المزاج في السياسة العراقية .. مرض أم سلوك ؟

                                               

                           زيد الحلي

المزاج في السياسة العراقية .. مرض أم سلوك ؟

المزاجية، هل هي مرض نفساني، ام هي عادة مكتسبة، او خوف من مجهول، او نتيجة لظرف طارئ معين، عاشه الفرد، فأصبح مزاجيا دون وعي منه، او نوع من تأكيد الذات وفق طريقة ” خالف تعرف ” ؟.. هذه الاسئلة وغيرها، طافت في اجوائي منذ مدة ، لاسيما قبل وبعد الانتخابات البرلمانية في العراق ، واثناء المشاورات الحالية لاختيار رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ... بحثتً عن اسبابها، فلم اجد لها جوابا على وجه الدقة .. فآثرت طرح موضوعها على القراء الكرام .. فلقد تيقنت، ان الشَّخصْ المزاجي , صعب التعايش معَه، وصعب إرضاءه لأن طباعه و نفسيته لا تكون ثابتة، فالشخص المزاجي بكل شيء .. وبطريقة عنيفة، وزاوية انقلابه منفرجة …يصعب تحمله …لأنه ينتقل من شعور لآخر، على حين غرة، وتقلبه يكون في كل وقت وَهذا شيء مزعجْ .. اعرفُ شخصا احب امرأة، حد الوله .. اجده مرات في قمة السعادة، وفي مرات أخرى حزيناُ، وحين اسأله يجيب بخجل ان محبوبته مزاجية، تعيش ازدواجية في مشاعرها، وتتقلب في عواطفها .. ورغم اجواء الحنان التي اسعى الى تقديمي لها، لكنها لا تستقر على حال .. فالشتاء والصيف، ينقلب عندها في لحظة واحدة ! وايضا، حدثني زميل، اقدر مسعاه المهني الخير، ومثابرته في العمل، قائلا، ان مديره المباشر يبدأ يومه بالابتسامة والحبور، لكنه فجأة يصبح شيئا آخر، فينقلب مزاجه، حيث العصبية والتهكم والتقليل من شأن الاخرين تكون على مدار الساعة، بحيث لم نعرف رضاه من عدمه في اي شيء نفعله .. تلك المرأة المعشوقة، وهذا المدير، هما من الشخصيات المزاجية، ففي لحظات يكونا في قمة السعادة، وبعدها ينتقلان الى مرحله توتر كبيرة، هما انفعاليان في الداخل، لكن بلمح البصر، يطغي هذا الانفعال على السلوك الخارجي لهما، ليحول المحيط المبتهج الى فوضى نفسية قلقة .. وفي رأيي ان تقلب المزاج في الاجواء السياسية التي نعيش ، ، يمكن ان يكون خداعاً، فيقود إلى الاعتقاد أن الحياة أسوأ مما هي عليه فعلاً.. ومثالي على ذلك، حين يكون مزاج صاحب القرار السياسي ، صافيا تبدو الحياة عنده رائعة، وينظر الى الأمور بمنظور صائب ويتمتع بالفطنة والحكمة. فمزاج الإنسان عندما يكون صافياً، لا يشعر أن الأمور على درجة كبيرة من السوء، وتبدو المشكلات لديه، أقل صعوبة وأكثر طواعية للحل، وتنساب العلاقات والمحادثات مع الغير بكل يسر، وإذا حدث وانتقده شخص ما، فإنه يتقبل ذلك بصدر رحب، وعلى العكس من ذلك، إذا كان مزاجه غير صافٍ، تبدو الحياة صعبة ومضجرة بدرجة لا تُحتمل، وتكون نظرته الى الأمور ضيقة، كما تأخذ الأمور بمحمل شخصي، وغالباً ما يسيء الظن بمن حوله، وتنسب إلى تصرفاتهم دوافع شريرة .. فليس غريبا، ان يشبه البعض الشخصية المزاجية على أنها “تسونامي ” أي مثل العاصفة، فالشخصيات من هذا النوع يعبرون عن حالة مزاجية جيدة في أوقات، وسيئة في أوقات أخرى، ويتسم الشخص المزاجي بالتردد في المواقف، وتواجهه دوما مشاكل تؤثر على حالته النفسية... وما اكثر الشخصيات المزاجية في وطني !

على الانسان أن يشعر بالامتنان عندما يصفو مزاجه، وأن يتقبل الأمور عندما يتعكر، وفي المرة التالية التي يشعر فيها بتعكر مزاجه، لأي سبب، عليه أن يذكر نفسه “إن ذلك أيضاً سوف يمر” كما يقول الكاتب الامريكي الكبير صاحب مؤلف (لا تهتم بصغائر الأمور، فكل الأمور صغائر) الدكتور ريتشارد كارلسون !

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

543 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع