اتهامات بالجملة ، والتسقيط بالفرد !

                                                

                               زيد الحلي

اتهامات بالجملة ، والتسقيط بالفرد !

كنتُ اجلس قبالته ، أعرفه هادئ الطبع ، من خلال تعامله مع العاملين في معيته .. يبحث عن الصدق في العيون والنوايا ، لإيمانه ان الصدق ضرورة من ضرورات المجتمع الإنساني ، وفضيلة من فضائل السلوك البشري ذات النفع العظيم ، لكنه بركان غضب ، حين يتلمس كذبا او مراوغة عند احد معين ، فهو يرى ان الكذب عنصر إفساد كبير للمجتمعات الإنسانية ، وسبب لهدم أبنيتها ، وتقطيع روابطها وصلاتها ، ورذيلة من رذائل السلوك.. تحدثنا كثيرا ، وتجولنا في فضاءات المعرفة ، والعمل والشؤون العامة .. ثم فجأة ، توقف ليباغتني بموضوع نطالعه يوميا في وسائل التواصل الاجتماعي والفضائيات واحاديث المقهى والبيوت .. والدواوين .. ذلك هو موضوعة ( استسهال التهم ) لهدم القيم ، والطعن ونبش مواجع لا اساس لها من واقع ، وزرع الفتن ، والتشكيك بلا سند ، وكلام يسيء الى الاعراض الخ ..

فعلا ، توقفت امام ملاحظة صديقي ، واسترجعت ما اتابعه يوميا كأعلامي ومتابع ، فوجدت طغيان حالة ذلك ( الاستسهال ) في بث روح الكراهية ، ضد هذا وذاك ، من اجل مصالح ضيقة الافق ، هدفها النيل من الكرامة الانسانية ، والتسقيط القيمي ، واصبحت هذه الحالة ، سمة ( عراقية ) بامتياز .. مع الاسف الشديد ، فالطعن بالغير ، يعتبرها البعض ثقافة ، بينما هي السوء بعينه .
ربما يصاب الإنسان بخيبة أمل ودهشة وردة فعل تجرح الفؤاد ، حينما يسدي معروفا ، بصدق وحسن نية الى شخص ما ، لكنه يقابل هذا المعروف بكيل من التهم من العيار الثقيل ، والاساءة والتجاهل و التحامل .. واكيد ان ردة الفعل البشرية على الإساءة تبدأ بالغضب ... وهنا يكون مفترق الطرق ... فأما أن يسيطر المرء على غضبه ، وبالتالي تكون ردة فعله تتجه نحو قول الحق سبحانه وتعالي "والكاظمين الغيض ، والعافين عن الناس ، والله يحب المحسنين" ... او أن يسيطر عليه الغضب ، فيرد الإساءة بالإساءة ، والسيئة بالسيئة ..!
خلصنا الى قناعة ، في لقائي مع صديقي الطيب ، الى ان ( استسهال ) الشتائم ضد البعض ، وكيل التهم ، هو فن يتقنه كل من تخلى عن الأخلاق الكريمة والصفات النبيلة الجميلة، فكل فن من الفنون له أصوله ومقوماته وقواعده، لكن الإساءة إلى الآخرين تحتاج التخلي عن الأصول وقواعد الأدب والحياء، والتحلي بنوع من السفاهة وسوء الأدب. ولهذا نجد ان من أدمن الإساءة إلى الناس ، مرة بالسخرية منهم ومرة بالغيبة ، ومرة بقبيح القول ، ومرة بالكذب والنميمة ، لينشرها بين الناس، هو صنف من أسافل الناس وأجهلهم وأبعدهم عن التحلي بمكارم الأخلاق... وعن نفسي اقول : كلما أساء لي أحد أحاول أن أرفع روحي عاليا بحيث لا تستطيع الإساءة الوصول إليها!
سلمت افكارك صديقي العزيز .
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

424 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع