زيد الحلي
إجازة لكتاب أعمدة معاناة المواطن!!
لا اجد ضرورة لكتابة موضوعات تهم المواطن في هذه الايام، لأنها ستكون هواء في شبك، فالدولة والحكومة، في واد، ومشاكل الناس في واد آخر.. فأركان الدولة، من هم في داخلها، ومن هم في خارجها الان، يحاولون ان يكونوا من الفاعلين فيها في لاحق الايام، شغلهم الشاغل ترتيب اوضاعهم، والبحث عن وسائل الايقاع ببعضهم بعضاً، او التحالف الوقتي بين الاضداد !
ان مشكلتنا في واقعنا الراهن، هي في اتساع رقعة (الأنا) وتسيدها على سطح الوطن.. فهي بين الظرف القائم، واللاحق من السنين، وبين الأزمات والتفكير في حلها، بين المعطيات والمنهج في قراءتها، وإرجاعها لأسبابها، هي بين الذات، والموضوع، بين التنظير، والتصور القادم لما يليه.
وانا على ثقة، ان الاقتران بين الواقع، والممارسة يدل على واقعية الرؤية وإمكانية التطبيق، ولا يكون الكلام عن مشكلة ما، في جهة، والواقع في مكان آخر، فالانشطار الكبير في الرؤية بين هذا وذاك، وكيف نتعامل معه ونقرؤه واقعيا، وبين الحاضر المُعاش الذي يفرض نفسه اليوم في نفوس المواطنين.. وسط كل هذا التخبط والانهيار والتجاذب ومعادلة الداخل والخارج، والصراعات في حلبة (الأنا).. فهذه (الأنا) باتت محل استهزاء عند مختلف فئات الشعب !
وازاء هذه (الأنا) المريضة، التي يؤكدها البعض يوميا دون خجل، في اجهزة الاعلام ، نجد، وبنظرة موضوعية، ان ضمائر العراقيين الاصلاء، ظلت يقظة، حية، فبات ملحوظا ان تجد الضحكة تعلو الشفاه هازئة عند كل تصريح او حديث تعلوه مفردة (الأنا) من قبل الذين وضعوا مستقبل العراق على الرفوف !
ان الشخص الذي يعتمد (الأنا) في سلوكه اليومي، يصر على عدم الالتزام بالقواعد والقوانين في مجال تحركه السياسي او المجتمعي، إذ يرى أنها وُضعت للشخص العاديّ، بينما هو أعلى من الجميع ويتميّز عنهم، لذلك وإن بدا من الخارج وكأنه شخص مستقيم ناجح في عمله، إلا أنّ وراء تلك الشخصية من يرفض الالتزام بالقوانين ويسعى إن أتيحت له الفرص، للإفلات منها والخروج عنها.. فـ (الأنا) تغلب الموضوعية !
لكن المواطن في بلدنا المبتلى بكثرة (الأنا) تميز، والحمد لله، بضميره النبيل، الذي تصاعد به نحو الذرى، رغم كل المآسي التي يعيش في ظلها، فالضمير عنده هو المخاطب وهو جوهر الاشياء والظواهر. وهو يدرك المؤامرات التي حيكت وتحاك ضده، في ظلمة الليل او هزيعه الاخير او في وهج النهار !
يا لبؤس، مرتدي عباءة (الأنا).. وهي عباءة متهرئة لا تستر عورة..
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
2957 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع