بقلم : علي المسعود
هل لدينا هكذا برلمان وبرلمانيين يحترمون منتخبيهم ويحبون وطنهم ومواطنيهم ؟؟؟؟
مجلس النواب العراقي اصبح المطبخ الذي يتقاسم فية رؤوساء الكتل السياسية مناصب السلطة التنفيذية وكل حزب يفرض المرشحين الذين يخدمون مصالحه الخاصة بعيداً عن معايير الوطنية والكفاءة والنزاهة ؛ ومن هنا تبدأ التوافقات السياسية والبعض يسميها ( تقسيم الكعكة ) وعلى أثرها أصبحت الكفاءات والمهنيين خارج البلـد يقدمون خبراتهم للحكومات التي تبحث عن مصالح شعوبها وتهتم بتطورها ، وهناك امثلة كثيرة لانستطيع حصرها عن ابداعات الكفاءات العلمية العراقية في الخارج استفادت منها تلك الدول وتم حرمان العراق من كفاءاتهم العلمية وهـو الاولى بهم.!!
كمــا ويعتقـد غالبية الشعب العراقــي ان مجلس النــواب اصبح – مضاره ومفاسده – اكثر مــن منافعه ، وأبرز مضاره هو استبعادة للكفاءات العلمية الوطنية وأولى مفاسده هو خلق طبقة من سياسيو الصدفة تصدروا المشهد السياسي العراقي وهم لايفقهون ( الف باء السياسة ) ، كل مفرداتهم (التوافق ، المحاصصة ، الطائفية ، المصالحة ولا نعرف من يتصالح مع) !! وغيرها من العبارات التي يكررها السياسيون كل يوم ،
مجلس النواب العراقي اليوم يعيش ازمة كبيرة لايعرفها إلا من هم قدر المسؤولية الحقيقية والمواطنة التي تغلب على المصالح الشخصية . نرى اليوم ان البرلمان العراقي عكس كل البرلمانات في العالم لازال يراوح في محله ويسن قوانين بدائية لا تمت الى المدنية والديموقراطية بصلة وهي لا تتجاوز القوانين التي ليست من الاهمية بينما تترك القوانين المهمة والتي تمس حياة المواطن العراقي تاكلها التراب في اروقة البرلمان وعلى مناضد النواب , استذكر قصة قرأتها و اعجبتني وهي حكاية ( الفش و الجيبس) وهي السمك ورقائق البطاطا وهذه الاكلة الشعبية في عموم بريطانيا والقصة عادية ولكنها درسآ مهما في الوطنية وهذه القصة غيرت أسلوب حياة البريطانييين الى يومنا هذا !!!.
والقصة تبدأ في في23 تموز من صيف عام 1969، وحين نزلت امرأة بريطانية ، في لندن العاصمة إلي السوق لشراء حاجاتها، ومن عادة النساء هناك أن يقمن بكتابة قائمة بمشترياتهن وحمل مبلغ من النقود بقدر ما تحتويه تلك القائمة، فوجئت تلك السيدة عندما أرادت شراء السمك، بأن سعره مرتفع بأكثر من 30% .
) وكان وأن ما تحمله من نقود لا يكفي ,فغضبت وقررت الذهاب فورا إلى مجلس العموم ( النواب
قريبا منها، توجهت إلى هناك ودخلت مباشرة إلى باب قاعة المجلس أثناء إنعقاده وطلبت مقابلة النائب الذي كانت قد إنتخبته، حاول الحراس عبثا إقناعها بأن المجلس في حالة إنعقاد ، وبإمكانها الإنتظار إلى أن يحين وقت الإستراحة ، ولكنها أصرّت على مقابلته فورا، وبدأت بالمناداة على النائب بأعلى صوتها حتى لفتت إنتباه رئيس المجلس، وما كان من الرئيس إلّا أن قام من مكانه وتوجّه إليها، وبكل إحترام وهدوء وسألها عما تريد ، فقالت له :
أن لديها شكوى عاجلة تريد إيصالها إلى نائبها وكل النواب الآخرين، ودون أن يسألها عن ماهية شكواها قام فورا بإصطحابها، متأبطة بذراعه ، إلى منصة المتحدثين وأعطاها الميكروفون
وقال لها : تفضلي سيدتي تحدثي , وكل مجلسنا آذان صاغية
أمسكت المرأة الميكروفون وقالت :
من المعيب ونحن أبناء بريطانيا العظمى، أن نعيش في جزيرة وحولنا البحر, ونملك أساطيل صيد
تجوب المحيطات، ولا يمكننا تناول وجبة من السمك لإرتفاع سعره. لقد إنتخبناكم لتكونوا عونا لنا على تجّار البلاد الجشعين ،
وإلتفتت إلى نائبها وقالت له :
أنا لم أنتخبك لتقف مع هؤلاء الحمقى الجشعين،
قالت كلماتها تلك ورمت الميكروفون وغادرت غاضبة..
أتدرون ما حدث بعد ذلك وفورا ؟؟
أوّل ردة فعل كانت من النائب الذي وجهت إليه حديثها، فقد قدّم إستقالته لرئيس المجلس قبل أن تصل المرأة إلى باب القاعة ..!!!
ومنذ ذلك اليوم وحتى يومنا هذا ، فإن وجبة السمك مع البطاطا تعتبر أرخص وجبة شعبيّة في بريطانيا ، وهي تعادل في قيمتها سندويشة فلافل في عراقنا العظيم . ولم يطرأ عليها أي أرتفاع إلا
بمقدار نسبة إرتفاع مستوى معيشة البريطانيين اليوم، تعتبر أل ( الفيش أند جيبس ) اي ألسمك ورقائق البطاطا وجبة الفقراء لرخصها و تدني سعرها.
وأصبحت تباع في مطاعم وحوانيت صغيرة في كل شارع وزاوية من مدن وقري بريطانيا ، تماما كما تنتشر المطاعم الشعبيّة التي تبيع الفلافل والفول والحمص في الدول العربية.
علي المسعود
المملكة المتحدة
1976 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع