سُندس (الدّيوان العاشر) بقلم: د. منير موسى

سُندس* 

(الدّيوان العاشر) بقلم: د. منير موسى

حسَب
-----
بصيص من الأمل في غيْهَم اليأس
يجلو الجُنوح،
ويعضِب أشواك الجُناحِ
دع الفتافيت تسقط،
ولا تنحني لها،
واستنشق الحَسَبَ الأثيلَ
مصغيًا لعنادلٍ
في روضها الرّشّاحِ
دع التّجاهل؛ إنّه جهلٌ
ضحل المياه ممرمِر الأفراحِ،
واشفق على أصحابه،
ولا يغرّنّك نفَس البرجوازيِّ
واقعًا بالدّون، عليل الهواجس
واهمًا في كونه من لَجنة الإصلاحِ
*
برقوق
------
غابت مواقفٌ، تلاشت صداقاتُ
كانت منافعًا في هزال واقعها،
أصحابها جهلوا
أنّ الزُّقوقو يكفكف دمعة البرقوق
والجُرندُس جَناحُه في الملمّاتِ
*
حومات
-------
أغاريد الأدغال تغمر صخب وديانِ
مطر يعزف على الصّخر
ألحان غناء ديك سُمّن هيمانِ
أوراق اللّوز سابحة
فوق السّفوح،
وشِعاب الجبال تضمّخها
حومات ريحانِ
وفي أردان ثوبي المبلّل
يتدفّأ أبو نقّر،
يطعمه الثّمار طائر الطُوقانِ
*
كرَز
----
أماليد الكرز تحنو على
طيور الحبّ والدّواري
تناديها، لا تهجريني
جفّت ثماري، وتساقطت أوراقي
لكنّها وعدتني،
عائدة أنا
*
وتلوّنت الحدائق بالأزهار
عادت الطّبيعة خلّابة
ضاحَكَ اخضرار الأعشاب
ورق الدّوالي
أفاقت من سباتها الفِرّ والضّواري
وهاتفت ليلكيَّ النّوّار
رفوفُ الحساسين والكناري
*
الجَدا
-----
حاملًا عصفور النُغاشة
يهِفّ النّسيم
من وراء الشّبّاك تزفزف الرّيح
حنينًا للغِباء
ما جرت الوديان بعدُ
عطشت الوعور وسكّان البراريّ
عاد زفيف الجافلة التّووحِ؛
فندّى الجوَّ؛
وصار ينضح
على أجنحة السّديم
فتّشتُ عن الموقد
وقارورة النّبيذ
ورأيت قوارب الصّيد
عائدة تحت الجَدا
*
وِجْدان
-------
عندما لا يكون الحبّ مذاهبًا
عندما لا يكون جنسيّاتٍ
عندما لا يكون إثنيًّا
عندما لا يكون قبائليّا
عندما لا يكون حمائليّا
عندما لا يكون أرستقراطيًّا
عندما لا يكون مطعّمًا بالذّهب
*
عندما يكون رِهامًا
تتلقاه السُّنونُوةُ بمِنقارها
عندما يكون أَراكًا؛
يبنى فيها الخُضاريّ والحسّون فنادقًا
هامعًا عليها عاطر التّهتان
عندها، أشهِروا الحبّ مِقَةً
فلا دخل للغربان والصّقور
في أعراس البجَعات!
*

الزُّهرة
------
ارتقبيني، وترقّبيني؛
كي أزيح عن كاهلكِ السّحاب الرّاعد
والجَهاما
ويهلّ على جِنح الأراويح
على المِعصرة والرّهْل
ترقّبيني، عندما يغزوكِ الشَّجَن،
ويعكّر الصّفو
ورق الصَّفصاف الأصفر
يستقتل عليه كلّ اللّاهثين
لاحتواء منتدى القوم
حمائلًا مشرّدين
زرافاتٍ ووِحْدانا
ترقّبيني؛
كي أضمّخكِ بطيب فيجن
وادي المجنوني،
زيتون بو صرار،
برقوق جبل الخرّوب
والوادي الشّرقي
بفوح سنابل السُّتّريّات
وأرض الكلب
موارس العين
النّزلة والزّنار
وهدير رقاطيّ التّل
عائلتها على شجرة السّدري
في المنصورة
فارتقبيني،
فكيف لا تبقين منوّرة
أنتِ يا نجمة الصّبح
نجمتي وصبحي؟
*
سنابل
-----
وحدها السّنابل تجعلني أفكّر بالفقراء
والأطفال المحرومين
بالمتسوّلين بالأطْمار
أفكّر بالكادحين
على أنغام مناجل الحُصّاد
في حقول ذلك البرجوازيّ
أمعنَ النّظر مستقصيًا
كيف أنّه ارتشف الخندريس
من معاصرهم
حين صارت أرضه لهم
ممهورة بموسيقى المعاول
والعرق المتحلّب من الجبين!
*
ثمن
---
لأجل التّقدّم اخترعوا الكهرباء
الآلات والسيّارات لرفاهيّة الإنسان
والدّواء لشفاء الأسقام
لكنّ آلات الحرب لمَن
في البرّ، البحر والجوّ؟
أغبى حضارة في التّاريخ
والثّمن شديد الوّطأة باهظ
فاحذروا الدّخان الخانق الحارق
وأنتم في عزّ أحلامكم
ورقصاتكم العشوائيّة بالشّراب السّافح
سادرين غير آبهين!
*
وداع
-----
حينما تودّع الأمهات أبناءهنّ
الذّاهبين للحرب قسرًا
معتصرَين بالأسى
والمرار الّذي بلا قرار
يهمي السّحاب دموعًا
والكون غاسقًا يصير!
*
أبرياء
-----
جنود أبرياء بعمر الورود
يقتلون بعضهم البعض
لا يعرف واحدهم الآخر
لا ثأر بينهم
محزن هذا
وتجار الحروب المقامرون بشعوبهم
يوهمون النّاس بالمعاهدات
لكنّها صفقات المحظيّات،
الذّهب، المصارف والسّلاح!
*
دمار
----
ماذا تنفع الجنودَ الألقابُ
شهداء، أبطال ومغاوير؟
مَن يردّ تلك الخسائر
مَن يرجع للأمّهات النّفس والجسد؟
مَن يرقّئ العَبرات المسفوكة؟
مَن يواسي الزّوجات والمحبوبات؟
مَن يحتوي الأيتام؟
*
غرباء
----
بلا مأوى ولا أرض
حفاة بلا طعامِ
شرّدتهم أطماع الاستبداديّين
مؤامرات الإثنيّين الطّامعين
الرّاسمين حدودًا في الفراغ
وذلك الشّرطيّ العالميّ
سليب القوميّة، العدالة والإنسانيّة
مَن يلملم شتاتهم،
ويهديهم بُوصلات الرّجوع
إلى الجوع والضّياع
ومَرضى الزّعامات والمذهبيّات
يعطون الإشارات
محاكمات ميدانيّة،
شعوب غَرْثى
ولا زال البغاة عاقدين الكرافتات
على ياقات القمصان
على أدراج الطّائرات.
*
حرمان
------
الشّجى لا يُشترى
كذلك الحبّ والفرحُ
البقاء والتّرحال، الأولاد والبنات
الزّمان والمكان
تغرب الجوناء، وتشرق الشّارقة
تفرج كربة المحرومين
من دفْء الأوطان!
*

وطن
----
بيوت مهدومة ومشرّدون
ميتّمون جوعى وملاحقونْ
مخيّمات الذّل والهوان
سلاطين بلا رحمة
عَبَرات الأمّهات لا تجفّ!
*
سُكّر
----
تشرب القهوة في كلّ صباح،
تعرف مقدار سكّرها
وحدك أنت
كذلك الحزن في داخل
اللّب والقلب
والفرح، إذا وافق
أنْ يهلّ!
*
مسار
----
لا أحد يدري، مسار النّمل
كيف يكون
لا قابليّة لتغييره
كذلك مسار الحزن
الحبّ والحرّيّة
*
سهولة
-----
سهلة هي الخصومات
واستِعار الحروب
سهل هو الظّلم والِاقتتال
لكنْ، صعب هو الحقّ والسّلام!
*
ذئاب
---
شاعر عربيّ إفريقيّ
تشيليّ إسبانيّ
حامَى عن معزوفة الشُّحرور؛
فغدروه!
*
صِبا
----
كانت متاهات الصِّبا
سواقيَ أفراح وأحزان
مفروشة بسجّاد البساتين
وشوك الوعور
عطشنا، فنغبنا من الغدران،
وسرنا حسب ظلّ الغيمة
وميْل الشّمس!
*
خبزة
----
جمعنا المياه من الغدران
في الوعر
سكبناها في البراميل
زرعنا الدّخان
موجات غناء الزّرازير
فوقنا كانت تمرّ
شممنا رائحة خبز الطّابون؛
فزال التّعبّ
*
سليتة
----
من قطرات عرقها
في الفلاحة
جمعت أمّي قطرة قطرة؛
واشترت لي سليتة من ذهب
هي أسوارة اللّيرات
*
أبرياء
-----
مَن يخلّص الأبرياء
من عذاب السّجون؟
الحاكم المسطول فاقد الإحساس،
والعَسَس يعيثون فسادًا
فمَن يكسر القيود،
ويهدم جُنْح ظلام الحصون؟
*
سماء
----
مُترعة سمائي، سماء جليلي
بالدِّيَم المحمّلة بالصّيِّب
المِهماع والرّيح البليلة
واختمار القهوة يجمع
نادي القبيلِ
ومفارق الضّوء سليلة الفجر
تنشد في الرّحيلِ
نام القُمريّ بين أردان البساتين؛
فصار ورودًا
يراقصها النّحل بالتّقبيلِ
*
لاميّات
------
عسل وسمسم،
وصُفريّة على كتف الثّور
مرفرفة تنقّيه من الحشرات
ويخضرّ بالوعر ثَلْم
والأنداء تعِد حمرة الأرض
بزرع، يطربه ثُغاء، يصدره الغنمُ
في محيّا ذلك السّهل النّضير
سماؤه غيوم الهداهد
على قُنْزُعاتها لاميّات
وشاحها النّغمُ
*
غناء
---
تبثّ رنّة الأوتار مكنون الشّعور
أغاني النّوارس على قمم الخضمّ
في مناقيرها الأسماك
أعشاشها بين الصّخور
وعلى خَلَجات الرّفاريف
كان يغنّي الصّائدون!
*
محرور
------
طفل غرير خارج
من الكوخ الأخضر الزّاهي
وسكّير هارب بطلًا
من حفل غفير
وعلى الأطلال
لا زال يشدو بالدّمع المرير
ذاك مولّه الأوطان
يعدّ النّقود خارج حفلة الميْسر
في فؤاد على المشرّدين
محرورِ
*
سناسل
-----
على بساط الرّيح
تهِفّ الفراشاتُ
ترنو لعطر الضّوء في العتَماتِ،
وتهرب من ظلال شوك الرّيح
مع النّسمات
عقارب تحت الحجارة الملساء
مجرّدة من سمّها الوخّزاتِ
وما تهشّم صوت النّاي
من بومة
على سناسل الضّفيراتِ
*
ثمار
---
يرسم المطر خرائط السّنابل،
وطائر كاسرِ الجوز يوزّع الأرغفة
على المعدمين هاجِرًا للخمائلِ
الكتب العتيقة
ضفاف الشّوق في صفحاتها
والمطر المداريّ ثمار بالسّلالِ
*
سواقي
-----
تملأ الغيومُ سلال فلّاحِ
مخيَّم على جوانب البساتين
هارب من الجراحات
والسّواقي تطفي غليل كلّ مُلتاحِ
*
مِخضال
-------
هل الهواء أكثر في الأعالي
يحمل الذّكريات
شاردة من البالِ؟
والمدى يستضيف الزّرازير المهاجرة
لونها قنافذ، تحمي الحقول
يلفّعها الزّقوقو بالشّالِ
رتقت جراح المسُومين
جوازات السّفر
بأثيرها المِخْضالِ
*
عصفورة
-------
ريح من السّرو
تصفِرعلى جِنح الأناشيدِ
وهل تعرف الحساسين صورتها
في مرايا القصيدِ؟
وأنتَ على جسور البلاد الغريبة
ناسيًا اسم الحبيبة،
وتنادي،
تركتْ زِرعيّة
حفل خُضرة البَلّان
على ضفاف الوادي
وشوشت ذاك الغريب الدّامع،
اليوم عيدي!
*
حَمْحمة
------
القمح ينضج في سنابلنا
في ضجّة الصّمت
من الضرائب تئنّ كواهلنا
هضمنا حقوق بعضنا،
وما خجلنا
ولا تشرق من جيوب الكُبراء
شمسنا
وتستشرف اللّامعقول أحداقنا
يستريح اليحموم تحت النّخيل
وحمحمته تستدني أوطانا
*
أوغاد
-----
صار الضّلال ملح الطّاولاتِ
وحقوق الحيوان أوّل دأبهم
وفي القِدْر النّحاسيّ
يطبخون القوزة لأبناء الذّواتِ
على مضض يعترف الأبرياء
وثُلّة الأوغاد تأخذ القراراتِ
*
ناي
---
يلتهم الأثرياء القديد المشويّ
التهاما،
والفقراء يعزِقون الأرض،
ولا يستمطرون السّحاب الجهاما
ودولاب يلحّن في المقاثي
راعٍ على نايه
يرقّص الرِّهاما
*
جغرافية
------
لو أنّ كتاب الوجه
وجه الكتاب، الفيسبوك،
ضغط فرامله
ماذا كنتم تفعلون
إذا لم تربطوا الأحزمة
أيّها المدمنون
أثرياء ومعدمون؟
تشترون التّذاكر ونوّار الشّمس
وتقصقصون؟
أن تكون غابات بلا شجر
أهون لكم؟
أم تبدأون بقراءة التّاريخ
وجغرافية الأسلاك؟
*
عواصف
--------
ماذا لو هبّت أعاصير؛ لترحيلنا؟
ما الأسرع لنا، حفاة أم منتعلين؟
في الشّرق حرب
في الغرب بحر
في الشّمال مدن مترفة
مدن راقصة
مدن تائهة
لونك مهم عندها
وهي فاقدة اللّون
في الجنوب حَرّ وجوع
لكنّ الفضاء يحتوي أيدينا المرفوعة؛
فتخرس العواصف!
*
حُلوم
----
حينما نشرب القهوة
سويّا،
لماذا تعود العداوة؟
عندما تميدون في حلقات الرّقص،
هل تديمون الخصام؟
أين راحت الكلمات،
كأسك، ولا وطن، بصحّتكم؟
ما تفعلون بالمال
الحُلوم والعلوم؟
خفّفوا من غُلَوائكم!
*
كنار
---
نسيتَ تلك السّنين الخوالي،
حين هيمنت بظلالها الدّوالي؟
ولم يبرح الهزار
شِعاف الجوز والعِرزال
هل تعرف الطّريق
أيّها الكنار؟
إن أكلت التّوت
تقل:
لم تبرح المسافات بالي!
*
وداع
----
رنين الهواتف يكسر الصّمت
بين رمشة عين وعين
يتلاشى الصّوت،
ويضيع الصّدى
وسكّة الحديد تخفي ضجيج سيّارات
ورائحة التّفّاح
تستقطب طيور القيثارة
قادمة من وادي الزنابق
والخُزامى
ولم تقل لها الغدران،
الوداع!
*
محبّ
-----
وهبْتك نفسي، وكلّ عواطفي
ورودًا وشبابا
أطعمتني لقمة بيدك؟
وتقول لي: وقّعي،
هذا كتاب طلاق مؤقّت!
هل الجوريّ قادر
على إرجاعك؟
*
عروس
------
انظر إلى أعشاش الطّيور
عجيبة متقنة جميلة
لماذا تبعد عنّي؟
كم انتظرتك،
وأنت عاقد على النّوى!
حضّر لي الفُطور،
وعدْ
حَجَلتي في انتظارك
*
يدي
---
ليست الرّيح بلا عشب
ولا شجر
ليست الشّمس بلا سماء
إلى أين تغادر؟
يدي نحوكَ ممدودة
والبحر في مكانه
لا يغيّره،
فهل نبحر؟
*
الهيامِي
------
كانت البوادي مرتعًا
للضّواري، الطّيور والقوافل
واحاتٍ، وحرب قبائل
بانٌ، طلْح وسوسن
خيامًا، تعزف على أوتارها
الصَّبا والسّوافي
صارت السّباسب
أنهرًا للذّهب الأسوَد،
مطارًا لفاره السّيّارات
وموارد أسلحة؛
تهدم البلادا!
*
رسالة
-----
تحت شجرة التّوت
مِنضدة، كرسيّ قديم
عصافير منمنمة
أحمر الرّأس منها وأسودهأ
كنّا بعمر ولون طيورالعواسيق
فأنا منتظرة رسالة وصورة!
*
شِعر
---
في الصّيف مشغول أنت
في المناسبات والنُّزُهات
في الرّبيع لا تشبع من
التّأمّل العجيب
في الخريف تحاول أن
تفلسف أفكارك
في الشّتاء تشمّ عبير الشِّعر!
*
ورد ماء
-------
تسقي الورود
تقطفها من بعد ذلك
تلقي بها في الإبريق
شربت ماءَ الوردِ
أم وردَ ماءِ؟
*
حرّاس
-----
طراوة خوخ السّانتاروزا
لا نسيان لطعمه
سرقناه من الرّبعان
على كتف الوادي
كانت الخيول ترعى
بلا رعاة
والكلاب تحرسها
هي حرّاس العرب
*

غليون
-----
وجهك في الأرض
سائرًا
مدخّنًا غليونا
لا ترى الغادين والرّائحين
مرّتْ بجانبك، لم تنظر إليها
رجعت لحبيبها
القاطف معها
في كروم التّفاح
جهلتَ كيف يحبون
لم تصر كبيرًا
سبقتك شهادة أغمار القمح
أرغفة في أيدي
الكادحين
*
سلال التّين
---------
اكتبوا عن عبقريّة الفقراء
عن مناجل الفلّاحين
عن المعمّرين البلاد
عن العمّال
عن المشرّدين
عن المحرومين
لا عن حفلات المُوسِرين،
النّراجيل وبذلات الجوخ
من عرق المسلوبين
اكتبوا عن صبيّة
تحمل سلال التّين!
*
كوبا
----
حامت فوقها
وحولها الغِربان
وسحُب سَحْماء غسّاقة
أرادوا تسكير هواء البحر عنها
ما قدروا على خنق
أغاني أولاد العبيد
في حقول الذّرة،
سهوب القمح
وفي المصانع
ونشيد الحرّية
سحق جميع العُقبان
*
سكوت
------
الخبز آخذ بالارتفاع
المساكن بلا سكّان، لا معقوليّة الواقع
والفرحون العاجيّون
وحدهم
سيّارات برّاقة
سباقات حضاريّة جاهليّة
كلّ ما فوقكم وما تحتكم
دفعتموه
هل بقي مواقف لسيّاراتكم
وأنتم أصحابها؟
*
غفلات
------
أين الحدائق،
تغنّي على سَنْطها
أطيارُ الحمام الزّاجل
مسرّحة شعور الأطفال
تحت ظلالها
رائحة المقاعد عطور؟
أين المتنزّهات في الطّبيعة؟
تشمّون الهواء
في السّيّارات السّجون؟
وفي ضجيج حوانيت
قصور الأسواق؟
أين مراتع روائح الرّيحان
الميرميّة والزّعتر؟
أين ترديد الأشعار
على موسيقى
رواشح السّواقي؟
*
مطر
----
عطشت أشجار الزّنزلخت
مضيفة زغاريد الشّقراق
صاحت الأغصان؛
لتكتسي بالفروع
وغنّت الفروع؛
لتمتلئ بالأوراق
مشتاقة لضِحكاتها
فانهمر المطر!
*
الجوناء
------
تشرق الغزالة؛ فتبعث الحياة
دفئًا ومطرًا
أنهارًا وسواقيا
سمك البحر يكثر
في الطّبيعة مَن يبكي،
وفيها من يفرح
تغرب الشّارقة؛
فيتوه المتحاربون!
*
سبُل
----
الطعام مطهوًّا على خشب الزّيتون
أطيبُ
خبز الوقّادة المقمّر
وطلامي الطّابون
للذّوق والطّعم
فيه العجبُ
والخبز الحاف يربّي الأكتاف
الصّحبة في أيّام البؤس سهلة
هل موجودة في الرَّخاء
وهل تشعرون
في النّسمة الرُّخاء؟
ومَن ذاق الحرمان
هل يعرف سبُل السّخاء؟
*
غمام
----
يسخو الكريم باسمًا،
إذا وُجدا
ولا يكرم اللّئيم إلّا تكلُفا،
إن شطّت نواياه
نخاف الحزن في كلّ لحظة
ولا يسقي السّلام
إلّا عين على الغمام
*
لجام
----
شقاء العيش لا مندوحة منه
ويخشى النَعام أن يبيدا
ثابت هو المكان
ولا يستقرّ في مكانه الزّمانُ
فهل يفلح الخبيث
في مساعيه
وأخو المروءات يفشل؟
وتأتمر الممالك بالملوك
وحوادث العوادي
هل تلجم كالخيول؟
*
سلسبيل
------
عندما تسغَب الضّواري
أسُودًا، نمورًا وذئابا
كلّ ما في طريقها تقضي عليه،
إذا لم تَهِ المخالب والنّيوبُ
وهل تجد الأرانب لها خِتلًا
مغمضة العيون
فيه تستكينُ؟
فخمر الثُمالَى يرديهم بكيف
ولي السّلسبيل، ينبع مِالعيونِ
*
أمّي
---
رجوتِ الحياة، تهجسين خيرًا
حبورًا وطموحا
وما كان حليفًا لكِ
سوى تقواكِ والعَبَرات
وما تجهّم وجهك مرّة
وزرعت في الكثيرين البسماتِ

* سندس: اسم ابنة الشّاعر

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

421 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع