عِطْرُ مَاءِ الزَّهْرِ {الدّيوان التّاسع}

                                                  

                           بقلم: د منير موسى

عِطْرُ مَاءِ الزَّهْرِ {الدّيوان التّاسع}

طموح
------
دخان سيجارتك المهلك سراب، وكأس الكحول الخدّاعة سافحُ
مشعشعة تسري في عروق مغازليها
فيطرب حبورها المالحُ
أزيز الزّجاج محبّة، والبغضاء داخلها
وهجير لافحُ، غليونك المحبوب ما أعطاك شهرة
والمعسّل سُمًا نافحُ
طابون النّراجيل في قاعة الرّقص، والجسد مائس جامحُ
عيون الصّقور تنتقي الفرائسا، فأين منها نظر اليمام المارحُ؟
خلاعة وأزياء مُنَسّلة، بريء منها خَدين الوقار السّامحُ
سرقتَ حليلة جارك طائرًا، شغفك هذا ،حتمًا، لقلبك جارحُ
وقالت: حبيبيَ أنـتَ، فلا تنظر لغيري، وغيّبتها المطارحُ
نهبت مال العامل متباهيًا، وألم ضميرك المخدّر بارحُ
وصارت قلّة الدِّين خبزًا، فعلقمكمُ اليوميّ فيكم فالحُ
أسماؤكم لامعة، والمكاتب رنّانة بعطورها
والجشع طارحُ واللّيموزين دَيْن وسرقات
يضيع بها مَن بعطرها فارحُ
اغتصبت الحقوقا، فهل تقول لعاصفة الموج
هذا، لأنّي طامحُ؟

الكارثة النّازيّة العالميّة
ألفريد بلويتز العنصريُّ النّازيُّ أطلق شعاراتِ الحقد
في كتاب "الرّخصة" معاديًا كلّ الشّعوبِ

ورأى المجرمون الحلّ النّهائيَّ في قتل اليهودِ
ضاربين عرض الحائط بتخويف النّاس
بالوحش المهوبِ

جابت قوّاتُهم، قطعانُ ذئابهم العاصفة
شوارع الكراهية
منشدين سُموم الحزب المحروق
نافثينها على المنكوبِ

والرّايخ الثّالث ذلك المهووس
صبّ جام حقاراته بقانون نورينبيرج
الدنيء برِعدة المكلوبِ

وقالوا:" تحتَ البشر أنتم، ونحن وحدَنا الأنقياءُ
ونحن الآريّون، نحكم العالم بسيفنا الملهوبِ"

وفي ليلة الزّجاج المهشّم عاثوا فسادًا في بيوت الآمنين
مروّعين بضمير الغائب المجروبِ

واجتاحوا كلّ الغرب بفظائعٍ، يشيب لها رأس الوليد
فيتّموا الأولادا، أثكلوا الأمّهاتِ ورمّلوا النّساءا
بهمجيّةِ رمادِ الغاشم المعطوبِ

وداستْ بساطير الجيوش على الرّايخستاغ
على المهتوم هتلر، وعلى تمثال النّسر المرمريّ
مع الصّليب النّازي المهشّم المعضوبِ

كوز ماء
--------
شعبنا نوافح خضرة الغار، رغيم التّشريد والتّغريبِ
كلّ البلاد غنيّة في طبائعها المَريعة
فيها مراتع للمتسلّط السّالب ومحابس للسّليبِ
خيراتها عميمة، لكنّ الشعوب في المراح السّغيبِ
حلوم الأرستقراطيّين في تعظّم العيش؛
وفي حَباب القَرقَف المِخدير الصّبيبِ
واشتراء اللجَين من عرق الكادّين في طلب الأرزاق
السّاعين في الكدح الدّئيبِ
لهْو، واختلاس رقص على أنغام الغارد المِطريبِ
لنُنْهلِ المُلتاحين للحرّية، لكوز ماء بارد،
سلسبيلا سهل المساغ بالتّنغيبِ
تشرّدوا، غِيلوا، وغُرّروا بالسّياسات
والوعود كالبرق الخُلّبِ المِخليبِ
الثّريّ السّريّ أينَه، والجواد العربيّ ؟
نزح الهلاليّون، وما من عَريبِ
أين غيرة الخارجين من العاجيّ
إلى الفضاء الرّحيبِ؟
دافئ للهائمين حنان القلب
مَوقاهم من الحالة السّائدة والمجال الوصيبِ

القاتلُ أنتَ والمقتولُ
يا فرات، أطفئْ سعير النّار في الهلال الخصيب
ويا برَدى، في شهر الصّوم الكريم الفضيلِ
كيف يصير ياسمين الشّام رمادا
والحرائر باكيات حواسر
ودخّنت، داجية دامعة، نار القبيلِ؟
كيف يستحيل حوض دجلة مأوًى لعصابات المارقين
غير فارقة بين تحريم وتحليلِ؟
يبين لكم الخيط الأبيض من الأسود
فيُضْحي الصّائم رامضًا خاشعًا صابرًا
وحرَّ جوفُه من الغليلِ لمن الدّبّابات والطّائرات؟
لمن أرتال الجحافل في كلّ زَنقة
عرقوب وسبيلِ؟ لمن الإعدامات في الميادين
والأطفال مذعورون حفاة؟
هل تعِيدون جناية قابيل على هابيلِ؟
بين أزيز الرّصاص وصواعق الصّواريخ
مَن يسمع المسحراتيّة، قوموا كلوا
قوما نسحر قوما، على قرع الطّبولِ؟
يعجز البليغ عن وصف الفظائع
ضدّ مَن ؟ ضدّ ابن أمك، أمتك، أخيك
جارك، خليلك، حبيبك، سليل التّاريخ
العريق العابق التّليد النّبيلِ ؟
زكاة الفطر، أو صدقة من الصّدقات
شعورًا مع الفقراء والمساكين
لا قتلهم في هذا الزمن المستعبد
للمأفون الرّخيص الذّليلِ
رأيتَ الهلال في شعبانَ، فكيف لم ترمِ السلاح؟
وفي شوّالَ كيف تعيّد، إذا لم تطأطئ
هامة للرّحمن الرّحيم العليّ الجليلِ؟
في العواصم تعوم الشّوارع بالفوانيس
والشّموع الموكبيّة على ألحان التّراويح، التّكبير والتّهليلِ
يا باغيَ الخير، أقبِلْ، ويا باغيَ الشّر، أقصِرْ
حبّ الشّعوب ذِمامي، وشعبي نور عيوني
فاغٍ زهر حضاراته في الفضاء الرّحيب قاهرًا للمستحيلِ

الصَّيَاصِي
عميد قريبي، طَليع رَبيبي
بلدي خَليبي شعبي حبيبي وجُورِيّ رُوحي
كِبار القلوبِ عِظام الخُطوبِ سِراع الهُبوبِ لِسَنْدِ الشّعوبِ
ضِمادُ الجروحِ كَشيف النُّيوبِ خَتول مُحابي
وغِرّ مُصابي، يُغالي، يُرابي
غَديرُ المُلاحِ، سَعير الحروبِ سريع الهروبِ
ذَريع الدّروبِ، نَثير الطّيوب فَحوحُ الكفاحِ

"سرّيسةُ"
الأرَجِ العاطرِ
{ألقيت في حفل تكريم الطّالبة رحيل صالح؛ تقديرًا لإصدارها كتاب خواطر أدبيّة، تحت عنوان: "طفلة تريد الإجابة". وتكريم زميلتها الطّالبة نور عطالله؛ تقديرًا لإصدارها رواية "الحياة لا محالة". وأقيم الحفل في آخر السّنة الدّراسيّة /صيف 2016/ في ساحة مدرسة "السّرّيسة" الإعداديّة – يركا.
*
السّرّيسة ريش زقزقة الخُضاريِّ
خمائل شغوف بالصّيّب المهطالِ
شرقيّة المحتِد ريّانة الِاخضرارِ

جبليّة، يهواها الرّبيع
ورق للشّاي عطريّ،
مَرشف لحدّة اسوداد مَناسر الهداهد
ورقة اصفرار مناقير الشّحاريرِ

زواحف واجلة بين الصّخور والأشواك،
ثعابين، غابة من البلّوط
مَطعم السّناجب في فنادق الأشجارِ


وأبو الشّهام سارح
مع الأغنام والأبقار والماعز،
وكلابه سهم، ريح ورمح
وشبّابة ترقّص العبران
وجوقة الرّواشح في تيّار وادي المجنونة
ثاملًا جاري

وقْواق بنيّ أبيض ساحر يغنّي
غُريْر أسود رماديّ مخاتل
يقاسم الطّير، دليل المناحل،
عسلَ البراري

وهِرّ البرّ السّنوْر صيّاد بامتياز
سخطة على الطّيور
ذلك الخجول، متفرّدًا، عازف عن التّسفارِ

حجل تُدرجيّ دارج
على أدراج الرياح
محمّلة زهورًا وبذورا
قارشًا من الفواكه والثّمارِ

الفِرّيُّ بين البلّان
ينقّ حبوب الأشواك والدّردار
محاذرًا أبا شوك
عندما السُّلَحْفاةَ يجاري

كبرت السرّيسة
فصارت كروما
من عنادل الحقول والدوالي
ومقالع أحجار البناء والرّخام
لتشييد الأوطان والأسوارِ

علت السّرّيسة
فصارت بلدًا، مدرسة وحضارة
تضاحكها شمس الضّحى
على أقحوان أوتارِ

وصارت مصانعًا وقلاعًا
يلمع وجهها
بانعكاس ماء البحر المتوسّط
ساطع الإبهارِ

سمقت، وزركش الوروار
،الموشّى ريشه القزحيّ، ربوع (يركا)
نجمة ساطعة في سماء الجليل
ذلك المعطارِ

وتبادل بو سلمان وبوسلطان
باقات الزّهور، الأحباق والزّنابق
في زفّة العريس؛
فضحك الجوريّ والفلّ
على سدر الحنّاء
مزغردًا لرقراق ندى الجُلّنارِ

حلّقتَ صَقرًا
لا تهبطْ بُغاثا
مِن هَجرِهم؛ قد سَلا الأحبّةَ بالي
فالروح نادتْهمو بلمح خيالي
سِحرًا بعالمنا قد صادروا قَسْرًا
من بين جِنح الدُّجى شعّتْ لآلي
تلك المليحة، لا تَتْبعْ خطاها
تسبّح الكونَ في فوْح الجمالِ
أبغضتَ أحبّة، فكيف، في لحظة؟
معمودةً كانت، والآنَ قالي؟
عنكم لسانُهمو لا يقنعُ بالكَفَفِ
باعوا المعالي عاجزين عن الوصالِ
يأتي الأذى ممّن أحببْتَهم دهرًا
فلا يتمادَ مَن لُبُّه خالي
وما المصالح من الحبّ بشيء
هل الخِضمّ كدَفقة الشّلّالِ؟
يصاحب الهمُّ الأنسانَ من صغرٍ
فصبرك غالب، لا صامتُ المالِ
حَبَبْتني والهًا، لا تنأَ عنّي
مهما جنت مقلة، لا تهجر الغالي

بالواحات وتغبُّ
أين منها سيّارة تسابق العمر
وزوجان غالبهما المُعسّل والشّربُ ؟
حنظل هو مذاق الزّهو والتعجرف
والمِقة بلسم يرقى بها الشّعبُ
يغمّ على القلب نعيب الغراب حسّون على سنابل الشّعير يطربُ
لا تدعوا الأفق وجْدًا يبكي
وتغرورق عين السّماء وتصبُّ

غِنوة كروم التّلّ
--------------
{{أرض زيتون، تقع في غرب بلدتنا بوسنان. تربتها حمراء في الجهة الشرقيّة، وبيضاء وعريّة في الجهة الغربيّة. هديل اليمام مسرح النّهار، وأوركيسترا الجداجد سيمفونيّة اللّيل}
غناء الخُضاريّ على اخضيرار الزّيتون، راشحًا بالنّدى، مستديمُ
رقاطيّ على الغصون، تميس بها، تكاد تغرق بين حبّاته، فتعومُ
أرض حجارة صَوّانيّة حمراء، رباع حصْو بيضاء، أعشاش اللّاميّات الرّماديّة البيضاء السّوداء بين الكِرسَنّة، طعامها المهضومُ
الغريريّ الشّرس خارج من جحره، يغرّ صيديّة بيضاء رماديّة صفراء ناجية، على جناح الأثير تحومُ
هزارات تغادر من على الفروع، وجهتها تفّاح البساتين، تشوقها الكرومُ
رعاة تخاصموا مع الفلّاحين، رعت مواشيهم طرابين القُصف الغضيرة، وعلى السّناسل البومُ
أيادي جود خشنة، ركّبت غصونًا برّيّة، فزادت الغلّة، وقرّط فروع الجذوع بلطة وقدّومُ
وداهود الحزّان عاش عاشقًا للتّلّ، غنّت حبّات زيتونه في يديه، في فوح زيته مغرومُ

خُضارِيّ الزّنْزلخْت
***********
{شاهدت محمودًا جالسًا بين الرّكام؛ وكان يعتّب نائحًا على أطلال داره، يستبكي ذوات الأجنحة والأمواج. فقَدَ عائلته، وما بقي له من مُعَزّ إلّا أخته بسمة. فمَن يعيد لهما البسمة، الحبّ والحنان؟}
أصختُ لمحمود، يعتّب بين صبّار حجارة الأطلالِ
وغاب أهله في الموسم الحزين الغائل المِغوالِ
خافض الجناح، هويَ زَرَق البحر، رقيَ الخضمّ العاتيَ العالي
شغوف بصيد الأسماك؛ ليطعم الغارِث الشّريد. ناظِران فيهما براءة الأطفالِ تُهدّئ رُوعَه بسمة الصِّنوة حانيًا علىيها جِنحُ نَسَم الشَّمالِ
أنْزِرِ البُكى، محمود! قلبي عليك شاجنٌ. أجنُح النّوارس تهِفّ، معها رَخاء البالِ
لك الحرّيّة والحياة، علَيّ دمعك الواكِف المِدرار غالي
ذلك السُّرادق خيمتك الجديدة، نور القمر عانقَه، مؤنس مؤاسٍ، للوحدة جالي أحَبُّ من نقوش حجارة عقدات بيت الأحمق الهادم الهارب المُغالي!
شُفِ الخُضاريّ، يناغي خضرة الزّنْزلخْت، والعنادل على غضارة فروع الزّيزفون العابق الأظلالِ

فَغْوة الكاغِد
******
بيتُك إنْ خاصمْتَه، روحُك قد نغّصتَها
أخوك إنْ(صفتّه)، أسوارُك قد هدَمْتَها
جارُك إنْ شازَرْتَه، دارُك مَن يحرسُها؟
نادِيك إنْ داهنْتَه، غُدرانُك قد غيّضْتَها
شعبُك إنْ ظلمتَه، أنوارُك قد أطفأتَها
الحقُّ إنْ هضمْتَه، عينُكَ هلْ تغمضُها؟

هشيم
***
بنيتَ لِمَن، مِن عرق المسحوقين الغلابى، ناطحاتِ السّحابِ؟
ووجه عالمكَ مسالك الدّموع؛ عابس مكفهرّ ومزار للشّحوبِ
أغرقتَ مدنا وحضارة بالدّخان؛ وغابت أسراب العصافير في طيّات الضّبابِ
لتعبّئ الدّولار في الأهراء، والأكياس، والجيوبِ
أغنام يقودها خدم، وعشيقات السّارح السّادر المُرابي
وقطيع يخشى صولة المتغطرس المُهاب المَهوبِ
وصدرك، رغم درْء السّابغات، صار مراميَ أنصال الحِرابِ
وأنت المقامر بالنّساء والأطفال، ولا ترعوي، ومِسعار للحروبِ
فيالقا، ومكلومين بلا مآوٍ، توّهتَ في رحاب الأرض وظلام الشِّعابِ
ديْدَنك الحفاظ على العرش، زاجّا الأحرار في السّجون، واهما أنّه رفاه الشّعوبِ
راقَ لك، واستهواك استدناء الشّيع والقبائل، مرسّخا نظام الضّواري في سُدّة الغابِ
لك المرافئ، ومَحار البحار، وعساجد السّهوب، فهل تمنح المغبونين قيراطا من المسلوبِ؟
سمنت، وجحظت منك العيون، ناظرا للوراء، مدْبرا محاذرا بكسْمك المصنَّع المتصنَّع، بِغَيّ غالبِ
لكنّ الزّهو، والزّهر، والتّشوُّف، والعزّة، والكرامة صائرة لمهضوم الحقوق والمغلوبِ

ركاد سلمان
طبيب الأطبّاء
********
أخي وحبيبي، كيف تَرْقَأ عبَرات مَحاجر العيونِ، وأيّ شجًى عند الوَرى كشُجوني؟
قلت لي، الملتقى نهاية الصّيف، يا صبيح الوجه، واليد الذّهبيّة، وبسمات الحَنونِ
لكنّ الدّيمة الهَطول لم تشأ إلّا أن تريق سواكب مَدمعها الهتونِ
خسرناك إنسانا، رائع الحضور، بهيّ الطّلعة، سنيّ الجَناب، ساطع الضّمير في شتّى الشّؤونِ
غاب عماد الدّار، ونبع حنانها، عزاؤنا في الرّوح حاضرة، وصِيتِك اللامع، وذكرك الميمونِ
حيّ أنت بيننا، الغالي على أهلك ، وبلدتك، وبلادك، على قلوبنا، وعلى يسوع الشّفيع الوحيد، وغالب المَنونِ
محتِدك نادرٌ، أبا نادرٍ، ولا تسقط الثّمار بعيدة عن أمّها، وكم رجلٍ يعدّ بألف، بل بمليونِ

شفَق
----
أمّي كانت تطحنْ، وأبي حمل المِنجلْ
جاري ريح السّوسنْ، ولد رهِف كالطَّلّْ
أختي ذهبت للعينْ، تنشِل ماء سَلسلْ
عادتْ دامعة العينْ، شافت رَتَلا مُستلّْ
سيفا مقروح الجفنْ، أدمى ألْبِنة الخيْلْ
هذي غربان البَيْنْ ، أوغْاد لابسة الغِلّ
تجتاح حلما ووسَنْ، ورداً، سهْلا، وجَبَلْ
قصفوا زهر الفيجنْ، قلعوا زيتون التّلّْ
ذئب مهتوم السّنّْ، غبَّ وسمّ المَنهلْ
تهذي زوبعة الضِّغْنْ، قلبي معكم يا شَملْ
شطٌّ حالفه الغُبنْ، هتَنتْ حبّات النّخلْ
حاربتَ أخا والخِدنْ، وحكمتَ على أعزلْ
يُتِّم شَعب ووطنْ، جُرحت جنّاتُ الفُلّْ
جوناء يسكنها الكونْ، مطر يبسم، ينهلّْ

اَلصَّيَاصِي
******
سعيد قريبي، طَليع رَبيبي
وبلدي خَليبي، وشعبي حبيبي
وجُورِيّ رُوحي
*
كِبار القلوبِ عِظام الخُطوبِ
سِراع الهُبوبِ لِسَنْدِ الشّعوبِ
ضِمادُ الجروحِ
*
كَشيف النُّيوبِ خَتول مُحابي
وغِرّ مُصابي،يُغالي،يُرابي
غَديرُ المُلاحِ
*
سَعير الحروبِ سريع الهروبِ
ذَريع الدّروبِ، نَثير الطّيوب
فَحوحُ الكفاحِ
غِنوة بِركة الهِرش
------------------
{أرض وعريّة، تربتها بيضاء حِثّانيّىة، تقع شرق بلدتنا بوسنان محاذية لمنطقة الوادي، واختفت معالمها اليوم.}

للتّين الغِزاليّ نفحة طيب الوعر
والتّين السِّباعيّ حُوشة اليد معطّرٌ
كالنّوافحِ
*
عصفور أسود الرّأس وأحمره منمنم
يسقسق واجِلًا من الجوارحِ
شُحرورة على الصّخر خافت
من صوت رَفّ الزّاغ السّائح
*
بين بِلّان عُرقوب ضِفّة الوادي
تحت رباع زبن
صوت جروذئب غَرثانَ جائحُ
*
زقزقة عروسة التّركُمان
تأكل من حَبّ القهوة البرّيّ الأسوَد الفائحِ
*
على فروع أغصان التّين البياضيّ
يصطاد الشّرقرق النّحل
ويغنّي للأقاحي
*
كروم البَرّ مراح
ومطعم لذوي الجناحِ
*
خُضاريّ على الزّنزلخت
يرقرق
خُضرة أوراق الأماليد وَشيٌ للوشاحِ
*
فوقها، عاليًا، رباع طَزّط
ثوم وبصل يقرص على طعم مالح

أبي
---
عشت في دهر غشيم
غاشمِ
لم أنس دموع الفراق
صامتًا كنتَ
وكانت عنديَ السّاعات
أيّاما
ما حييتَ مُقاليًا، حسودًا أو حقودا
وما أزعلتُك في كلمة مَرّة
مسموح لي القول،
قد اشتاقت لك الدّموع
وروحك تكفكفها؟

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

949 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع