حكيم الداوودي
غادرنا الطريقُ
ولم يغدرْ بنا
وكلُّ طريق
أصلُ أحابيله
موصول ٌ بالمُنجز
ينحرفُ
حيناً
عن مساره
................
وثمة َ بؤرٌ قزحية ٌ
مأوى الفراشات والأمنيات
ملاذُ البراءة
والبسمات
.......
لكنّ عصائبَ الموت
كتموا
رئة َ المسافات
.........
يا أنتَ
أيّها المُتجحفلُ بالجهل
لمّ تقبرُ الألقَ الرضيع
الفرح َالنضير
هبة َ الله
المُسخّرة للخير؟
..............
لمَ تُسوّقُ الردى للربيع ؟
الربيعُ يتمشى
في دروب الرحمة
يحملُ لأسرته
حطباً، قمحاً . وعداً،
للشتاء القادم
لكنّه.....
تعثّرَ
بموت صاعق
أطفأ المزنَ
والوشل
أيقظَ
الحزن والأمل
..................
هم المتشظون
بين الشناءة والبداوة
يجزّون
وريد َالغناء والكركرة
..........
هم الغزاةُ
والعراةُ
والموجُ
والسفينة
هم الخوفُ
والمُفاجأة
فبأيّ حقّ ٍ
تُلغمُ ممرّات خُطانا
بحقد آيب
من تجاعيد الأزمنة البائدة
بعمى ً يُوصدُ
مجاري البصيرة؟
.........
البرقُ صديقٌ
يوقظ الخير
من سباته
وبروقهم
ادواتُ فناء
رجومُ لعنات
باطلٌ
اريدَ به باطلاً
لكنّ ما يتسلحون به
لا يُطفيءُ
ضوء الشمس
ولا يوقفُ خطا
الربيع
ولا غمغمة الفرح
.......
هو اشعل فتيلة
ومضى رماداً منسيّاً
لا جذرَ ولا أصلَ
......
همُ مَنْ طالهم
الغدرُ الجبانُ
سيظلون
حمامات بيضاً
على جلباب
الزمن وذاكرته
كالساعة أمسك بزمام الوقت الرتيب، مُنغمساً في تراتيل زمنية .. مثلما النهار أرتدي جلباب جبروتي سلواّ، وأهشّ بعصاي على الملل .. يا زمن القتل والغدر والشتات؟
هذه أيقونة عَراها مَذلّة القهر وصدأ الإنتظار.. يا صدى محبتنا العميقة!!! بيني وبينك ذكرياتٌ، رغيفٌ ومِلحٌ، سنبلةٌ، وقنينةٌ مِنْ عَسل .. حكاياتٌ مِن ذاكرة الطفولة..
دونكَ سيمضي عُمري بلا هوادة .. بَعدكَ سأسرج صَمتي وأعدو بعيداً، أقطعُ بيدراً من الشوك والصقيع، وموجاتٌ مِن السكونِ الرهيب .. ساعتي تَشيخُ عَقرباها في زمهريرالإنتظار، تبقى مصلوبة مثلي فوق الجدار.. الأزمنة تهجع عند رأسي المصدوع مع ألف ُحُلم وخيال.. كل ليلة أسمعُ صَهيل مُهرِكَ المثخّن بالجراح..يا الهي مَنْ يَصغي الى أنّات هواجسنا غيرالريح وعزاء الخُلاّن؟ وفي تموجات دهشتنا بحرٌ من أسى التعجب والإستفهام .. دونك بيتنا العامر بزقزقة العصافير غشيَه ظِلٌ قاتمٌ وسَراب.. غرفتك باكية لكَ ولدقّاتِ ساعتك المُغتالة التي تقاذفتها أشلاءٌ مُبعثرةٌ ما بينَ السُكون والزحام...
وبعدكَ مَضت الساعات والأيام.. وما أمرّ طعم الصبر والنسيان ، مجنونٌ هذا الوقت من بعدك ،وكم يبدو كابية الألوان.. وكيف سِرقَ مني ما بقيّ من فرحي ؟ تركني ليل نهار بين أحابيل الكوابيس، والتيه ما بين محطات الإنتظار.. ويا أخي (ماعلمت قبلَ موتكَ إنّ النجومَ في الترابِ تغور)...
*أخي ورفيق عمري الذي أستشهد في حسينية سيد الشهداء يوم 23-1 2013 أثناء حضورة مجلس عزاء مع جمع من المثقفين والمحامين ووجهاء مدينة طوز. عندما فجّر إنتحاري نفسه بحزام ناسف وسط المعزين داخل الحسينية .
995 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع