داود البصري
لطيفة وظريفة و مثيرة لكل عوامل التأمل و الإنبهار تلكم التصريحات النافية التي أطلقها ( غوبلز ) حزب الدعوة الإيراني ،
والمستشار الإعلامي الخاص للرفيق نوري المالكي سماحة الجنرال علي الموسوي الذي تأبط دورا عسكريا صرفا تجاوز فيه إختصاصاته الإعلامية المفترضة حينما أنكر بالصوت و الصورة وجود أي دليل على الإتهامات الأمريكية بمرور طائرات شحن عسكرية إيرانية تحمل أسلحة الموت لبشار الأسد في الأجواء العراقية!! ولا أدري ماذا يقصد الموسوي بالدليل وهو جالس على كرسيه الوثير في المنطقة الخضراء ولا ترى بشرته أنوار شمس بغداد الساطعة ليتحدث عن أمور و نشاطات جوية لاعلم له بها بل أن أخبارها و دروبها عند أهل أجهزة الرصد و المخابرات الأرضية منها و الفضائية ، و السيد جون كيري وزيرخارجية الأعمام الأمريكان عندما جاء لبغداد ليبلغهم الخبر اليقين لم يكن يمزح أو يهرف بما لايعرف ، بل أنه مسؤول رفيع في دولة عظمى كان لأحذية جنودها الثقيلة الفضل الأول و الأخير في تحول علي الموسوي لمستشار إعلامي خطير رغم أنه لا أحد يعرفه أو يعلم بطبيعة عمله أو إختصاصاته أيام المعارضة السابقة سوى صعلكته في طهران و الحجيرة و ما بينهما من الأمصار! ، حينما يتحدث الموسوي عن الأدلة و القرائن فهو إنما يمارس الكذب البواح و الصريح بطريقة دبلوماسية ؟ فهل من المطلوب إسقاط السلاح الجوي الأمريكي لطائرات إيرانية كي يتأكد سماحته مما يجري فعلا ؟ أم أنه مصدق فعلا بأن العراق الحالي بوضعه السلطوي الرث هو بلد ذو سيادة حقيقية!! ، لقد سبق للسفير الإيراني الحرسي حسن دانائي فر أن أعرب عن إمتعاضه من تلك المرة اليتيمة التي جرت فيها مسرحية تفتيش مزعومة لإحدى الطائرات الإيرانية و أعتبر إن ذلك مخالف للإتفاقيات المبرمة بين الجانبين؟؟ و السؤال الذي لم يجبنا الموسوي عليه ماهي طبيعة تلكم الإتفاقيات المبرمة التي تحدث عنها سفير الخامنئي ؟ والسفير طبعا لايكذب بل كشف عن ذلك في فورة غضب مصطنعة و إبتزازية بذات الوقت لأنه يعلم بن الأمور مرتبة بشكل مسرحي و بأن طبيعة الحكومة العراقية لا تسمح أبدا بمناقشة أي قرار إيراني على المستوى الستراتيجي فكيف إذا كان ذلك القرار متعلق بالحالة الوجودية و المصيرية للنظام و الذي تتحدد مؤشراته من خلال إنجلاء الصراع في سوريا عن نتيجته النهائية ، فإنتكاسة وهزيمة الثورة السورية تعني إنتصارا مجيدا للنظام الإيراني و لكل قوى وعصابات الصفوية السياسية في الشرق ، أما إنتصار الثورة السورية وهو ما سيحصل فيمثل بداية النهاية و الإندثار الحتمي و التاريخي للشعوبية الصفوية بل و بداية حقيقية لتفكك و إنهيار النظام الإيراني و إختفائه من على مسرح الأحداث ! ، لذلك فإن الرفيق الموسوي حينما يتحدث عن قرائن و أدلة فهو إنما يضحك على نفسه و ليس على الرأي العام العراقي و العربي الذي يسخر من مثل أولئك النماذج من المستشارين الذين لا زالوا يتصرفون بموجب عقليات الماضي السحيق و النظريات الإعلامية المتهاوية المعتمدة على إطلاق الأكاذيب و من ثم تصديقها متناسين أن الجماهير ليست آلة صماء يسيرها أهل حزب الدعوة الطائفي الفاشل وفقا لمشيئتهم ورؤاهم الناقصة ، لن تستطيع الحكومة العراقية بكل جنرالاتها بدءا من وزير الدفاع مرورا بجنرال الحرس الثوري ووزير النقل و إنتهاءا بالملا خضير نائب الرئيس ووصولا للجنرال علي الموسوي تفتيش ( عربانة ) إيرانية واحدة ، فكيف بطائرات تحلق بعيدا في الأجواء العراقية وهي تنقل إمدادات الموت لقتل شعبنا السوري الشقيق و تساهم في إطالة عمر نظام قذر و مجرم ؟ على من يضحك هؤلاء ؟ و بأي ملاية أو عباءة يتغطون بعد أن أزيحت أوراق التوت عن كل العورات ، وبانت الحقائق عارية أمام الجميع ؟ نتمنى فعلا على جنرالات حزب الدعوة أن يرهنوا للعالم على نزاهتهم و إلتزامهم بالقرارات الدولية من خلال تفعيل حقيقي لعمليات التفتيش أو على الأقل لحظر جوي شامل يمنع مرور الطائرات الإيرانية في الأجواء العراقية إن كانوا غير قادرين عمليا على ممارسة التفتيش ؟ أو الإستعانة بالقوات الجوية الأمريكية أو الأطلسية لتنفيذ المطلوب... و لكنهم لن يفعلوا أبدا ، لأن دورهم التخادمي مع النظام الإيراني مفضوح بالكامل و لأن سفير طهران سيفضح كل الأوراق رغم أنها مفضوحة أصلا أنصح المستشار الموسوي بحلين لاثالث لهما وهما إما أن يكرمنا بسكوته و يطبق ستراتيجية ( عمك أصمخ ) الذهبية!! ، أو أن يقدم إستقالته... أما أن يستمر الكذب الصريح ففي ذلك مخالفة شرعية لتعاليم حزبه الدعوي المنافق...
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
949 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع