قراءات في صحف عراقية قديمة

                                                 

                        ماجد عبد الحميد كاظم


م/ قراءات في صحف عراقية قديمة

المقدمة

في بداية القرن العشرين وبعد انتهاء الحرب العالمية الاولى- قبل مائة عام هذا اليوم- كان من اهم الامور التي شغلت ابناء البلاد وسلطات الاحتلال البريطاني هي اختيار او ترشيح احد الاشخاص لتولي رئاسة البلاد وتحديدا " ملكا " وكان هناك مرشحين كثر من داخل العراق مثل السيد طالب النقيب من البصرة ومن الخارج كانت الرغبة باختيار احد انجال الشريف حسين لتولي عرش العراق وخاصة الامير فيصل،الا انه بمراجعتي للصحف العراقية القديمة وقعت على ما هو غريب وشاذ عن ذلك ومن ذلك ما تتطرقت اليه صحيفة الاستقلال " لصاحبها ومديرها المسؤل عبد الغفور البدري" الصادرة في بغداد يوم الاربعاء 12 ربيع الثاني سنة 1339 الموافق 22 كانون الاول سنة 1920 وقد تضمن هذا العدد مقالة بعنوان" سعيد الجزائري" ويورد عنه اخبار غريبة وددت ان يطلع عليها القارئ الكريم المهتم بتاريخ بلده لعل ذلك يغني معلوماته وادناه اقتباس لما اوردته جريدة الاستقلال

سعيد الجزائري

يحق للعراقيين بعد ان اتصلت بهم رواية " مكاتب المقطم" البيروتي عن ترشيح بعضهم الامير سعيد لعرش العراق ان يتسائلوا كثيرا عن هذا الغريب المجهول في العراق فالرجل وان يكون من اسرة معروفة في دمشق الا ان اسرته هذه مجهولة كل الجهل في العراق وقدد رددت الصحف ذكر هذه الاسرة ومن رجالها سعيد على اثر حوادث سوريا الاخيرة

عندما دخل الجيش العربي بقيادة الملك فيصل مدينة دمشق سنة 1918 قام في نفوس مروجي الدعوة الاستعمارية من السوريين ان يقيموا من آل الجزائري من يعارض الملك فيصل في سياسته وافكاره وكان من جملة هؤلاء الجزائريين سعيد الجزائري هذا واخوه علي مما جلب عليهم سخط الرأي العام في دمشق حتى قتل علي الجزائري اخو سعيد في تلك المدينة بعد ايام قليلة من احتلال الجيش العربي للبلدة وعومل سعيد هذا معاملة خشنة من رجال الجيش العربي والانكليز وصدر الامر بنفيه فاخذه الفرنسيون الى باريس

بقى سعيد ضيفا عند الفرنسويين طوال مدة احتلال الجيش العربي لسورية وقد اختلفت معاملته خلال هذه المدة اختلافا عظيما فق اهملوه اهمالا تاما في ابان قوة الحركة العربية في دمشق حتى اخرجوه من باريس الى المغرب تزلفا للملك فيصل وارضاء له على ان الفرنسيين اعادوه من منفاه في المغرب على اثر حوادث الشام وخروج الملك فيصل من دمشق وقد انزلوه في بيروت على حسابهم وشرعوا يدسون الدسائس باسمه في البلاد ويستأجرون الوفود من داخلية سوريةليسلموا عليه كرجل ذي شأن ولعل الوفد العراقي الذي اشار اليه " مكاتب المقطم" هو من هذا القبيل، على ان الفرنسويين مثل غيرهم من الاستعماريين لايقتصرون في مثل هذه الضروف على رجل واحد لئلا يغتر بنفسه ويقلب لهم ظهر المجن ، فكما ان بعض ساسة الانكليز يمنون آلآن كثيرا من الناس بعرش العراق ليستفيدوا من انقسام الاراء ، كذلك الفرنسويون في سورية بعد ان منوا سعيدا بعرش دمشق خلقوا رجلا من سموه الامير احمد نامي من اسرة تركية قاطنة في بيروت وهناك رجال آخرون يمنونهم بهذه التيجان المهومة والاماني المزعومة التي ساعد على انتشارها ضعف اخلاق بعض السوريين

اما سائر احوال صاحبنا سعيد فهو رجل عادي تقريبا ، رجل عادي تعلم الطريقة التركية القديمة في دمشق والاستانة وليس في سيرته وتاريخ حياته ما يدل على انه من ذوي الشخصيات الممتازة بين البشر ولو كان من هذا القبيل لما قربه الفرنسويين او لما التصق هو بالفرنسويين

اما معرفته بالعراق فهو باحوال العراق والعراقيين اجهل من العراقيين باحواله ، والرجل الذي لايهتم بوطنه الاول واعني به الجزائر ولا بوطنه الثاني ، اعني سورية اهتماما يذكر كيف يهمه امر العراق والعراقيين

اننا نريد بكلمتنا هذه ان يستفيد الزعماء الكبراء وذوي المآرب الذين يطمعون بحكم هذه الدروس والعبر ولا يغتروا بمواعيد الاغيار ذوي الاطماع والمآرب من الاجانب الذين يعبثون ويسخرون بهم من حيث لايعلمون

                            انتهى الاقتباس

ان ما ورد في هذه المقالة يعطي نموذج عن كيفية تعامل الغرب مع مصالح العرب وكيف يستخدمون الاشخاص الذين يوالونهم بطريقة لاتدل على اي احترام او تقدير

وتقبلو تحيات معد قراءات في صحف عراقية قديمة
ماجد عبد الحميد كاظم

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

926 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع