مشعل السديري
في البداية وقبل أن أدخل في هذا الموضوع (البايخ)، لا بد أن أوضح وجهة نظري الشاجبة له - إن صح التعبير.
والقضية وما فيها ومن أولها، أنني ضد من يحكي عن أهل بيته علنا، حتى لو كانوا يجرعونه المر والعلقم، لأن (البيوت أسرار) مثلما يؤكد ذلك إخواني من أهل مصر.
وقبل عدة أيام كنت ثالث اثنين من الأصدقاء، ويبدو أن أحدهما قد ضاق ذرعا بأهل بيته، ولم يجد غيرنا أحدا لينشر غسيله، فبدأ يشكو و(يتتريق) عليهم دون أن نطلب منه ذلك، وكان بودي أن أقفل على الموضوع ولا أحكيه على أساس أن (المجالس أمانات)، ولكن كيف يتأتى لي ذلك طالما أن صاحب الشأن كان بايعها، إلى جانب أنه من المستحيل أن أكون (ملكيا أكثر من الملك)، خصوصا أنني كاتب أفرح وأتسقط الأخبار والمفارقات لغرض في نفسي قبل أن يكون في نفس يعقوب.
بعد هذه المقدمة الطويلة والمملة دعوني أدخل بالموضوع، وهو باختصار مثلما رواه بطل هذه المقالة، أن زوجته حسب وصفه: امرأة لا تستحي، واللي في قلبها على لسانها، من دون أي مراعاة لمشاعر الآخرين.
ومن سوء أو حسن حظي أن غاب عني في هذه اللحظة الكثير من الأمور التي حكاها، ولكن مما أتذكره من المواقف التي أوردها عن زوجته المصونة التي تحرجه دائما أمام الآخرين أنه قال:
تصوروا أن إحدى قريباتي عندما أتتنا زائرة، قابلتها زوجتي بالأحضان، وقبل أن تجلس أخذت تمتدح فستانها الجميل، ثم أكملت قائلة: ولكن مع الأسف، إنه لا يناسب مقاسك لأنك محشورة فيه حشرا، خصوصا بعد زيادة وزنك، فبلعت قريبتي تلك الملاحظة السخيفة وتظاهرت بالروح الرياضية، ولكنها ما كادت تجلس حتى صدمتها زوجتي متسائلة: سمعت أن ابنتك ما شاء الله قد توظفت، ولكن من هو الذي توسط لكم بذلك؟!، لأن بنتك، وقبل أن تكمل كلامها تدخلت وغيرت الموضوع.
وفي موقف آخر عندما ذهبت معها لزيارة بعض المعارف، فقالت لإحدى الحاضرات: اسمحي لي والله ما عرفتك لقد تغيرت عليّ، فسألتها: للأحسن أو للأسوأ؟!، فأجابتها: طبعا للأحسن يا حبيبتي، ولكن أخبريني عند مين أنت أجريت عمليات التجميل؟!، ثم التفتت للثانية قائلة: يا الله (مكياجك) فظيع ويجنن علشان كده كل التجاعيد اللي في وجهك اختفت (!!).
ولم تسلم من لسانها حتى بنت أخي التي هي في المرحلة المتوسطة، عندما أتت لزيارتنا بعد أن خرجت من المدرسة وهي ما زالت (بمريلتها)، فأمطرتها بالقبلات، ثم قالت لها: صحيح أن خشمك كبير ومعووج ولكن لا تقلقي من الممكن أن يتعدل بعملية تجميل، وعندما لاحظت ترقرق الدموع في عينيها قالت لها: لا تزعلي من صراحتي لأنني أريد مصلحتك، لا تصيرين هبلة.
وداهية الدواهي، عندما أرادت يوما أن تتهكم على امرأة تكرهها، فقالت لها: إن قماش فستانك يشبه قماش الكراسي، فردت عليها تلك بعد أن اعتدلت بجلستها قائلة: هيا تعالي واجلسي عليه، وكانت المفاجأة أو الطامة الكبرى أن زوجتي ما صدقت خبرا، حتى قامت من مكانها و(حطزت)، أي جلست بكل ثقلها في حضنها وهي تسطح بالضحكات، ساعتها تمنيت لو أن الأرض انشقت وبلعتني - انتهى.
هذا غيض من فيض، والحمد لله أنني نسيت مما هو أكثر خجلا.
966 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع