاط النظام السياسي العراقي والتهديد بالحرب ومحاولات العراق تجنبها بشتى الوسائل الرسمية ولكن التعنت الايراني زاد من حدوده ، وماكان للعراق خياراً آخر سوى الحرب ، والحرب قرارها صعب ولكن وضوح النوايا الايرانية وقوة وكفاءة قوتهم الجوية التي تفوقت بمعدلات عالية على قوتنا الجوية آنذاك جعل من قرار المبادأة بشن ضربتين جويتين شاملتين حتمياً لاخيار سواه والا ستدمر قوتنا الجوية على الارض لو بادرت ايران بالحرب كما حصل مع القوات الجوية المصرية في الخامس من حزيران 1967 ، كان سلاح الجو العراقي طوال ثمان سنوات من المنازلة الشريفة الدرع الواقي للعراق وللامة العربية ولا زال دوره يذكر حتى الان وكم تتمنى دولنا العربية المنصفة ان تعود تلك الايام لكسر شوكت وجبروت العدو الايراني الحالي الذي بات يهدد كل اقطارنا العربية بعد زوال تاثير قوتنا الجوية وباقي قواتنا المسلحة ، بعده خرجت اسلحة الجو من الحرب منتصرة مزهوة بنصرها بموازين قوى تمثل ثلاث أضعاف القوة الجوية الايرانية محققه موقفاً جوياً ملائماً منذ السنة الثانية للحرب ، ومؤطراً بدروس مستنبطة قل مثيلها في كافة معاركها سواء في الدفاع او الهجوم ،وكان على القاده السياسيين الاستفاده منها في بناء اسس الامن القومي العراقي قبل ان تستفاد منها قوتنا الجوية ولكن !!!! .
بعد حرب الكويت بدء العد التنازلي لقوتنا الجوية هذه القوة التي راهن العدو الامريكي الصهيوني على تدميرها وعليه كانت توقعات قيادة القوة الجوية والدفاع الجوي لنتائج المعركة الجوية المحتملة مع القوات الجوية المتحالفة في حرب تحرير الكويت وفق ما خططت لها القيادة السياسية انذاك بانها ستكون غير متكافئه لسببين (الاول مبدأ عمل القوة الجوية اما ان يكون تعرضياً او دفاعي تعرضي لتحقيق المباغتة الاستراتيجية وتكبيد العدو أكبر قدر من الخسائرفي قوته ودفاعاته الجوية وإضعاف معنوياته وبالتالي شل قدرتة على القتال وذلك من خلال شن ضربة جوية شاملة ضد معظم أهدافه ومنشآته الحيوية الاستراتيجية ، بينما الواقع المفروض مغايرتماماً لاستراتيجيتها التي اعتادت عليها في السابق بسبب الظروف السياسية التي املتها طبيعة الموقف الذي رافق الاحداث بعد عملية اجتياح الكويت ، ليعتمد على مبدأ الدفاع الثابث وانتظار تلقي الضربات الجوية المعادية التي تفوقها عدداً ونوعاً قد تكبدها خسائر
جسيمه يستحيل استعواضها في مثل تلك الظروف ، الثاني ان ميزان القوى الاستراتيجي لم يكن لصالح القوة الجوية العراقية حيث بلغ معامل التفوق الجوي العام للقوات الجوية فقط ( 1:12) لصالح التحالف ،(دون اشراك الصواريخ الجوالة والاقمار الصناعية ،وطائرات الانذار والقيادة والسيطرة الطائر في الحسابات الجوية ) وهذا يشكل خلل في موازين الاستراتيجية الجوية .
رغم تفوق القوات الجوية المتحالفة فقد استطاعت قوتنا الجوية مع دفاعنا الجوي تكبيد العدو اكثر من 185 طائرة وصاروخ جوال واسر حوالي 20 طيار اسير امريكي مع حلفاءه ولكن بالمقابل خسرت قوتنا الجوية حوالي 50% من قدراتها القتالية بضمنها ترحيل 139 طائرة الى ايران بعد اتفاق مسبق معهم .
لقد عانت قوتنا الجوية لفترة 1991 – 2003 اثناء الحصار الشامل الامرين من حيث التدريب واعداد الطيارين بسبب انخفاض نسب الصلاحية لعدم توفر المواد الاحتياطية وتدمير نسبة اخرى من الطائرات اثناء الرجعات الاربعة التي قامت بها القوة الجوية الامريكية ، ادى خروج 90% من امكاناتها خارج الخدمة وبقيت لديها اعداد من طائرات التدريب فقط .
في الحرب الامريكية البريطانية 2003 لم يكن للقوة الجوية اي دور يذكر للاسباب التي ذكرتها آنفاً وهذا ما خطط له اعداء العراق وهكذا انتهت اسطورة قوتنا الجوية بتخطيط امريكي صهيوني ايراني ومع ذلك سيضل نورها يغشاه اعداء العراق فكان الطيارين العراقيين الابطال مشاريع للقتل والتهجير من قبل هؤلاء الخونة المارقين ويالخستهم وجبنهم .
كل عام وابطال القوة الجوية الحقيقية بالف الف الف خير
علوان العبوسي
2053 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع