علاء کامل شبيب
عشية الاحفال بالاربعاء الاخير للسنة الايرانية الحالية الذي صادف يوم 20/3/2013، والذي هو من الاعراف المألوفة و المحببة جدا لدى عموم الشعب الايراني، شهدت مختلف المدن الايرانية تحرکات و نشاطات مناهضة للنظام تم خلالها ترديد شعارات من قبيل: اللعنة على الغلاء، أيها الملا لقد حان وقت إسقاطك.
الاحتفال المتعارف عليه بنهاية السنة الايرانية والذي يستغرق قرابة اسبوعين، يطل على الايرانيين هذه السنة و هم يعانون من ظروف و أوضاع بالغة القسوة و على مختلف الاصعدة، والانکى من ذلك انهم يترقبون إندلاع حرب مع بلدان الغرب على خلفية البرنامج النووي للنظام وهو مايضفي المزيد من التوجس و القلق على الاوضاع في إيران و يدفعه للمزيد من الصعوبة و التعقيد، وبدلا من أن يعيش الشعب الايراني أجواءا من الفرح و التفاؤل و الامل فإنهم يعانون من ظروف قاسية و حياة مهددة بالمخاطر و الغلاء الفاحش مع إرتفاع استثنائي لمعدلات الفقر المدقع بين مختلف شرائح الشعب الايراني، مما يفقد المناسبة روحها المرحة و عنفوانها و معناها الحقيقي.
ماحدث في آخر يوم أربعاء من السنة الايرانية المنصرمة في مدن طهران و شيراز و أهواز و زنجان و کرج و مدن أخرى والتي تراوحت في احراق حاويات الزبالة و إحراق عجلات للشرطة و رمي قنابل يدوية ضد ازلام النظام في مؤسساته القمعية و نشاطات أخرى على نفس السياق، جسدت روح الرفض و المقاومة ضد هذا النظام و تأکيد الشعب القاطع على عدم قبوله بهذا النظام و إستمرار مقاومته له حتى إسقاطه، والملفت للنظر أن النظام وفي هکذا أجواء إحتفالية و لتوجسه الريبة من قيام إنتفاضة شعبية ضده، قام بفرض أحکام عرفية غير معلنة في العديد من المدن و على رأسها مدينة سنندج، حيث نشر وحدات خاصة لمکافحة الشغب و عناصر أخرى تستخدم لقمع المتحرکين بوجه النظام، وان هکذا أوضاع متوترة و مضطربة و قلقة أشبه ماتکون برمال متحرکة لايمکن الاطمئنان لها أبدا، ذلك أن الجحيم الذي صنعه هذا النظام من خلال سياساته و ممارساته الخاطئة ضد الشعب الايراني بصورة خاصة و ضد شعوب المنطقة بصورة عامة، قد وصل الى حد قد طفح الکيل معه و لم يعد بوسع الشعب الايراني المزيد من التحمل في ظل هذه الاوضاع الوخيمة التي يدفع لوحده ضريبتها القاسية فيما يعيش النظام و المنتفعون من حوله في بحبوحة على حساب شقاء الاخرين.
حان وقت اسقاط الملا، شعار لم يطلق عبثا و من دون طائل في داخل المدن الايرانية، ذلك أن الشعب الايراني قد تيقن من أن بقاء هذا النظام لن يزيده إلا بؤسا و شقائا و حرمانا و لذلك فإنه قد سلك درب المقاومة و الرفض حتى لحظة إسقاطه و تحقيق الحرية.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
985 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع