ياسين الحديدي
ادلب عشّ الدبابير
تحوّلت مدينة إدلب السورية إلى جغرافيا محتلة من قبل الجماعات الإرهابية التي عاثت فيها فساداً وجعلت عاليها سافلها. فمن جبهة النصرة التي لجأت إلى التمويه حتى تغطّي انتماءها لتنظيم القاعدة، وأصبحت تُعرَف بهيئة تحرير الشام، إلى جيش البادية والملاحم، والحزب التركستاني الإسلامي، إلى داعش الموجودة في بعض الأطراف، وإلى الجماعات الأخرى كأحرار الشام وحركة نور الدين زنكي وجيش الأحرار وفيلق الشام وجيش العزة وفصائل أخرى، أصبحت إدلب كشكولاً للجماعات المسلحة والمتضاربة نهجاً ومساراً وتفكيراً ومسلكيّةً.
وللإشارة فقد تم ترحيل 1400 مسلح من داريا و1000 مسلح من المعظمية و2000 مسلح من قدسية والهامة و1500 مسلح من التل إلى إدلب، بالإضافة للمئات من حي الوعر الحمصي وحي القدم والعسالي بريف دمشق، ليصبح مجموع من تم ترحيلهم من حملة السلاح والخارجين على الدولة إلى إدلب ما يقارب الي 35الف مسلح مع عوائلهم. وتُعتبَر إدلب أولى المحافظات السورية التي سقطت بأيدي المسلحين الذين قتلوا فيها روح الدولة والمواطنة، ونشروا فيها شريعة الغاب بدعمٍ أميركيٍ تركيٍ خليجي.
وإذا كانت سياسة حصر الجماعات المسلحة في الشمال السوري مجدية استراتيجياً لوضع الجميع بين فكّي كماشة، غير أن المخاطر تبدو كبيرةً إذا استغلّ الأميركي والتركي ورقة الجماعات المسلحة لتكريس أجنداتٍ جديدة في الشمال السوريّ. كما أنّ الرهان على المصالحة مع هؤلاء المسلحين قد لا تكون مجدية، لأنّها ليست على قلب رجلٍ واحد، ولا منهجٍ فكريٍ واحد، وكلّ فريقٍ يتبع أجنداتٍ إقليمية ودولية متضاربة. ويبقى القول إنّ هذه الجماعات في إدلب ستصبح أكبر مهدّدٍ للأمن القومي السوري خصوصاً إذا تضخّمت أطماع تركيا الأردوغانية واستغلّ أردوغان صلاحياته الواسعة للبحث عن أطماعه القديمة والجديدة في سوريا.
لا بدّ من ذكر قضية جداً مهمة ، وربما من النادر أن نسمع لها، أنه في عام 1923 يعتبر الأتراك أنهم أحرار وأن يدهم أطلقت من اتفاقية لوزان المقيدة للدولة العثمانية، ولذلك إذا نظرت إلى الحراك التركي بكافة أشكاله، ترى أنه يتجه نحو إعادة ما كبلته اتفاقية لوزان. فتركيا تصرّح حالياً أو أردوغان يصرّح أنه سيفتح قناة، أي بمعنى أنّ ما قُيّد به في مضيق البسفور سيعيد له الحرية، سيعيد التنقيب عن النفط، وأيضاً أطماع أردوغان تتجه نحو إعادة الاحتلال العثماني للمنطقة العربية، وهذا الاحتلال كما يعلم الجميع بدأ من الشمال السوري. فلذلك ترى أن اللاعب الأساسي حالياً في إدلب هو المخابرات أن القاعدة منذ نشأت وهي في رعاية أميركية. ليست القاعدة فحسب، بل كل تلك الجماعات التي تنتسب زوراً إلى الإسلام وهي كما قلت في مواقع أخرى، هي جماعات وظيفية وليست جماعات إسلامية، أي هي بمن وظّفها ويوظّفها وسيظلّ يوظّفها لمصالح، لأجهزة مخابرات ودول تأتي الثالوث الإقليمي القطري السعودي التركي، ثمّ الأميركي والإسرائيلي الايراني ما يجري في إدلب، وتواصلاً ، هو توظيف لهذه الجماعات جاءت إلى هذه المنطقة لأنّ المزاج العام للجماعات والأيديولوجيا العامة لهذه الجماعات تتوافق في خطوطها العريضة مع بعضها البعض، فجاؤوا إلى من يفهمهم أو إلى من يتماشى معهم، كلّ من خرج مسلحاً من منطقة ذهب إلى هذه المنطقة، محافظة إدلب إجمالاً ومدينة إدلب على وجه الخصوص لأنه وجد إخوته هناك. طبعاً سنشاهد بعد قليل مسرحية أو قصة أو رواية دوستويفسكي، صراع الإخوة أو الأخوة الأعداء، سنشاهدها حتماً، وهو ما تنبّأ به حتى الرئيس بشّار الأسد في حواره الأخير مع إحدى الفضائيات الروسية، أنّ هؤلاء حتماً سيتحاربون، والمحرّك الذي تحدّثنا عنه، الأميركي دولياً والإسرائيلي معه، والإقليمي، الثالوث التركي والقطري والسعودي، سيتصادمون هنا.
بدأت الصدامات طبعاً في عفرين مع الكرد الذين شغّلتهم أميركا في صِدام مع التركي، ثم ستمتد إلى إدلب حتماً. أضف إلى ذلك السبب الآخر، أنّ الجيش السوري، العربي السوري، عندما واجه هذه المؤامرة الممتدة عبر سبع سنوات، التي تعجز جيوش دول عظمى، وليس دول إقليمية من مقارعة هذا العدوان الكبير ويكاد ان يكون مناكثر 35 دولة بالاظافة الي منظمات ارهابية تجاوزت العشرين وتضم ارهابين من كل العالم.
لنا من أن نقول إن إدلب اصبحت المحطة الاخير للارهاب واشغل الشاغل للعا لم والخوف ان يتهدم عش الدبابير وترحل الدباببير في اتجاهات مختلفة من دول العالم ، عبر تركيا وهي المتاخمة لحلب ولواء إسكندرون واللاذقية وحماة، وبالتالي من أراد الانتقال إلى العالم وهو هدفهم بحثا للرفاهية بعد أن يكون قد أمّنوا مدخلاً يسهل لهم حياة رغيدة في هذه الدول لمن اراد منهم، أو ساعٍ لإتمام فكرة الضلالة بإقامة الخلافة الإسلامية في أوروبا.
ووفق الخبرة التي يمتلكونها ، وفي نهاية المطاف اصبحت مشكلة ادلب تثير القلق وخاصة بعد التصريحات الامريكية علي لسان رجالها في الخابرات الامريكية ان لدي داعش حليا 20 الف مسلح متواجد في العراق وسوريا وهو تلويح يهدف شرعية بقاء القوات الامريكية وقواعدها في الاراضي السورية والعراقية بحجة عدم الانتهاء من القضاء علي داعش والاعلان علنا اننا باقون مادامت ايران وداعش متواجدة في سوريا ومع هذا فان الحراك الروسي التركي مستمر في ايجاد طرق كفيلة سلمية لمعالجة وضع ادلب مع اصرار الجيش العربي السوري لتحريرها وهي الخاصرة المجاورة للتركيا ووجود اثنا عشر نقطة حراسة تركيه علي الحدود المواحهة لا ادلب وتعزيزها باستمرار بقوات مقاتلة من جميع الاصناف بالظافة الي اللقائات التي تجري حاليا مابين روسيا وتركيا لايجاد الحل حيث ان الروس متاكدين جدا ان لتركيا الدور الاكبر في تفكيك المنظمات الارهابية وهي الي سعت الي تشكيل مجلس وطني لاثني عشر فصيلا انضوي تحت هذا المجلس برغبة وفرض تركي ان العالم يتطلع ويتابع اللقائات التي تجري حاليا في موسكومابين وزير الدفاع الروسي والتركي وكما هو معروف ان عدد اللقائات التي جرت مابين بوتين واردغان بلغت 13 عشر لقاء قمة و15 مكالمة هاتفية منذالمصالحة بينهم في منتصف حزيران 2016
1042 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع