د علوان العبوسي
12 / 11 / 2018
أهمية التعاون التدريبي العربي (مناورات درع العرب / 1)
يسعدني دائما أي تقارب عربي – عربي لتنشيط الواقع العربي المتردي بعد تحجيم القادة العرب لدور معاهدة الدفاع المشترك والتعاون الاقتصادي للجامعة العربية بين دولها، ومع ذلك انبثقت بعض مشاريع التعاون العسكري البسيطة لتنمية القدرات الدفاعية للدول المشاركة خارج إطار الجامعة العربية، وايضاً لابأس به فهو قد يؤدي الى نتائج إيجابية محدودة في تبادل الخبرات بينهما ، مثالنا الأقرب للتعاون البسيط هو اشراك سربين من الطائرات العراقية في مصر قبل حرب تشرين / أكتوبر 1973والنتائج الجيدة المتحققة نتيجة هذا التعاون ،بالمقابل اشراك ثلثي الجيش العراقي ومعه خمسة اسراب مقاتلة من قواته الجوية في سوريا بعد بدء القتال دون ان يكون لديها أي تعاون وعلم بهذه الحرب تسبب عنه خسائر جسيمة في قواتنا المسلحة البرية والجوية ثم توقف القتال دون تحقيق الأهداف المحددة في الغاية على الأقل بالنسبة لسوريا ، كذلك جرت عدد من لقاءات التعاون العسكري منها تبوك 4 بين مصر والسعودية، تبعتها عدد من التدريبات العسكرية المشتركة بلغت 25 تدريبا قامت بها مصر مع بعض الدول العربية ( عدا العراق )منذ مطلع عام 2018، الأمر الذى دفع دول المنطقة نحو مراجعة سياستها الدفاعية، على رأسها تقوية جيوشها ورفع استعدادها ، من خلال تجهيزها بأسلحة متقدمة ومتنوعة، إضافة إلى إجراء المناورات المشتركة وتبادل الخبرات ومراجعة العقيدة الدفاعية عموما.
ومن هنا حريا بنا الإشادة بدور الجيش المصري كأحد أكثر جيوش المنطقة مشاركة في تعاون تدريبي مع دول عربية وغير عربية، ومع قوى كبرى في الشرق والغرب، وبحسب تصريحات المتحدث العسكري المصري، العقيد تامر الرفاعي، فإن الجيش المصري شارك خلال العام الجاري في 19 مناورة وتدريبا عسكريا مع بلدان عدة منها: السعودية والبحرين والإمارات والأردن وروسيا وفرنسا واليونان وإيطاليا وكوريا الجنوبية وروسيا، للاستفادة من خبرات الجيش في التعامل معها بأساليب مختلفة.
اليوم تبادر مصر بتعاون تدريبي عسكري عربي مشترك تحت مسمى (مناورات درع العرب 1)، لتنفيذ مناورات برية وبحرية وجوية مشتركة، بقاعدة محمد نجيب العسكرية (شمال مصر)، ومناطق التدريبات الجوية والبحرية المشتركة بنطاق البحر المتوسط. يشارك في التدريب عناصر من القوات البرية والبحرية والجوية، وقوات الدفاع الجوي، والقوات الخاصة، لكل من مصر والسعودية والإمارات والكويت والبحرين والأردن، كما تشارك كل من المغرب ولبنان بصفة مراقب .
أقف مستبشرا لمثل هذا التعاون من اجل خلق واقع عربي مشترك لأحياء معاهدة الدفاع المشترك ضمن إطار الجامعة العربية تشترك به كافة دولنا العربية لفرض واقع لمفهوم القوة تجاه أعداء امتنا العربية على راسها إسرائيل وايران بشكل خاص ، كما أأمل من حكومة الدكتور عادل عبد المهدي كبادرة حسن نية لإعادة واقع قواتنا المسلحة كما كانت قوية مقتدرة مخلصة لبلدها ولمحيطها العربي بان يأخذ هذا الجانب بنظر الاعتبار لعدد من الأسباب أهمها ، احياء التقارب العربي – العربي المغيب بعد احتلال العراق ، التعرف على أساليب القتال الحديثة بتنسيق وتخطيط مشترك مع الدول المشاركة ، التعرف على طبيعة الاعمال العدائية التي تقوم بها الجماعات الإرهابية (داعش) وغيرها تجاه العراق ومنطقتنا العربية وأساليب معالجتها ، ، رفع الادران التي علقت بقواتنا المسلحة بعد اخفاقها في صد هجوم بسيط من قوات غير نظامية (داعش)، أدت الى هروبه تاركا الموصل لداعش ثلاث سنوات عجاف دمرت هذا البلد، التعرف على أساليب العمل المشترك مع دولنا العربية وترك التعاون الأمني الإيراني الذي لا يهدف سوى تحجيم دور قواتنا المسلحة واحلال الدور المليشيا وي الطائفي فيها ، تخليص قواتنا المسلحة من نظام المليشيات التي فرضت على قواتنا المسلحة ، أخير عدم اخذ العزة بالإثم سبيلا لعمل قواتنا المسلحة منفردة دون القوات المسلحة العربية .
تحية وتقدير
2116 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع