قصة قصيرة لقد اختطفوا ابنتي - الجزء الأول

                                                

                          بقلم أحمد فخري


قصة قصيرة /لقد اختطفوا ابنتي - الجزء الأول

دعست مادلين على دواسة البانزين بسيارتها الصغيرة من نوع مرسيدس 140A خشية أن تصل متأخرة على ابنتها في المدرسة. توجهت الى منطقة بيرحكيم بوسط باريس وبينما هي تستطعم اغنية (شي) للمغني چارلز ازناڨور على جهاز الموسيقى صارت تستذوق باعجاب منظر نهر السين الجميل والجسور الرائعة التي تربط بين ضفتيه وفكرت مع نفسها، "يجب علي ان اعمل جولة نهرية بهذا النهر العظيم في يوم من الايام لأني وعدت (كليمونس) ان أخذها بهذه الرحلة منذ خمس سنوات اي منذ ان انتقلنا من ديجون الى باريس لكن مشاغلي لم تسمح بذلك. اوه يا (كليمونس) كم اشتقت اليك حتى ولو اني فارقتك منذ صباح هذا اليوم فقط ، لكني لا اصدق مدى احساسي بالشوق اليك يا اميرتي الصغيرة. حسناً لم يبقى سوى العبور من امام برج ايفل ثم الاستدارة التي تليها نحو اليمين واصل الى المدرسة العالمية"

استدارت مادلين بسيارتها الى اليمين فقابلتها المدرسة، "يا الهي كم هي كبيرة وسورها عال جداً. لا اعلم لماذا بنوه بهذا الارتفاع؟ هل سيطير الاطفال ويهربون من فوقه مثلاً؟"
اوقفت مادلين سيارتها بالموقف المخصص لسيارات اولياء امور الطلاب وسارت نحو المبنى الرئيسي للمدرسة. لكنها لم تجد ابنتها واقفة امام الباب كما عودتها على ذلك. "يا لك من طفلة ثائرة. دائماً تحبين ان تغيري من عاداتك الروتينية. حسناً، سادخل الى صفك وساجدك هناك"
دخلت مادلين الى الصف الذي كتب على بابه "الصف السادس أ" فوجدت امرأة زنجية تنظف الارض، حيتها وسألتها،
- أين الطلاب يا سيدة؟ هل هم بالمختبر؟
- انا لا اعرف شيء. انا انظف فحسب. ارجوك اسألي بالادارة.
- حسناً سيدتي. شكراً لك.
خرجت مادلين من الصف وتوجهت مباشرة الى مكتب ادارة المدرسة. طرقت الباب وحيت السكرتيرة ثم قالت،
- مسائك سعيد سيدتي.
- مسائك سعيد يا مدام. كيف استطيع مساعدتك؟
- لقد جئت لاخذ ابنتي الا انها لم تكن تنتظرني بالباب كالمعتاد، وعندما دخلت لاخذها من الصف لم اجد في الصف احداً. فماذا اعمل؟ واين هي الآن؟
- الدوام انتهى منذ نصف ساعة يا مدام ولكن، ما اسم ابنتك سيدتي وباي صف هي؟
- اسمها كليمونس لابيير، هي بالصف السادس (أ).
- لحظة واحدة لو سمحت سادخل على السيدة المديرة مدام راشيل فريدمان واخبرها بالامر.
دخلت السكرتيرة على مكتب المديرة ثم انفتحت الباب وخرجت منها المديرة وهي امرأة بالخمسينات من العمر كانت تبتسم ابتسامة مجاملة إذ قالت،
- مدام لابيير، مرحباً بك. لقد حضر والد الطالبة واخذها بعد نهاية الدوام الرسمي قبل حوالي نصف ساعة.
- شكراً لك سيدتي. لم اكن اعرف ان اباها سيأخذها من المدرسة اليوم لانه لم يخبرني بذلك.
اخرجت هاتفها النقال مباشرة من حقيبتها وطلبت زوجها، وعندما رد عليها عاتبته بشدة،
- انطوان لماذا لم تخبرني بانك ستأخذ كليمونس من المدرسة؟ اقلقتني كثيراً.
- هل هذه مزحة يا مادلين؟ انا في العمل منذ الصباح الباكر ولدي اعمال كثيرة اليوم، اردت ان اتصل بك كي اخبرك بانني سوف لن استطيع الحضور على الغداء لاني ساتناوله هنا في العمل مع مديري السيد امبير.
- ماذا؟ هل جننت؟ انا الآن بالمدرسة، والمديرة اخبرتني للتو بانك جئت قبل نصف ساعة واخذت كليمونس من هنا. ارجوك انطوان اخبرني انك تمزح، لا تلعب باعصابي.
- لا يا حبيبتي، يبدو ان الامر خطير للغاية. لا تتحركي من مكانك انا في طريقي اليك الآن.
نظرت مادلين الى المديرة وقالت،
- زوجي انطوان يقول انه لم يأتي لاخذ ابنتي من المدرسية، فاين ذهبت ومن الذي اخذها؟
- نحن طلبنا من السيد الذي جاء لاخذها ان يرينا بطاقته الشخصية ففعل. لذا سمحنا له اخذ ابنتك سارا.
- يبدو ان الامور قد اختلطت لديك يا مدام او اصبت بالخرف. ابنتي اسمها كليمونس وليست سارا. واعتقد انك لا تصلحين كمديرة بهذه المدرسة لاننا نأتمنك على اولادنا لكنك تتهاونين بسلامتهم.
- انت متوترة الآن سيدتي ولا اريد ان اقاطعك، ولكن كيف تريديني ان اتعرف على 1500 ولي امر لـ 1500 طالب بهذه المدرسة؟ انه امر مستحيل. علماً ان السيد الذي اخذ ابنتك قام بابراز...
قاطعتها مادلين وقالت،
- نعم، نعم، بطاقته الشخصية. لقد قلتِ لي ذلك مسبقاً. وسؤالي هو، هل سمعتِ ابنتي وهي تناديه يا ابتي؟
- نحن لا نراقب كل حركة يعملها الطلاب ولا كل كلمة تقولها...
- اجل، اجل قلتي ان لديك 1500 طالب وطالبة، سمعت ذلك اللحن ولكن مشكلة من هذا النوع يجب ان تشكل الاولوية لديكم. وهذا يعني انه تهاون من طرفكم في الحفاظ على اولادنا.
خرجت مادلين من مكتب المديرة وهي تستشيط غضباً وسارت مباشرة نحو الباب الخارجي كي تنتظر زوجها. بعد ربع ساعة لمحت مادلين سيارة زوجها وهي تدخل من البوابة الرئيسية للمدرسة. ركضت اليها وقالت،
- ماذا نعمل يا انطوان انا اكاد انفجر من الغيض.
- اهدأي حبيبتي وتمهلي فهناك حل لكل شيء. انا ساتولى الامر لا تقلقي.
- لا اقلق؟ هل انت معتوه يا انطوان؟ اقول لك ابنتي مخطوفة وتقول لي لا تقلقي؟
- إذا كانوا قد خطفوها فمن البديهي انهم سوف يتصلون بنا قريباً كي يطلبوا منا المال مقابل اطلاق سراحها. وقتها سوف نقوم بالاتصال بالشرطة وهم يعرفون ماذا يفعلون. ارجوك اهدأي يا مادلين.
ما ان اكمل عبارته هذه حتى رن هاتفه فقفزت مادلين وقالت،
- ها هم الخاطفون، اجبهم بسرعة اجبهم ارجوك.
تكلم انطوان بالهاتف وقال، "الو نعم سيد امبير، اجل اكملته اليوم، وتركته فوق مكتبي، ارجوك اطلب من سكرتيرتي كي تحضره لك. طيب سيدي شكراً. وداعاً.
نظر انطوان الى زوجته وقال،
- المكالمة ليست من الخاطفين بل هو مديري، يريد مني التقرير الذي اعمل عليه منذ ثلاثة ايام.
- متى يتصل الخاطفون إذاً؟ ولماذا لا نتصل بالشرطة الآن؟
- لا اعلم متى يتصل الخاطفون يا مادلين ولكن ارجوك اهدأي. في مثل هذه الاحوال علينا ان نهدأ ونعرف ماذا يريدون، فانا لا املك الكثير من المال والخاطفون يعلمون ذلك بالتأكيد.
- حتى لو طلبوا المال فعليك ان تتدبر امرك وتعطيهم ما يريدون. ابنتي لا تقدر بثمن. وبهذه الاثناء رن هاتفه ثانية فاجاب قائلاً،
- انا انطوان، من الطالب؟
- اسمع يا انطوان، ابنتك كليمونس معي وهي بخير. اياك ان تتصل بالشرطة والا فانك تحكم عليها بالموت. ساتصل بك بالبيت فيما بعد لاخبرك بمطلبي.
- حسناً ولكن اريد ان اتحدث معها؟
- قلت لك هي بخير. ساتصل بك لاحقاً بالبيت، لذا عليك التوجه لبيتك حالاً.
وقبل ان يجيب انطوان على كلام الخاطف مات الخط.
نظر الى زوجته وقال،
- يقول الخاطف انها بخير وانه سيتصل بنا فيما بعد على هاتف البيت.
- ولماذا لم تتكلم مع كليمونس؟ كنا سنطمأن عليها.
- دعنا نعود للبيت الآن يا حبيبتي فوراً ونحاول ان ننتظر مكالمتهم هناك.
- حسناً سأستقل سيارتي واتوجه للبيت.
- وانا ساتبعك بسيارتي.
رجع الاثنان الى البيت وحالما دخلت مادلين من الباب سمعت هاتف الدار يرن باصرار، رفعت السماعة واذا بصوت رجل يقول،
- اين زوجك يا مادلين؟
- انه في الطريق، سيصل للبيت بعد لحظات، تمهل قليلاً، ها قد وصل الآن ولكن ارجوك لا تؤذي ابنتي.
- هذا كله عائد لكم يا مادلين. إذا نفذتم كل مطالبي فستعود لكم كليمونس سالمة.
- وما هي مطالبك سيدي؟
- بلا ثرثرة يا امرأة. اريد التحدث مع زوجك.
دخل انطوان فرآها تتحدث بالهاتف، فاشار اليها بيده وكأنه يسألها هل هذا هو الخاطف؟ فاومأت برأسها واعطته السماعة،
- انا انطوان اسمعك.
- لماذا تأخرت؟ قلت لك ارجع للبيت فوراً.
- انا آسف، لقد كان هناك زحام في الطريق. سألتك سابقاً، اريد ان اسمع صوت كليمونس.
- حسناً ولكن لا اريد الاطالة بالحديث، مفهوم؟
- اجل مفهوم ارجوك اعطني كليمونس.
كليمونس: الو بابا.
انطوان: حبيبتي كليمونس هل انت بخير؟
كليمونس: اجل يا ابي، الرجل لطيف معي وقد اعطاني الكثير من الطعام والحلوى والكوكا كولا.
انطوان: وهل ضربك او آذاك يا ابنتي؟
كليمونس: كلا يا ابي...
سحب الخاطف سماعة الهاتف منها بقوة وقال،
- هل سمعتها تتحدث؟ استمع لمطلبي الآن: اريد منك مليون يورو نقداً، تضعها في اكياس مكدونالد وتقابلني بعد خمسة ايام وتأتي بها معك، ساخبرك كيف تتصرف وقتها. هل فهمت؟
- اجل فهمت، مليون يورو اضعها في اكياس مكدونالد واقابلك بعد خمسة ايام. ولكن باي ساعة؟
- ساتصل بك لاحقاً وساخبرك عن التفاصيل. اياك ان تتصل بالشرطة والا فسوف لن ترى ابنتك ثانية.
- حسناً سوف لن اتصل بالشرطة، ارجوك لا تؤذيها.
سمع انطوان الخط وهو يموت. نظر الى زوجته وقال لها،
- ان الخاطف يطلب مليون يورو نقداً ويريدها بعد خمسة ايام. يجب ان اتصل بالشرطة الآن.
- كلا يا انطوان. انه قد يقتلها إذا فعلت ذلك لانه ربما يراقب هاتفنا.
- لكني لا املك مليون يورو. فكيف سنرجع ابنتنا؟
- سنفكر بذلك عندما نصل اليه ولكن عليك الآن ان تتصل بهم من هاتفي الثاني القديم الذي في الجرارة اليمنى بغرفة النوم استعمله بعد ان تخرج خارج المنزل. لان الخاطف قد يراقب جميع هواتفنا. او اسمع، الافضل ان تذهب لكلود واستقصي منه الامر.
ركب انطوان سيارته متوجهاً الى شارع الشانزاليزيه، من هناك عرج الى شارع الجنرال ايزنهاور حيث يقع مركز الشرطة. اوقف سيارته بفرع صغير ثانوي للاحتياط ثم دخل المركز الذي كتب على بابه (شرطة الدائرة الثامنة) وسأل الاستعلامات،
- جئت لابحث عن الضابط كلود لو سمحتِ.
- الملازم كلود خارج مركز الشرطة في مهمة. هل تريد ان تترك له رساله؟
- كلا سارجع مرة اخرى فيما بعد.
وعندما هم بالخروج شاهد اخاه الملازم كلود وهو داخل للمركز فقال له،
- كلود، اريد ان اتحدث اليك بامر هام جداً.
- اجل، اجل انطوان تعال الى مكتبي.
دخل الاثنان الى مكتب الملازم كلود واغلقا الباب،
- هل تريد قهوة يا انطوان؟
- لم أاتي لشرب القهوة. ابنتي اختطفت يا كلود، ارجوك انجدني ماذا اعمل؟
- يا الهي انه خبر فضيع. انا آسف يا اخي انه شيء مفجع ولكن اطمئن لاني ساتولى الامر بنفسي من الآن فصاعداً. هل اتصل بك الخاطفون؟
- نعم ويبدو لي ان الخاطف هو شخص واحد فقط وليس له شركاء.
- وكيف عرفت ذلك؟
- انه يتكلم بصيغة الانا ولا يقول نحن.
- إذاً اجلس على الكرسي هذا واسترخي ثم تناول هذه القهوة الرائعة بتأني وحدثني بهدوء عن كل شيء منذ اللحظة التي عرفت بها انها مخطوفة وحتى الآن.
صار انطوان يخبر اخاه الملازم كلود تفاصيل قصة الاختطاف منذ البداية وكيف اتصلت به زوجته مادلين من المدرسة واخبرته عن ابنتها المفقودة حتى وصل الى الحديث الذي دار بينه وبين الخاطف على الهاتف. هنا تكلم كلود بحرفية وقال،
- اسمع مني يا انطوان، يجب ان نتصرف بحذر لأن اي خطأ نرتكبه قد يتسبب بموت كليمونس. واعلم باني متمرس على التعامل مع جرائم الاختطاف وبامكاني ان اساعدك كثيراً ولكن يجب عليك ان تخبرني كلما اتصل بك الخاطف. والآن ساطلب من دائرة الهواتف ان تراقب رقم هاتفكم بالدار كي احاول التعرف على الخاطف من صوته من خلال اجهزتنا الحاسوبية التحليلية المتطورة. هل بامكانك ان تجمع المبلغ الذي طلبه الخاطف؟
- ساسحب مبلغ 120 الف يورو من حسابي بالبنك وهو كل ما املك من مدخراتي وسأحاول ان اطلب بعض المال من مديري امبير. وانت، هل لديك اي مبلغ تستطيع ان تقرضني اياه؟
- طبعاً، طبعاً انطوان، ساحاول ان اتدبر لك اي مبلغ استطيع ان اضع يدي عليه. لا تنسى ان بالامكان مساومة الخاطف ان كان لدينا مبلغ قريب من المبلغ الذي يطلبه.
- اشكرك يا كلود.
- ولماذا تشكرني يا انطوان؟ انها ابنة اخي وانا عمها وهذا واجبي.
رجع انطوان الى منزله فوجد زوجته مادلين متوترة وعلى احر من الجمر. عندما دخل الصالة سألته،
- اين ذهبت؟
- لقد قابلت كلود واخبرته اني احتاج الى بعض المال لاني املك 120 الف فقط والخاطف يريد مليون.
- وماذا قال لك؟
- قال انه سيحاول ان يدبر لي مبلغاً من عنده باي طريقة.
- اسمع مني يا انطوان، المرة القادمة انا اريد ان اتحدث مع ابنتي كليمونس اريد ان اسمع صوتها ارجوك.
- لكن كلود سيتدبر الامر كله من الآن فصاعداً. نحن علينا طاعته، لانه يعرف كيف يتعامل مع الخاطفين وسوف يوجهنا ويعطينا الارشادات حول كيفية التعامل معهم.
- حسناً انطوان. انا ساذهب للسرير الآن فصداع الشقيقة قد هاج عليّ وانا متعبة، اريد ان انام قليلاً.
- تصبحين على خير حبيبتي.
بعد ساعتين ذهب انطوان الى السرير فوجد زوجته نائمة، فنام الى جانبها هو الآخر. باليوم التالي استيقض مبكراً وتوجه نحو عمله. وبالشركة طرق الباب على مديره فاذن له بالدخول وفقال له،
- صباح الخير يا امبير. اسف لاني جئت اطلب منك خدمة كبيرة.
- تفضل يا انطوان، انا لست مشغولاً. ماذا ورائك؟
- لقد خطفوا ابنتي بالامس واتصل بنا الخاطفون يطلبون مبلغاً كبيراً. انهم يريدون مليون يورو او يقتلوها.
- يا الاهي هذا خبر رهيب. انا آسف لسماع ذلك. وهل قررت ان تعطيهم المبلغ يا انطوان؟
- بالطبع، لقد سحبت مبلغ 120000 يورو من حسابي وهو كل ما املك وسيقوم اخي كلود بمحاولة جمع بعض المال كي نحاول استرجاع ابنتي كليمونس من ايدي الخاطفين.
- ولماذا لم تتصل بالشرطة؟ فهم متمرسون على التعامل مع حالات الخطف. اليس كذلك؟
- ان اخي كلود هو نفسه ضابط بالشرطة وهو متخصص بحالات الاختطاف. ومع ذلك فهو يقترح علينا ان نهيء المال حفاظاً على حياة ابنتي يا سيد امبير.
- انطوان، هل اتمكن من ان اساهم معكم؟ اتريدني ان اقرضك المال؟
- اتمنى ذلك يا امبير.
- حسناً ساحاول ان اجمع لك مبلغاً اليوم بعد الظهر. وليس من الضروري ان تأتي هنا للشركة بهذه الايام العصيبة فانا اقدر ظروفك. لذا تعال الى داري بالمساء وساجهز لك المبلغ.
- شكراً لك سيد امبير انت حقاً صديق مخلص.
خرج انطوان وتوجه بسيارته الى شارع الجنرال ايزنهاور كي يقف على ما تمكن اخوه من جمعه. وعندما وصل الى مركز شرطة الدائرة الثامنة وجد اخاه كلود يصرخ بصوت مرتفع على احدى النساء خارج المركز وهو يقول،
- زوجك سارق ويتاجر بالمخدرات، ماذا تريدينني ان افعل له؟ هل اكافئه واطبطب على كتفه؟
- كان بامكانك ان تسامحه هذه المرة يا حضرة الضابط، فنحن لدينا اطفال ثلاثة.
- ارجوك اذهبي الى بيتك الآن. الامر خرج من يدي وسوف يتحول الى المدعي العام غداً صباحاً.
- كم انت شرير وقاسي!
- حسناً انا قاسي لاني اادي واجبي. اغربي عن وجهي الآن ارجوكِ.
نظر الى يمينه فوجد انطوان قادماً فترك المرأة وتوجه نحوه قائلاً،
- اهلاً اخي، هل استجد شيء، هل اتصل بك الخاطف؟
- كلا ولكن وعدني مديري امبير ان يساهم بجزء من المبلغ. وانت ماذا استطعت ان تفعل؟
- لقد دبرت لك مبلغ 330000 يوري فكل زملائي قاموا بمساعدتي.
- هذا يعني ان المجموع لدينا اصبح 450000. هذا جيد، سنرى ماذا يستطيع امبير ان يقدم لنا ثم سنحاول ان نتفاوض مع الخاطف بعد ذلك.
- كلا يا انطوان، انا الذي ساتفاوض معه. قررت ان ااتي الى منزلك واقيم عندكم وساتحدث معه بصفتي عم كليمونس، هل فهمت؟
- حسناً يا كلود، كما تشاء.
خرج الاثنان من مركز الشرطة وسارا كل بسيارته قاصدين بيت انطوان. دخل الاثنان فاستقبلتهما مادلين ونظرت الى كلود وقالت،
- ارأيت ما حصل معنا يا كلود؟ انها ابنتي التي لم تتعدى 12 عاماً. يا الاهي كم هي مسكينة وكم نحن قليلو الحظ.
- ليس للحظ اي دخل بذلك. انه خاطف قذر وسنتعامل معه بهذه الطريقة. ارجو منك ان لا تتوتري فسوف نحاول ان ننقذ كليمونس باي طريقة. هل اتصل الخاطف بعد المكالمة الاولى؟
- كلا نحن ننتضره.
- على العموم انا اخذت اجازة مفتوحة من عملي بالايام القادمة وساقيم عندكم من الآن فصاعداً كي نحاول استرجاع اميرتي الصغيرة فتعود سالمة الى احضانكم.
- ساضع حياة ابنتي كليمونس بين يديك يا كلود. ارجعها لي سالمة ارجوك.
جلس كلود واخاه انطوان في الصالون يتحدثان بينما بقيت مادلين في المطبخ. وعندما حل المساء رن جرس الهاتف فركض كلود اليه ورفع السماعة قائلاً،
- الو؟ انه انا كلود.
- انا اريد التحدث مع انطوان.
- انا اخاه كلود. انا عم كليمونس ومن الآن فصاعداً سيكون كلامك كله معي انا فقط.
لكن الخط انقطع. فصرخت ماديلين وقالت،
- ارأيت؟ لقد رعبت الخاطف وسوف يقتل ابنتي كليمونس.
- لا سوف لن يقتلها، اطمئني، سوف يتصل بعد دقيقتين، انا اعرف ذلك.
وبعد دقيقتين بالضبط رن الهاتف ثانية. نظر كلود الى زوجة اخاه مادلين وابتسم بما معناه "الم اقل لك؟"
تحدث كلود بالهاتف قائلاً،
- انا كلود عم كليمونس تفضل.
- حسناً ولكن لا اريد اي خدع ولا الاعيب. اريد ان تجهزوا الفدية وتوصلوها الي في الوقت والمكان الذي احدده مفهوم؟
- مفهوم يا... ماذا اناديك؟
- نادني روبن هود.
- اسمع يا سيد هود اريد ان تثبت لي ان كليمونس لا تزال حية. اعطني اياها كي اتحدث معها الآن.
- هي ليست قريبة مني الآن سابعث لك بصورتها فوراً. ستصلك الصورة على هاتف امها النقال.
- لحظة واحدة من فضلك...
اغلق الهاتف. وبعد دقيقتين او اكثر وصلت رسالة نصية على هاتف مادلين فتحتها واذا بها صورة ابنتها كليمونس.
رن الهاتف ثانية فاجاب كلود،
- انا كلود.
- هل اطمأنيت عليها الآن؟
- انها مجرد صورة، من الذي يقول انها ليست ميتة الآن؟ اريد ان اتحدث معها فوراً والا سوف لن ترى سنتاً واحداً من المبلغ.
- حسناً، حسناً ولكن لا تطيلوا الحديث معها مفهوم؟
- مفهوم، اعطني اياها الآن.
- الو عمي كلود.
- هل انت بخير يا حبيبتي؟
- انا بخير يا عمي ارجوك طمن امي واخبرها اني احبها كثيراً وطمن ابي وامنحه حبي وطمن صديقتي ميتا...
الخاطف سحب الهاتف منها وتحدث،
- هل اطمأنت القبيلة كلها؟ اسمع مني يا عمو، احضروا المبلغ يوم الاحد الى الباحة الخلفية لكنيسة القلب الاقدس. هناك متجر للانتيكات باول شارع القديس رستيك. يجب أن تكون هناك الساعة الثانية عشر ظهراً. إذا تأخرت دقيقة واحدة فستموت ابنة اخيك، مفهوم؟
- اجل مفهوم يا سيد روبن هود.
الى اللقاء بالجزء الثاني والاخير من قصة (اختطفوا ابنتي)

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1229 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع