داود البصري
كانت المشاركة الرسمية العراقية في قمة الدوحة العربية الأخيرة تحصيل حاصل ، إذ جاءت بعد حملة إعلامية مكثفة شنتها حكومة المالكي ضد دولة قطر و سياستها متهمة إياها بأبشع التهم الإرهابية و بإحتضانها للإرهابيين كما يقولون ويقصدون بذلك ( طارق الهاشمي ) النائب السابق لرئيس الجمهورية و الذي يطارد حاليا وعقوبة الإعدام مسلطة على رأسه!
، وطبعا جاء النائب المتبقي و الصالح للإستعمال بعد مرض الرئيس العراقي جلال طالباني وعدم قدرته على ممارسة مهامه في وقت منظور على الأقل! ، فيما يرفض نوري المالكي السفر للدوحة لأنه سيواجه معضلة وعقبة كأداء تتمثل في ضرورة مشاركته في إدانة النظام السوري المجرم ، وهي عملية يحاول الإبتعاد عنها لأن حكومته ووفقا لشهادة ( الأعمام الأمريكان قدست أسرارهم ) متورطة حتى الثمالة في دعم النظام السوري و التماهي مع النظام الإيراني في تقديم الدعم اللوجستي الفعال في معركة المصير الفاشي الواحد التي ستغير نتائجهاصورة الشرق القديم بأسره.
لقد كانت الكلمة البليغة و الرائعة و المؤثرة التي ألقاها الشيخ معاذ الخطيب أمام القادة العرب بعد إستلام الإئتلاف الوطني السوري للمقعد السوري في الجامعة العربية ومؤسساتها بمثابة صاعقة كهربائية نزلت على رأس الملا خضير الخزاعي وكانت علامات الإمتعاض و القلق بادية على محياه رغم إجتهاده في إخفاء مشاعره إلا أن الرائد لايكذب أهله!! وقد علمنا من مصادر خاصة في الدوحة وضمن أروقة ( شيراتون ) من أن الملا خضير قد أمر أعضاء الوفد العراقي المشارك من الجالسين خلفه وبعضهم كفاءات وطنية نزيهة بعد السلام على وفد المعارضة السورية!! وهو تصرف منافي للأخلاق الكريمة ولأصول الإتيكيت ، فقاعة المؤتمر في النهاية ليست حسينية أو مسجد و إنما هي ساحة واسعة للعمل الدبلوماسي ، وفي ظل توتر ملا خضير دام ظله تصرف الشيخ الخطيب تصرفا حضاريا مستلا من سماحة الإسلام و من الأخلاق الكريمة وتقدم للسلام على الوفد العراقي وحيث إصفر وجه الملا وإستجاب مرغما لمبادرة السيد الخطيب الكريمة و أسقط في يده ولم يعد يدري كيف يتصرف سوى الرد بالمثل وكما تقول عفاف راضي ( ردوا السلام و ما تجرحوش إحساسي )!! ، وموقف الملا خضير بطبيعة الحال منبثق من الموقف الإيراني المعادي للثورة و لشيخها و للمسجد الأموي أيضا!! وهو موقف أقل ما يقال عنه بأنه فاقد لكل أصول اللياقة ولا أقول كلمات أخرى لكي أضمن نشر مقالي ، فعدم إعتراف النظام الإيراني و نظام مافيا الروسية بقرار الجامعة بطرد النظام السوري من المنظومة العربية لن يغير من الواقع شيئا لأن هؤلاء معادون بالكامل و المطلق لحرية الشعب السوري و لكون حلفائهم في لبنان و العراق يتخذون نفس المبدأ ، و يعبرون عن نفس النفس البغيض المعادي لحرية الشعوب ، وإذا كان القرار العربي بإرسال السلاح للمعارضة فإن حكومة العراق و أنا على ثقة كاملة ستفعل العكس و ترسل الأسلحة الإيرانية للنظام السوري بطريقة أقوى من السابق دون تجاهل إعتراضات الجانب الكردي في العراق على صفقات السلاح الروسي التي تعقدها حاليا حكومة المالكي بإصرار عجيب رغم الإعتراضات النيابية لكون الصفقة مخصصة أصلا للنظام السوري ؟
الملا خضير لن يهدأ له بال أو يقر له قرار بعد ( دوش الدوحة البارد ) ، و المعركة في المنطقة ستتطور ، وحرب فرض الإرادات ستشهد صورا عجيبة وغريبة من التصرفات ، المؤكد إن حكومة الملا خضير هي في ورطة حقيقية وينطبق عليها المثل العراقي الشهير :
( لاحظت برجيلها.. ولا خذت سيد علي )!!
والله حالة... و الله طرطرة.. وسلامتك يا ملا خضير من الآه..
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
752 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع