لايزال مصطلح الارهاب مشوه التفسير ولكل جهة تفسيرها الخاص وحسب ما يتوافق مع مصالحا ويخدم مخططاتها ولكن يكاد يجمع الاكثريه ان الارهاب هو قتل الناس او احتجازهم او خطفهم ومحاولة تحقيق اهداف سياسيه او اقتصاديه او ضغوط معينه باستخدام البشر كوسيله لتحقيق هذه الاهداف .
لقد وظفت الدول العظمى مصطلح الارهاب لاغراض سياسيه وتحقيق مصالح خاصة وكثيرا ما تركت مجموعات ارهابيه دون الالتفات اليها او ذكرها بسوء لان مصالح هذه الدول تقتضي وجود هذه الزمر والعصابات الارهابيه لانها تؤدي خدمه لها بشكل مباشر او غير مباشر والامثله كثيره على ذلك ولكني سوف اسوق مثلا واحدا ولكن ادخل في تفصيل جهات ارهابيه عراقيه اخرى ..
لقد شدني موضوع نشر على صفحات الكاردينيا بعنوان (انهم يبيدون العراقيين ) وتابعت المناقشات التي جرت على الموضوع وكالعاده انقسم المعلقون الى فريقين كما هو حال العراقيين دائما والانقسام يشير بوضوح الى طائفة كل فريق ولقد لاحظت ان المقال بالرغم من انه يحكي معاناة الشعب العراقي بالتفجيرات المتكرره لكني وجدته مغلفا بهذا الطابع ويترك جانبا مهما وهو مسؤولية الحكومه اضافة الى الخلط بين المقاومه والارهاب واتهام المقاومه بالعمل الاجرامي ولااريد ان اخوض بالجانب التحليلي والفني لهذه التفجيرات والجهه التي قامت بها فأننا في عصر الكذب والفبركه والحيله والسياسه السوداء والقتل لاتفه الاسباب والولاء للخارج والانتخاء للمذهب بدل الوطن وغير ذلك من امور ولكون بعض الاخوه المعلقين قد وضحوا الامر وشرحوا اكثر مما مطلوب وبينوا الفرق والاسباب والجهات والمسؤوليه القانونيه والاخلاقيه والشرعيه للحكومه ,, حيث بدا لي ان الكاتب قد نحى منحى منفردا في بيان الحاله لكنه اخفق ساهيا او متعمدا الجانب الاخر المهم فقد بين المسؤولين عن التفجيرات حسب رأيه الخاص ولم يتطرق الى مسوؤلية الحكومه وهذا ما دعى المعلقين الى الاستغراب ؟
هنا بعض الاسئله عن الارهاب لكي لانخرج عن موضوعنا المهم :
1. في حقبة السبعينات والثمانينات والتسعينات وعلى مدى ثلاثة عقود تعرض العراق الى العديد من العمليات الارهابيه قامت بها مجموعات مرتبطه بايران وسوريا ومرسله تحت غطائها وبتمويلها وتدريبها ولم تعتبر هذه المنظمات ارهابيه مثل ( حزب الدعوه \ المجلس الاعلى للثوره الاسلاميه \ منظمة بدر )
2. اعتبرت منظمة مجاهدي خلق الايرانيه منظمه ارهابيه لانها قامت ب 7 عمليات داخل الاراضي الايرانيه .
3. المنظمات في 1 اعلاه تعدت عملياتها الى خارج العراق وقد شملت :
الكويت ,, 6 تفجيرات في يوم 12 \ 12 \1983 شملت محطة كهرباء ,, مطار الكويت ,, السفارة الفرنسيه ,, السفاره الامريكيه وكان لحزب الدعوه والمالكي دورا فيها .
لبنان ,, تفجير السفاره العراقيه في بيروت بشاحنه مفخخه في عام 1981 والمنفذ هو ابو مريم من عصائب اهل الحق وبتوجيه علي زندي الاديب عضو حزب الدعوه.
العراق ,, تفجير وزارة التخطيط العراقيه في عام 1982 من قبل انتحاري ( ابو بلال ) واعتبره حزب الدعوه شهيدا ومجاهدا .
العراق ,, تفجير سينما النجوم وسينما الخيام عام 1981 وتسبب ذلك بشهداء وجرحى واضرار كما هو حال باقي التفجيرات الاخرى .
لحزب الدعوه مكتب باسم ابو بلال في دمشق مختص بالعمليات الارهابيه في العالم
والسؤال الكبير الذي يطرح اليوم هو مالفرق بين الامس واليوم اليس الدم العراقي واحد ؟وان من يقتل العراقي اي كان هو مجرم ؟ ويده ملوثه بدم العراقيين واللبنانيين والكويتيين وحتى والايرانيين والسوريين ؟ .
لماذا من يقتل اليوم هو ارهابي ومجرم ومن قتلنا بالامس مناضلا وزعيما ووزيرا ورئيسا ؟؟
هل يجرأ رئيس الوزراء نوري المالكي ان يزور بريطانيا اليوم ؟؟ انه مطلوب بجريمة قتل .. وليست بريطانيا فحسب فان الجريمه سوف تعمم على الاتحاد الاوربي بل العالم كله لانه قتل مجموعه من الاشخاص ومن ينسى قيامه بقتل 10 من منتسبي حزب البعث في قضاء الهنديه رميا بالرصاص بمسدسه الشخصي بدون محاكمه وقبل سقوط بغداد بايام .
هل نستبعد ان يقوم هذا الارهابي بعمل مماثل بعد ان اصبحت لديه من الصلاحيات والامكانيات والادوات التي تجعله قادرا على تنفيذ التفجيرات والقتل والاغتيالات والاعتقالات والتعذيب والسرقه والعماله ,
نعود الى الارهاب ,,, لماذا لم تعتبر الولايات المتحده هذه المنظمات الارهابيه (الدعوه / بدر / المجلس الاعلى ) كمنظمات ارهابيه لانها كانت تستخدمهم بما يتوافق مع مخطاطاتها ,, واليوم ينبري من يريد ان يسمعنا نحن العراقيين الذين في داخل العراق ومنذ 10 سنوات ونحن تحت قانون الطوارىء والمداهمات في اواخر الليل والاعتقالات والقتل المبرمج وغير المبرمج ومضايقات اجهزة النظام والازدحامات المروريه القاتله والاخلاق المفقوده في سيطرات الجيش والشرطه واختفاء الخدمات والماء الصالح للشرب والفساد الذي لم يحصل في اي دوله بالعالم على مدى التاريخ والخوف الذي يعيشه العراقيين كل يوم بل وكل ساعه وكل دقيقه ولايعلم الموظف متى يغتال ام يقتل في تفجير او يعتقل ولاتدري الام هل سيعود ابنها او لايعود او سوف تستلمه من الطب العدلي او تبحث عنه في السجون المختلفه والمنتشره على ارض العراق ؟؟
هذه المعاناة لايأخذها البعض من الذين يعيشون خارج العراق وهم يحاولون ان يلبسوا لباس الوطنيه العراقيه على حسابنا نحن من نعاني ونتألم ونرى باعيننا كيف يدمر العراق ويحرق وهو حي وينهب حتى اصبح مكانا وملاذا لعصابات العالم المتخصصه بالاحتيال ...
ارحموا العراق قبل ا ن ياتي يوم لارجعة فيه وان الحرب تدق ابوابنا بقوه ولن يكون فيها غالب بل الكل سوف يخسر وهنا نسأل سؤال بسيط :
هل نضب العراق من الرجال والنساء الخيرين لحكم العراق ؟؟
هل من اجل بضع مئات من حزب الدعوه نسمح ان يدمر العراق ويقتل اهله ؟؟
الاحزاب الدينيه فشلت في ادارة الدوله واثبتت انها مجموعه من اللصوص والمجرمين والعملاء لعدة جهات على حساب العراق ..
لماذا هذا التغافل اهو في سبيل المذهب او الطائفه وهل سيكون هناك مذهب او طائفه اذا ما نشب القتال ..
اصحوا قبل فوات الاوان وان طبول الحرب تدق بقوه وقد وصلت الى جماهير العراقيين في الخارج ينادون بها تحت اسم (الربيع العراقي ) ..
ولابد من قول اخير الى كل الشرفاء من العراقيين الوطنيين الذين لم تلوث ايديهم بالدم العراقي ولاجيوبهم بالمال الحرام وضمائرهم بالخيانه والعماله والى الذين قاتلوا دفاعا عن العراق وطردوا المحتل مهزوما مدحورا وكبدوه خسائر كبيره والى من يدافع الان عن حقوق الشعب ويقف في البرد والحر مطالبا بالحق الى كل هؤلاء تحيه وتقدير واحترام وعز ونصر من اجل اطفال العراق ونسائه والاجيال القادمه الى هؤلاء اقول انكم اهل العراق انكم مستقبله فلا تتوانوا او تهنوا فأن العراق سيكون بخير بعد حين ان شاء الله....
صديق المجله / بغداد 23/03/2013
767 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع